أكد الناطق الإعلامي لمركز أسرى فلسطين للدراسات الباحث "رياض الأشقر" بأن سياسة الاهمال الطبي التي يستخدمها الاحتلال بحق الأسرى المرضى تجعلهم معرضين للموت البطئ نتيجة تراجع أوضاعهم الى حد الخطورة مشيراً الى ان ما نسبته 18% من الأسرى داخل سجون الاحتلال يعانون من امراض مختلفة .
وأضاف "الأشقر" بأن الاحتلال يتعمد ترك الاسرى لفترات طويلة دون علاج ودون كشف طبى لاكتشاف الامراض في بدايتها حتى تستفحل هذه الامراض في اجسادهم وبالتالي يصعب شفاؤها فيما بعد حتى لو توفر العلاج الطبي للأسير او اجريت له عمليات جراحية ، مؤكداً بان العشرات من الاسرى المرضى اجريت لهم 5 عمليات جراحية متتالية ولم تفلح في تحسن اوضاعهم الصحية بل بعضهم ازدادت سوءاً .
وأشار الأشقر إلى أن الاحتلال يعتقل (6500) أسير فلسطيني، بينما تبلغ نسبة الأسرى المصابين بأمراض مختلفة في السجون 18%، وهذه الأمراض تتراوح ما بين الأمراض البسيطة والخطيرة، بينما هناك أسرى يتعرضون للموت في كل لحظة نتيجة تدهور أوضاعهم الصحية إلى حد الخطورة القصوى وسط استهتار واضح ومتعمد من قبل الإدارة لقتل هؤلاء الأسرى بشكل بطئ . مشيرا الى وجود 22 أسير مصاب بمرض السرطان في سجون الاحتلال أخطرهم " بسام السايح" و"يسرى المصري" و "معتصم رداد" .
وبين "الأشقر" بان ظروف الاعتقال الصعبة والعزل تعتبر أرضية خصبة لإصابة الأسرى بالأمراض المختلفة نتيجة ظروف التحقيق القاسية وقلة التهوية والرطوبة الشديدة والاكتظاظ الهائل بالإضافة إلى النقص الشديد في مواد التنظيف العامة وفي مواد المبيدات الحشرية، ثم عدم عرضهم على أطباء مختصين وتوفير علاج عاجل لهم يؤدى الى تراجع أوضاعهم الى حد كبير .
وأعتبر "الأشقر" ممارسات الاحتلال بحق الأسرى المرضى من اهمال علاجهم وتركهم للموت البطئ، بل وإعطاءهم أدوية لا تناسب أمراضهم، و تعمد تأخير إجراء العمليات الجراحية، أو إجراء تحاليل طبية وصور إشاعة، لعدة سنوات هي جريمة حرب واضحة يرتكبها الاحتلال بحق 1200 أسير خلف القضبان .
وبين "الأشقر" بأن من بين المرضى (25) أسير يعانون من مشاكل لها علاقة بأمراض القلب، و (5) أسرى يعانون من فشل كلوى، و (3) أسيري يعانون من الكبد الوبائي، اضافة الى( 37) معاق حركي ونفسي، بينهم (4) مصابين بشلل نصفى يتنقلون على كراسي متحركة، بينما هنالك ( 18) أسيرا مقيمون بشكل دائم فيما يُسمى "مستشفى الرملة" وهم أصحاب أخطر الأمراض والجرحى.
ولا يزال الاحتلال يرفض توفير أطباء مختصين داخل عيادات السجون كأطباء العيون والأسنان والأنف والأذن والحنجرة، كذلك لا يزال يماطل في ايجاد أطباء مناوبين ليلاً لعلاج الحالات الطارئة، بينما لا توفر إدارات السجون الأجهزة الطبية المساعدة لذوي الاحتياجات الخاصة كالأطراف الاصطناعية لفاقدي الأطراف والنظارات الطبية وكذلك أجهزة التنفس و البخاخات لمرضى الربو والتهابات القصبة الهوائية المزمنة.
وجدد "الأشقر" مطالبته للمنظمات الدولية الإنسانية والصحية والقانونية بضرورة الخروج عن حالة السلبية التي تمارسها تجاه جرائم الاحتلال بحق الأسرى، والضغط على الاحتلال لتقديم العلاج اللازم للأسرى المرضى وتطبيق الاتفاقيات التي تؤكد على ضرورة اجراء فحوصات دورية للأسرى للاطمئنان على سلامتهم، واكتشاف الأمراض في بدايتها وتوفير الرعاية الصحية لهم كحق أساسي للأسير وليس منَّه من الاحتلال .