هذه هي قصة الطفل الفلسطيني الذي قاوم الغاز بالبصل على حدود غزة

السبت 31 مارس 2018 03:25 م / بتوقيت القدس +2GMT
هذه هي قصة الطفل الفلسطيني الذي قاوم الغاز بالبصل على حدود غزة



وفا

بإصرار وتحد لغطرسة الاحتلال الإسرائيلي وعدوانه في قمع المواطنين العزل المشاركين في مسيرات يوم الأرض، على حدود قطاع غزة الشرقية، أبدع أطفال في حماية أنفسهم وتأمين سلامتهم من قنابل الغاز المسيل للدموع.

أطفال بمقتبل العمر شاركوا مع ذويهم وآبائهم وأمهاتهم في مسيرات إحياءً الذكرى الثانية والأربعين ليوم الأرض على مقربة من خطوط التماس مع الاحتلال الإسرائيلي، وهم يضعون كمامات تقليدية وبدائية بداخلها بصل لحماية أنفسهم من استنشاق الغاز المسيل للدموع، الذي يطلقه جنود الاحتلال بشكل كثيف صوبهم.

الطفل أحمد ذو الاثني عشر ربيعا وضع كمامة على وجهه بداخلها بصلة، وهو يسير بين الآلاف من المشاركين في مسيرة العودة، قرب منطقة دوار ملكة شرق حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، ظهرت عليه ملامح التحدي للاحتلال والإصرار على مواصلة المشاركة بالمسيرة، رغم كمية القنابل الكثيفة، الملقاة على المتظاهرين بشكل سلمي.

طائرات استطلاع إسرائيلية استخدمها جيش الاحتلال لأول مرة بقمع الجماهير من المتظاهرين في المناطق الحدودية الشرقية والشمالية من غزة، ألقت قنابل الغاز المسيل للدموع، وهي تسير فوق رؤوسهم وتطلق في كل دفعة ثماني قنابل، فيما المواطنون يهللون ويكبرون ويسخرون من آلة الاحتلال العدوانية.

يقول أحمد: "جئت أشارك في المسيرة وهذا حق لنا بأن نعود إلى أرضنا، وأخذت معي كمامة حتى احمي نفسي من الغاز الذي يلقيه الاحتلال علينا"، ويضيف "كلنا خرجنا من الدار أنا وأبي وأمي واخواتي نرفع علم فلسطين ونضع الكمامات البسيطة على وجوهنا وحملنا معنا بصلا لأنه يخفف عنا خلال استنشاق الغاز المسيل للدموع في المسيرة".

والد الطفل علي (45 عاما) من حي الزيتون، قال: إن "أحمد أصر هو واخوته أن أصطحبهم معي ليشاركوا في مسيرة يوم الأرض على الحدود الشرقية للمدينة، ليعبروا عن تمسكهم بالأرض وأن الأجيال لا تنسى مع مرور السنين... وهذا تحد لمقولة الاحتلال ان (الكبار يموتون والصغار ينسون) ها نحن نبرهن لهم أننا جيلا بعد جيل نتمسك بحقنا في العودة إلى أراضينا التي هجرنا منها، وهذا الحق كفلته كل المواثيق الدولية، ووفقا للقرار 194 الخاص بالعودة والتعويض".

أما الطفل يزن (13 عاما) من حي الصبرة وسط مدينة غزة، فقال وهو يحمل علم فلسطين وكمامة صغيرة وحبات بصل: "هذا سلاحي أحمي حالي من الغاز، لان الاحتلال لا يرحم لا صغير ولا كبير ويضرب قنابل الغاز بشكل عشوائي علينا، لازم نحمي حالنا ونبقى في عزيمة وإصرار حتى نعود لأرضنا...أنا من يافا جدي ولد فيها وله بيارات برتقال وليمون وفواكه، وفيها ميناء حلو وجوامع موجودة حتى يومنا هذا".

وأضاف يزن: "أنا وستي رحنا على المسيرة وقربنا على الحدود وصار جنود الاحتلال يرموا علينا وعلى الناس قنابل غاز بالطيارة، وانا وضعت الكمامة وصرت اشم البصل عشان اخفف عن نفسي، لكن عيني صارت تدمع وتحرقني... هذا غاز سام بحرق العنين". لكن جدة يزن الحاجة أمينة (75 عاما)، التي ترفع علم فلسطين وتلبس ثوبا مطرزا يرمز للتراث الشعبي، كانت تنظر الى الطفل يزن وتقول له: "راح نرجع يا ستي على بلادنا... والله مهما مرت سنين ومرت حروب راح نرجع هاي ارضنا وما بنتخلى عنها لو شو ما عملوا بحقنا... راجعين بعون الله".

أما الحاج محمد (78 عاما) من حي الشجاعية شرق مدينة غزة، يفتخر وهو يحمل مفتاح بيته ويعلقه في رقبته على أمل العودة له في أقرب وقت، مشيرا بيده: "هذا مفتاح بيتنا في يافا احنا بدنا نعود رغما عن إسرائيل، هذه أرضنا ولدنا فيها وضحينا من أجلها... ونورث أبناءنا وأحفادنا هذه الأرض وسنظل نتطلع للأرض ولو على جثثنا بنموت في أرضنا وهذا شرف إلنا ونبقى أحياء فيها بكرامة".

وأحيا المواطنون في القطاع الذكرى الثانية والأربعين ليوم الأرض بفعاليات وطنية وشعبية، ابرزها مسيرات بمشاركة عشرات الآلاف في المناطق الحدودية، التي نُصبت خلالها خيام تحمل أسماء المدن والبلدات والقرى المهجرة.

وقمعت قوات الاحتلال المشاركين في المسيرات السلمية بعنف، واستخدمت الرصاص الحي من نوع دمدم المتفجر في أجساد الشهداء والجرحى، حيث تعمدت استهداف الأطراف العلوية من الجسم، إضافة إلى أن مدفعية الاحتلال استهدفت مواقع قرب الشريط الحدودي شرق القطاع، واستشهد في يوم الأرض 15 مواطنا واصيب أكثر من 1500 آخرين بعضهم في حال الخطر الشديد، وفقا لمستشفيات القطاع.