قالت رئيسة الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، علا عوض، "رغم تشريد أكثر من 800 ألف فلسطيني عام 1948، ونزوح أكثر من 200 ألف فلسطيني غالبيتهم الى الأردن بعد حرب حزيران 1967، فقد بلغ عدد الفلسطينيين الاجمالي في العالم في نهاية عام 2017 حوالي 13 مليون نسمة، ما يشير الى تضاعف عددهم أكثر من 9 مرات منذ أحداث نكبة 1948.
وأوضحتْ عوض في بيان صحفي، بمناسبة الذكرى الـ70 للنكبة، اليوم الأحد، أن أكثر من نصف الفلسطينيين (6.36 مليون) في فلسطين التاريخية، (1.56 مليون في المناطق المحتلة عام 1948)، وبلغ عدد السكان في الضفة الغربية بما فيها القدس 2.9 مليون نسمة، وحوالي 1.9 مليون نسمة في قطاع غزة.
ولفتتْ إلى أن عدد السكان في محافظة القدس بلغ حوالي 435 ألف نسمة نهاية عام 2017، منهم حوالي 64.6% (حوالي 281 ألف نسمة) يقيمون في ذلك الجزء من محافظة القدس، الذي ضمه الاحتلال الإسرائيلي إليه عنوة بعيد احتلاله للضفة الغربية عام 1967، وبناء على هذه المعطيات فإن الفلسطينيين يشكلون حوالي 49.4% من السكان المقيمين في فلسطين التاريخية.
النكبة: تطهير عرقي وإحلال سكاني وسيطرة على الأرض
شكلت أحداث نكبة فلسطين وما تلاها من تهجير مأساة كبرى للشعب الفلسطيني، لما مثلته وما زالت من عملية تطهير عرقي، وجرى خلالها طرد شعب بكامله وإحلال جماعات وأفراد من شتى بقاع العالم مكانه، وتشريد ما يربو عن 800 ألف فلسطيني من قراهم ومدنهم من أصل 1.4 مليون فلسطيني كانوا يقيمون في فلسطين التاريخية عام 1948 في 1,300 قرية ومدينة فلسطينية، وانتهى التهجير بغالبيتهم إلى عدد من الدول العربية المجاورة إضافة إلى الضفة الغربية وقطاع غزة، فضلا عن التهجير الداخلي للآلاف منهم داخل الأراضي التي أخضعت لسيطرة الاحتلال الإسرائيلي عام النكبة وما تلاها بعد طردهم من منازلهم والاستيلاء على اراضيهم.
سيطر الاحتلال الإسرائيلي خلال مرحلة النكبة على 774 قرية ومدينة فلسطينية، ودمر 531 منها بالكامل وما تبقى تم اخضاعه الى دولة الاحتلال وقوانينها، وقد رافق عملية التطهير هذه اقتراف العصابات الصهيونية أكثر من 70 مجزرة بحق الفلسطينيين أدت إلى استشهاد ما يزيد عن 15 ألف فلسطيني، والسيطرة على أكثر من 85% من مساحة فلسطين التاريخية والبالغة حوالي 27,000 كم2 بما فيها من موارد وما عليها من سكان، وما تبقى من هذه المساحة لا تخلو من فرض السيطرة والنفوذ من قبل الاحتلال عليها.
واقع اللاجئين الفلسطينيين:
أشارت سجلات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الى أن عدد اللاجئين المسجلين كما هو في الأول من كانون الاول للعام 2017، حوالي 5.87 مليون لاجئ فلسطيني، يعيش حوالي 28.4% منهم في 58 مخيما رسميا تابعا لوكالة الغوث الدولية تتوزع بواقع 10 مخيمات في الأردن، و9 مخيمات في سوريا، و12 مخيما في لبنان، و19 مخيما في الضفة الغربية، و8 مخيمات في قطاع غزة.
وتمثل هذه التقديرات الحد الأدنى لعدد اللاجئين الفلسطينيين باعتبار وجود لاجئين غير مسجلين، إذ لا يشمل هذا العدد من تم تشريدهم من الفلسطينيين بعد عام 1949 حتى عشية حرب حزيران 1967 "حسب تعريف وكالة الغوث للاجئين" ولا يشمل أيضا الفلسطينيين الذين رحلوا أو تم ترحيلهم عام 1967 على خلفية الحرب والذين لم يكونوا لاجئين أصلا.
من ناحية أخرى، أظهرت بيانات التعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت 2017 أن نسبة اللاجئين الفلسطينيين تشكل 42.5% من مجمل السكان الفلسطينيين المقيمين في دولة فلسطين.
النكبة حولت قطاع غزة إلى أكثر بقاع العالم اكتظاظا بالسكان
بلغتْ الكثافة السكانية في دولة فلسطين عام 2017 حوالي 794 فردا/ كم2 بواقع 509 أفراد/كم2 في الضفة الغربية و5,203 أفراد/كم2 في قطاع غزة، علماً بأن 66% من سكان قطاع غزة هم من اللاجئين، بحيث تسبب تدفق اللاجئين الى تحويل قطاع غزة لأكثر بقاع العالم اكتظاظا بالسكان.
تواصل التوسع الاستعماري الإسرائيلي
بلغ عدد المواقع الاستعمارية والقواعد العسكرية الإسرائيلية نهاية عام 2016 في الضفة الغربية 425 موقعا، منها 150 مستعمرة و107 بؤر استعمارية يقيم فيها 636,452 مستعمرا، ويتضح من البيانات أن حوالي 47.5% من المستعمرين يسكنون في محافظة القدس، وبلغ عـددهم حوالي 302,188 مستعمرا منهم 222,325 مستعمرا في القدس J1 (ذلك الجزء من محافظة القدس، الذي ضمه الاحتلال الإسرائيلي إليه عنوة بعيد احتلاله للضفة الغربية عام 1967)، وتشكل نسبة المستعمرين إلى الفلسطينيين في الضفة الغربية حوالي 21.8 مستعمرا مقابل كل 100 فلسطيني، في حين بلغت أعلاها في محافظة القدس حوالي 68.3 مستعمر مقابل كل 100 فلسطيني.
وتشير البيانات إلى أن جدار الضم والتوسع عزل أكثر من 12% من مساحة الضفة الغربية، ما أدى الى فرض قيود على نحو 1.9 مليون نسمة يعيشون في مناطق قريبة من الجدار و/أو المستعمرات، نحو 400 ألف نسمة منهم يعيشون في مناطق (ج).
القدس: الاحتلال يهدم أكثر من مئة مبنى سنويا
قام الاحتلال الاسرائيلي خلال عام 2017 بهدم وتدمير433 مبنى، 46% منها في مدينة القدس، وتوزعت المباني المهدومة بواقع 170 مبنى سكنيا (منها 148 في القدس) و263 منشأة، ما أدى الى تشريد 128 أسرة تتألف من حوالي 700 فرد نصفهم من الأطفال،.
كما أصدر الاحتلال الاسرائيلي خلال عام 2017 أوامر بهدم 1,030 مبنى في الضفة الغربية والقدس، في الوقت الذي تزداد فيه حاجة الأسر الفلسطينية للوحدات السكنية، حيث أفادت معطيات مسح ظروف السكن 2015، أن حوالي 61% من الأسر الفلسطينية تحتاج إلى بناء وحدات سكنية جديدة خلال العقد القادم (وحدة سكنية واحدة أو أكثر).
وأدى هدم المباني الى خسائر اقتصادية كبيرة ، وبلغت قيمة المتر المربع حوالي 300 دولار أمريكي، أي أن خسائر الفلسطينيين في القدس بلغت حوالي 51 مليون دولار أمريكي خلال الأعوام 2000-2017.
في الوقت الذي يقوم به الاحتلال الاسرائيلي بهدم المنازل الفلسطينية ووضع العراقيل والمعوقات لإصدار تراخيص البناء للفلسطينيين، تقوم بالمصادقة على تراخيص بناء آلاف الوحدات السكنية في المستعمرات الإسرائيلية المقامة على أراضي القدس.
وشهد عام 2017 زيادة كبيرة في وتيرة بناء وتوسيع المستعمرات الإسرائيلية في الضفة الغربية، وصادق الاحتلال على بناء حوالي 16,800 وحدة سكنية جديدة، حوالي ثلثها في مدينة القدس المحتلة، كما صادق عام 2017 على إقامة 4 مستعمرات جديدة واحدة جنوب محافظة نابلس و3 مستعمرات في الأغوار في محاولة لمضاعفة عدد المستعمرين في الأغوار ثلاث مرات، في الوقت الذي لا يسمح فيه الاحتلال للفلسطينيين من البناء، يضع كافة العراقيل الامر الذي يشدد الخناق والتضييق على التوسع العمراني للفلسطينيين خاصة في القدس والمناطق المسماة (ج) في الضفة الغربية والتي ما زالت تقع تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي الكاملة.
أكثر من 10 آلاف شهيد منذ انتفاضة الأقصى
بلغ عدد الشهداء منذ بداية انتفاضة الأقصى 10,463 شهيدا، خلال الفترة 29/9/2000 وحتى 31/12/2017، ويشار إلى أن عام 2014 كان أكثر الأعوام دموية حيث سقط 2,240 شهيدا منهم 2,181 استشهدوا في قطاع غزة غالبيتهم استشهدوا خلال العدوان على قطاع غزة، أما خلال عام 2017 بلغ عدد الشهداء 94 شهيدا منهم 16 شهيدا من الأطفال، وامرأتان، وقام الاحتلال باحتجاز جثامين 15 شهيدا، وبلغ عدد الشهداء منذ انطلاق مسيرات العودة 49 شهيدا منهم 6 أطفال وصحفيين.
أكثر من 9.500 جريح منذ انطلاق مسيرات العودة في قطاع غزة
بلغ عدد الجرحى خلال عام 2017 حوالي 8,300 جريح، منهم 5,400 جريح، وذلك عقب الإعلان الصادر عن الرئيس الأمريكي ترمب بشأن القدس بتاريخ 6 كانون الأول 2017، فيما بلغ عدد الجرحى في قطاع غزة 9,520 جريحا منذ انطلاق مسيرات العودة يوم 30 آذار من العام الجاري في ذكرى يوم الأرض، وزاد عدد الأطفال الجرحى عن 800 طفل، و283 امرأة، و163 مسعفا من الطواقم الطبية.
نحو مليون حالة اعتقال منذ عام 1967
تعتقل سلطات الاحتلال حوالي 6,500 فلسطيني، من بينهم 350 طفلا، و62 امرأة من بينهن 21 أما، و8 قاصرات، إضافة إلى 6 نواب في المجلس التشريعي الفلسطيني، منذ بداية عام 2018، اعتقلت سلطات الاحتلال 2,378 فلسطينيا، وذلك حتى نهاية شهر نيسان 2018، من بينهم 459 طفلا، و47 امرأة، كما قام الاحتلال بفرض الإقامة المنزلية على 300 طفل في القدس منذ تشرين الأول عام 2015 وما زال ما يقارب 20 طفلا تحت الاقامة المنزلية حتى الآن، ومعظم الاطفال جرى اعتقالهم بعد إنهاء فترة الاقامة المنزلية عليهم والتي تراوحت بين 6 أشهر وعام.
الاستيلاء على الأراضي:
صادق الاحتلال الاسرائيلي خلال عام 2017 على الاستيلاء على نحو 2,100 دونم من أراضي الفلسطينيين، إضافة الى الاستيلاء على مئات الدونمات الخاصة بالفلسطينيين من خلال توسيع الحواجز الإسرائيلية وإقامة نقاط مراقبة عسكرية لحماية المستعمرين، كما تم تجديد أوامر بالاستيلاء على 852 دونما من أراضي الفلسطينيين في الضفة الغربية.
وتعتبر الاجراءات الاسرائيلية أحد أهم أسباب تناقص الأراضي الزراعية في الضفة الغربية، وتشكل المناطق المسماة (ج) حوالي 60% من مساحة الضفة الغربية، التي ما زالت تقع تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي، الأمر الذي أدى الى حرمان الكثير من المزارعين من الوصول الى أراضيهم وزراعتها أو العناية بالمساحات المزروعة فيها، ما أدى الى هلاك معظم الزراعات في هذه المناطق، أو تجريفها واقتلاع الأشجار منها حيث قام الاحتلال الإسرائيلي بتجريف واقتلاع حوالي 10 آلاف شجرة خلال عام 2017، وتم تحويل آلاف الدونمات للمستعمرين لزراعتها، وبلغت المساحة المزروعة في المستعمرات الإسرائيلية أكثر من 70 ألف دونم عام 2017 غالبيتها من الزراعات المروية.
حصار مستمر لقطاع غزة:
أقام الاحتلال الإسرائيلي منطقة عازلة على طول الشريط الحدودي لقطاع غزة بعرض يزيد عن 1,500 م على طول الحدود الشرقية للقطاع، وبهذا يسيطر على حوالي 24% من مساحة القطاع البالغة 365 كم²، والذي يعتبر من اكثر المناطق ازدحاما وكثافة في السكان في العالم بحوالي 5,203 فرد/كم2، ما ساهم بارتفاع حاد بمعدل البطالة في قطاع غزة.
وبلغتْ النسبة 43.9%، وبالمقارنة بمعدل البطالة بالضفة الغربية، التي بلغت 17.9%، ويتبين أن معدلات البطالة السائدة كانت الأعلى بين الشباب للفئة العمرية 15-24 عاما بواقع 64.7%، ما ساهم بتفاقم وضعف الواقع الاقتصادي في قطاع غزة، ما حوّل ما يزيد عن نصف السكان في قطاع غزة الى فقراء، وبلغت نسبة الفقر في قطاع غزة 53.0%، وهي تفوق نسبة الفقر في الضفة الغربية بحوالي أربعة أضعاف والبالغة نحو 13.9% وذلك في عام 2017.