استنكر المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الاعلامية "مدى" الاستخدام المفرط للقوة المميتة، وعمليات القمع الواسعة والعشوائية غير المبررة التي واجهت بها قوات الاحتلال الاسرائيلية الاعتصامات والمسيرات السلمية التي انطلقت في قطاع غزة يوم الجمعة 30/3/2018 بمناسبة يوم الأرض، وما اسفرت عنه من استشهاد 16 مواطنا، واصابة المئات بجروح بينهم العديد من الصحافيين.
وتم حتى الان التأكد من اصابة ما لا يقل عن اربعة صحافيين بالرصاص الحي وهم: المصور الصحفي احمد سالم بربخ/معمر، والمصور الصحفي محمود عدنان مدوخ، والصحفي والمخرج وسام عاطف موسى، فضلا عن اصابة عدد لم يتم حصره من الصحافيين بحالات اختناق شديدة (على الاقل ستة صحافيين/ات).
وكشفت افادات ادلى بها ثلاثة صحافيين لمركز "مدى" حول ظروف وطبيعة اصاباتهم، ما شهدته مسيرة غزة من استخدام واسع ومتعمد للقوة المميتة والقمع الشديد للمشاركين بالمسيرة السلمية وللطواقم الاعلامية رغم انهم (الصحافيين) كانوا يتواجدون في اماكن بعيدة جدا عن السياج الحدودي.
وقال المصور الصحفي الحر احمد سالم بربخ/معمر في افادة لمركز مدى "كنت أقف على مسافة نحو 200 متر من المتظاهرين، وبعد الانتهاء من التقاط الصور المطلوبة للمظاهرة وللتغطية الإعلامية، كنا في طريقنا أنا وزميلي حاتم عمر الذي يعمل الوكالة الصينية نغادر المكان، وكنا قد ابتعدنا مسافة لا تقل عن 700متر عن السياج الحدودي، وهناك تم استهدافي بطلقة نارية متفجرة في أسفل البطن، وبالصدفة كنت قريبا جدا من سيارة إسعاف حيث تم نقلي الى مستشفى ناصر، وهناك تبين وجود 14 شظية أسفل البطن، مما استدعى اخضاعي لعملية جراحية استمرت ثلاث ساعات، حيث تم استئصال 30سم من الأمعاء، والسيطرة على النزيف وما ازال في المستشفى تحت المراقبة حتى الآن".
واصيب المصور الصحفي في "ميديا تاون"محمود عدنان مدوخ بعيار ناري اخترق ساقه وتسبب له بكسر بينما كان يغطي المسيرة علما انه كان يقف خلف المتظاهرين على مسافة نحو 500 متر من السياج الحدودي كما اكد في افادة لمركز مدى.
وقال الصحافي في اذاعة فرسان الحرية وسام عاطف صلاح موسى (37 عاما وهو مخرج افلام ايضا في افادة لمركز مدى "كنت على مسافة تزيد عن 400 متر عن السياج الفاصل، وأثناء تواجدي قرب سيارات الإسعاف تم استهدافي برصاصتين ناريتين أصابت احداها ساقي اليمنى وخرجت منها، فيما اصابت الأخرى أصابت ساقي اليسرى وخرجت منها محدثة تمزقا شديدا في عضلة الساق /بطة ساقي/ أسفل الركبة مباشرة، وحسب التقديرات في المستشفى فان الرصاصة التي اصابت ساقي اليسرى كانت اكبر حجما وقدرت بانها رصاصة 250".
ونوه المركز بإن القوانين الدولية كفلت حق الناس في التجمع والاحتجاج السلمي كأحد اشكال التعبير عن الرأي.
وطالب مركز" مدى" كافة الدول للتحرك عبر منظمة الامم المتحدة ومجلس الامن من اجل محاسبة اسرائيل على هذه الجرائم لا سيما وانه تم تنفيذ ذلك من مخططات مسبقة حيث كان جيش الاحتلال عمد نشر المئات القناصة على امتداد حدود قطاع غزة فيما استبقت اسرائيل هذه المسيرات التي اعلن عن سلميتها بحملة تحريض وتعبئة توجت بما شاهده العالم من عمليات قمع وقتل.
ورحب مركز "مدى" بدعوة مفوضة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي ، فيديريكا موغيريني والأمين العام للامم المتحدة، أنطونيو غوتيرس الى تحقيق مستقل وحيادي.