عبر د. ناصر إسماعيل فرحات رئيس الجامعة الإسلامية بغزة، خلال حفل افتتاح مشروع توليد الكهرباء عن طريق أمواج البحر-غزة الذي أنجزه فريق طلابي من خريجي كلية الهندسة في الجامعة عن اعتزاز الجامعة الإسلامية بخريجيها الذين يمتلكون من القدرات التي تؤهلهم لإنجاز المشاريع النوعية التي تسهم في حل الكثير القضايا التي يعاني منها قطاع غزة من جانب، وتؤهلهم للمنافسة على أعلى المستويات الأكاديمية والبحثية والتطبيقية من جانب آخر.
ولفت فرحات إلى أن الجامعة الإسلامية بافتتاحها لمشروع توليد الكهرباء عن طريق أمواج البحر تعلن عن استمرارها في العطاء والتميز والابتكار وإطلاق المزيد من المشاريع النوعية.
وأكد أن افتتاح المشروع جاء في الوقت الذي يعاني منه قطاع غزة من النقص الحاد في الكهرباء وساعات الوصل، ووصف المشروع بالحيوي التي يبرز حجم الجهد والوقت الذي بذله أصحاب المشروع لإخراجه بتلك الصورة رغم قلة المواد والإمكانيات.
وقال: "اليوم تتألق كلية الهندسة بقسميها الميكانيكا والكهربائية لتعطينا الكهرباء من أمواج البحر"، وأضاف: "نتمنى أن يتطور هذا المشروع لنرى محطات توليد الكهرباء من أمواج بحر غزة في القريب العاجل".
وردت أقوال فرحات خلال حفل افتتاح مشروع "توليد الكهرباء باستخدام أمواج البحر-غزة"، وحضره د. عبد الكريم محسن- عميد كلية الهندسة، ود. طالب الريس- رئيس قسمي الهندسة الصناعية والميكانيكية، ود. سعيد النمروطي- مدير دائرة العلاقات العامة ومركز المؤتمرات، وجمع من المختصين والمهتمين من العاملين في القطاع الهندسي.
وتبلورت الفكرة ضمن مشروع تخرج لمجموعة من طلاب كلية الهندسة بالجامعة الإسلامية، هم: المهندس هيثم مشتهى، والمهندس محمود مراد- تخصص الهندسة الميكانيكية، والمهندس محمود أبو زايد، والمهندس ساني صبيح- تخصص هندسة الكهرباء والتحكم، وإشراف الدكتور الريس.
من جانبه، قال محسن: "المشروع نموذجاً بحثياً لتوليد الكهرباء باستخدام أمواج البحر، وإن كان في يوم من الأيام حلماً فاليوم وفي هذه اللحظات نراه حقيقة واقعة، نرى هؤلاء الشباب الواعدين يعطون الكهرباء لمدينة غزة الغارقة في الظلام، فكل التحية للجامعة الإسلامية التي رعت بكوادرها ومدرسيها وخبرائها هذه الطاقات الشابة".
وشدد د. محسن على أن الجامعة الإسلامية تمتلك عقولا مفكرة من طواقم أكاديمية قادرة على العطاء والابتكار، مضيفاً :"نمتلك مجموعات كبيرة من الطلبة المبتكرين الواعدين، وخير نموذج على ذلك المشروع الذي نقف أمامه اليوم"، وطالب محسن الجهات المانحة ممن يقدرون قيمة العلم والابتكار أن يمدوا هذا المشروع وغيره من المشاريع الوليدة بالدعم لكي تكبر وتسهم في دفع عجلة التنمية المستدامة".
بدوره، وقف مشتهى على مبدأ عمل المشروع وهو تحويل الطاقة المختزنة في أمواج البحر إلى طاقة كهربائية عن طريق نظام هيدروميكانيكي، يقوم النظام بامتصاص طاقة الأمواج وتحويلها إلى طاقة هيدروليكية يتم معالجتها من خلال نظام هيدروليكي، يتم التحكم في أجزاء المشروع المختلفة من خلال وحدة تحكم رئيسية محوسبة PLC لمراقبة النظام والتأكد من استقرار الطاقة المنتجة.
وبين مشتهى الأجزاء الرئيسة للمشروع، وهي: العوامات، والذراع، والمكبس الهيدروليكي، وقاعدة التثبيت، والقاعدة الاسمنتية، والنظام الهيدروليكي، ونظام التحكم.
وأجمل أبو زايد التحديات التي واجهت المشروع، في: نقص الخبرات العلمية والعملية في مجال طاقة الأمواج والمجالات التابعة لها، ومحدودية التمويل المادي اللازم لتنفيذ لمشروع، وافتقار ورش العمل والسوق المحلي لبعض المعدات والأجهزة اللازمة لتصنيع وتحسين كفاءة المشروع.
ونوه المهندس أبو زايد إلى أنه يمكن استثمار الطاقة المنتجة من المشروع بواقع يتراوح بين 10-15 كيلو وات مستقبلاً، في إضاءة رصيف الميناء الذي يبلغ 1800 متر أو أجزاء منه.
وقال المهندس صبيح أن الجهات الحكومية في غزة ساعدت في تسهيل مهمة الحصول على مكان في الميناء، مضيفاً :"نجاحنا في إنجاز هذه الفكرة بحاجة إلى تبنٍ للمشروع ودعمه لتطويره والاستفادة منه بشكل أكبر"، وأفاد المهندس مراد أن المشروع ضرورة علمية وإنسانية تفيد البشرية جمعاء، يجب أن تستمر فلسطينياً مهما واجهنا من معيقات وتحديات.