يعد الأرجنتيني ألفريدو دي ستيفانو أحد أهم اللاعبين في تاريخ نادي ريال مدريد الإسباني ، بيد أن قصته كادت أن تسلك طريقاً مغايراً منذ البداية ، إذ كان قاب قوسين أو أدنى من الانضمام للغريم التقليدي برشلونة ، لولا مناورة من إدارة النادي الملكي ، انتهت بأحد أساطير الساحرة المستديرة داخل جدران سانتياجو برنابيو .
ولم تغب الإثارة والصراع بين قطبي الكرة الإسبانية على الصفقات في فترة خمسينيات وستينيات القرن الماضي ، وكان دي ستيفانو هو أحد هذه التعاقدات التي أثارت جدلاً واسعاً ، خاصة أن اللاعب جاء إلى إسبانيا ليتم انتقاله إلى البلاوجرانا ، لينتهي به الأمر في ريال مدريد ، وهي الصفقة التي أطلقت عليها الصحافة الإسبانية وصف : ” السرقة المدريدية ” .
وتبدأ قصة دي ستيفانو في عام 1952 ، عندما أعرب قطبا الكرة الإسبانية عن رغبتهما في التعاقد مع اللاعب الأرجنتيني ، خلال فترة احترافه بفريق ميوناريوس الكولومبي ، الذي هرب له بعد أزمة طالت فريقه الأصلي ريفربليت والكرة الأرجنتينية بشكل عام .
ولم يكن انتقال دي ستيفانو إلى الفريق الكولومبي مؤطراً داخل دائرة الانتقالات الرسمية ، خاصة وأن الفيفا لم يكن يعترف به وقتها ، وكانت هذه هي الثغرة التي استغلها النادي المدريدي لخطف الأسطورة الأرجنتيني الراحل ؛ فبعد أن اتفقت إدارة برشلونة مع ريفربليت على ضم اللاعب ، لم يوافق الاتحاد الإسباني على إتمام الصفقة من دون موافقة إدارة ميوناريوس .
ولم يكن يعرف دي ستيفانو ما حدث ليتوجه إلى برشلونة ويرتدي قميص الفريق الكتالونياستعدادا لتقديمه في صيف عام 1953 ، إلا أنه سرعان ما توقفت الصفقة ورفض الاتحاد إتمام الصفقة ، ليضطر النادي الكتالوني للانتظار .
وتشير كافة المصادر الأجنبية التي تناولت هذا الموضوع ، إلى أن الاتحاد الإسباني رفض ارتداء دي ستيفانو لقميص برشلونة ، بسبب ضغط سياسي من الديكتاتور الفاشي فرانكو ، الأمر الذي رجح كفة النادي الملكي في التعاقد مع النجم الأرجنتيني .
وفي تلك الفترة التي تماطل فيها الاتحاد الإسباني ، نجح ريال مدريد في إقناع ميوناريوس بالتعاقد مع اللاعب الذي كان ينتهي عقده مع الفريق في 1954 ، ليشتري حقوقه قبل برشلونة ، ويتحول بعدها الصراع من الأرجنتين وكولومبيا إلى مدريد وإقليم كتالونيا .
وبعد صراع طويل قرر الاتحاد الإسباني أن يلعب النجم الأرجنتيني موسمين لكل فريق ، وهو ما وافقت عليه إدارة النادي الكتالوني في البداية ، قبل أن تقرر الاستسلام بعد أسابيع ، وتبيع باقي حقوق اللاعب للغريم التقليدي ، الذي خرج فائزاً بكل شيء في المعركة التي لا يزال صداها يتردد إلى يوم الناس هذا .