استهدف هجوم "غير مسبوق" شنه مسلحون يرتدون بزات جنود الامم المتحدة وصلوا على متن آليات مفخخة واستخدموا قاذفات صواريخ معسكرين لبعثة المنظمة الدولية ولقوة برخان الفرنسية، واسفرا عن سقوط قتيل وحوالى عشرين جريحا.
وبدأ الهجوم بعيد الساعة 14,00 بالتوقيت المحلي وتوقيت غرينتش في مرفأ المدينة الواقعة في شمال مالي التي يتمركز فيها جنود قوة الامم المتحدة ورجال من علية برخان الفرنسية.
وقالت وزارة الامن المالية في بيان انه بينما كان المعسكرين يتعرضان "لحوالى عشرة صواريخ"، حاول رجال يرتدون بزات قوة حفظ السلام الدولية "التسلل" الى المنطقة العسكرية على متن آليتين مفخختين.
وتحمل احدى الآليتين شعار القوات المسلحة المالية والثانية الاسم المختصر للامم المتحدة. وقد انفجرت الاولى بينما تم "ابطال مفعول" الثانية.
وذكرت بعثة الامم المتحدة ان احد جنود حفظ السلام قتل "خلال تبادل لاطلاق النار". وجرح نحو عشرة آخرين. وقالت وزارة الامن المالية ان نحو "عشرة جرحى" سقطوا في "صفوف قوة برخان".
واعلنت الوزارة ان "المعارك انتهت قرابة الساعة 18,30" اي بعد اكثر من اربع ساعات على بدئها. واكدت باماكو وبعثة الامم المتحدة انهما استعادتا السيطرة على الوضع.
وتحدثت قوة الامم المتحدة في تغريدة على تويتر عن "هجوم كبير معقد" جمع بين "قذائف الهاون" و"تبادل اطلاق النار" و"هجوم بآلية مفخخة".
وقال مصدر امني اجنبي لوكالة فرانس برس "انه الهجوم الاول بهذا الحجم ضد مينوسما (بعثة الامم المتحدة في مالي) في تمبكتو".
من جهته، اكد مسؤول محلي لفرانس برس "انه هجوم غير مسبوق. تخلله اطلاق قذائف، وصواريخ، وانفجارات، وقد يكون هناك انتحاريون".
تضم قوة الامم المتحدة التي نشرت في 2013 في مالي حوالى 12 الفا 500 عسكري وشرطي. وهي حاليا البعثة الاكثر كلفة في الخسائر البشرية بين عمليات حفظ السلام التي تقوم بها الامم المتحدة.
وقبل هجوم السبت، كانت حصيلة قتلاها قد بلغت 160 جنديا بينهم 102 سقطوا في اعمال عدائية، اب اكثر من نصف الجنود التابعين للامم المتحدة الذين قتلوا في هذه الفترة في العالم.
ويفترض ان تتلقى في الاشهر المقبلة تعزيزات كندية بعدما اعلنت اوتاوا في 19 آذار/مارس قرارها نشر مساندة جوية تشمل مروحيات وجنودا لحفظ السلام لمدة عام واحد في مالي.
وسيطرت جماعات مرتبطة بتنظيم القاعدة على شمال مالي من آذار/مارس-نيسان/ابريل 2012 الى كانون الثاني/يناير 2013 عندما اطلقت عملية عسكرية دولية بميادرة من فرنسا.
وعلى الرغم تشتيت هذه الجماعات وطردها، ما زالت مناطق بأكملها من البلاد خارجة عن سيطرة القوات المالية والفرنسية وقوة الامم المتحدة رغم التوقيع في ايار/مايو وحزيران/يونيو 2015 على اتفاق سلام كان يفترض ان يسمح بعزل الجهاديين.
منذ 11 نيسان/ابريل، يقوم حوالى 1500 عسكري افريقي واميركي واوروبي بمناورات في غرب وشمال النيجر للتدرب على مواجهة التهديدات الارهابية.
ويفترض ان تعزز هذه التدريبات فاعلية قوة دول الساحل الخمس التي سيبلغ عديدها في منتصف 2018 خمسة آلاف جندي من مالي والنيجر وموريتانيا وتشاد وبروكينا فاسو.
من جهة اخرى، تحدث ممثل مفوضية حقوق الانسان في مالي غيوم نغيفا الخميس عن "اعدامات تعسفية شكلت 95 شخصا على الاقل" في منطقة ميناكا المحاذية للنيجر.
وتحوم الشبهات حول مجموعتين مسلحتين تشاركان في عمليات احلال الامن مع القوات الفرنسية والمالية وهما "مجموعة الدفاع الذاتي للطوارق ايمغاد وحلفاؤها" (غاتيا) وحركة انقاذ ازواد اللتان نفتا اي تورط لهما.
ويشتبه بان المجموعتين تستغلان قربهما من قوة برخان لتصفية خلافات قديمة على اراض خصوصا مع قبائل الفولاني.