على حدود غزة.. الخروج في مهمة صحفية قد تكون القاتلة لنقل الحقيقة

السبت 07 أبريل 2018 06:05 م / بتوقيت القدس +2GMT
على حدود غزة.. الخروج في مهمة صحفية قد تكون القاتلة لنقل الحقيقة



رويترز

يدرك المصورون الصحفيون أحيانا في هذا الجزء من الثانية بين رؤية ما يحدث والتقاطه بعدساتهم أنهم بصدد لحظة مميزة.

وفي منتصف نهار يوم جمعة قائظ قرب حدود غزة مع إسرائيل شرقي مدينة غزة سنحت واحدة من تلك اللحظات لمصور رويترز محمد سالم وهو يشم رائحة المطاط المحترق ويستشعر خطر الرصاص والغاز المسيل للدموع.

وبحكم خبرته الممتدة منذ 17 عاما كمصور صحفي في قطاع غزة، كان سالم يعرف أن أحداث يوم الجمعة ستكون أكثر سخونة عن غيره من الأيام في مخيمات الاحتجاج التي أقيمت على طول الحدود بين غزة وإسرائيل الأسبوع الماضي.

ومنذ 30 مارس آذار، أخذ آلاف المتظاهرين الفلسطينيين في دفع إطارات السيارات المشتعلة وإلقاء الحجارة، أحيانا باستخدام المقاليع، أثناء اشتباكات يومية مع الجنود الإسرائيليين على الجانب الآخر من السياج الحدودي.

وهذه مهمة صحفية قد تكون قاتلة. فمنذ بدء الاحتجاجات في 30 مارس آذار وحتى يوم الجمعة قتل أكثر من 27 فلسطينيا بالرصاص وأصيب صحفيون. لذا ذهب سالم إلى المكان مبكرا قبل أن يصل المحتجون مرتديا خوذته وسترته الواقية من الرصاص التي تبرز هويته الصحفية بوضوح كما حمل قناعا واقيا من الغاز.

وبين الساعة الثانية والثالثة بعد الظهر اشتدت الاحتجاجات وفجأة انقشع الدخان وحانت اللحظة.

ويسترجع سالم ما حدث قائلا "كنت على بعد 300 متر من السياج. وكان هؤلاء الشبان ينادون على شبان آخرين ويحثونهم على التقدم من أجل عبور السياج الحدودي".

ويقول سالم "كان المكان كله مغطى بالدخان الكثيف المتصاعد من إطارات محترقة كثيرة. اقتربوا من بعضهم البعض في حماس. وفي الخلفية أطلقت القوات الإسرائيلية الغاز الكثيف المسيل للدموع وحاولت إطفاء الإطارات المحترقة".

ويضيف "في اللحظة التي رأيت فيها المشهد، علمت أنها صورة جيدة وقوية".

وبمجرد أن التقط سالم صورته، اختفى الشبان وسط الدخان الأسود الكثيف باتجاه الحدود والقناصة الإسرائيليين.

وبعد أن حسب سالم حساباته وجد أن من الخطر للغاية الذهاب معهم كما أن الدخان الأسود الذي أضفى على الصورة بعدا دراميا عاد ليحجب الرؤية مما يجعل التقاط الصور مهمة مستحيلة. وجعل الدخان أيضا سالم لا يعرف ماذا يحدث من حوله لذا حان وقت مغادرة المكان.

وكان سالم يعرف ما بات بحوزته وتوجه مباشرة إلى مكتب رويترز في مدينة غزة ليقوم بنشر ما لديه ولذلك فهو لا يعرف ما حدث للشبان الذين ظهروا في الصورة.

وقال سالم "شعرت أن الصورة مليئة بالغضب والحماس".

ويعود سالم مجددا لالتقاط صوره يوم السبت.