ضمن مشروع "نساء على درب العودة"، والمُدار من قبل "كيان"- تنظيم نِسوي و- "جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين"، نظمت مجموعة "نساء حيفا"، مؤخرًا، لقاءً مع مبادرات في مجال التصوير والتوثيق جاء كانطلاقة لمشروع "اينكن" الهادف إلى عرض حكايا وقصص عن ذكرى النكبة والتهجير من خلال سلسة لقاءات تشمل ورشات، محاضرات، امسيات فنيّة وثقافيّة، ومعارض ملائمة لجميع الفئات العمريّة.
واستضاف اللقاء، في مقهى فتوش في حيفا، كل من المُبادرة نرمين موعد والمُبادرة سهر روحانا حيث تطرقت كل منهما إلى مشروعها، من الفكرة إلى التطبيق.
وتطرّقت الصحافيّة نرمين موعد إلى مبادرتها "ما سمهاش هيك"، مشيرةً انها بدأت بحملة انطلقت من خلال مشروع الحملات في مركز "إعلام" لتتحول لاحقًا إلى مبادرة هادفة إلى التذكير بالأسماء العربية للمدن والقرى الفلسطينية التي تم احتلالها وتهجيرها عام 1948، حيث عملت سياسة الحكومات الاسرائيلية المتتالية على تهويد وعبرنة الأسماء العربية للمدن والقرى الفلسطينية، بهدف طمس الهوية العربية والفلسطينية منها، لاعتقادهم "أن الكبار يموتون والصغار ينسون".
وأوضحت موعد اسباب ودوافع المبادرة، والمتمثلة اليوم بموقع خاص، مشيرةً إلى أنّ مسألة تهويد الأسماء العربية للمدن والقرى المهجرة، سببت اشكالية مبدئية ووجدانية، بين ابناء شعبنا، حتى وان لم يدركوا ذلك، وخاصة بين الاجيال الناشئة- جيل الثالث والرابع من أبناء النكبة، الذين بدأوا باستخدام الأسماء العبرية للمدن والقرى المهجرة، بدلا من اسمائها الفلسطينية العربية، وهذا يسبب تشويهًا للذاكرة الفلسطينية التاريخية، مما دفعها إلى العمل نحو تصويب المسار، خاصةً وأنها مُهّجرة من صفورية.
وعددت موعد مراحل تطوّر المبادرة من حملة عبر صفحات الفيسبوك، التي لاقت تفاعلا كبيرًا، إلى وجود موقع خاص يوثق كافة البلدات الفلسطينية واسمائها بدل العبرية، مشيرةً أنها تعمل ايضًا على تطوير الموقع والمبادرة إلى تطبيق يحاكي الشباب والشبيبة المنهمك اليوم بالتطبيقات والتكنولوجيا.
بدورها، تحدثت المُبادرة والمصورة، سهر روحانا، عن مبادرتها "زوايا من فلسطين قبل أن تُفقَد الذاكرة"، التي ولّدت في نيسان 2010، مشيرةً أنّ المشروع طٌبّق على صفحة على الفيسبوك حيث تقوم خلاله بنشر ما توثقه عدستها من ملامح قرى ومدن فلسطين اليوم وفلسطين التاريخية.
وذكرت سهر أنّ المشروع بدأ مع أزمة صحيّة المت بها مما أدى إلى ضعف نظر تام في أحد عيونها، إلا أنّ ردود الفعل التي حصلت عليها من التصوير دفعها إلى تطويره قدمًا، وخاصةً جماليّة عرض قصص النساء والأطفال وعلاقتهم مع المكان.
واشارت روحانا أنّ الهدف من خلال المبادرة هو رصد ايقاعات المكان وصداه، وعرض لحوار عدستها الهاوية مع الضوء، وسرد لحكايات المكان وأبعاد هويته وفضاءه.
وأوضحت روحانا أنه ونظرًا للإقبال الشديد والكبير على الصفحة، تم إغلاقها على يد إدارة الفيسبوك مرتين، وفي كل مرة كانت تتخطى 10 آلاف صديق مشارك، لكن هذا الأمر لم يخضعها، بل دفعها لأن تقوم بإنشاء صفحة جديدة التي قامت بإطلاقها في 8 شباط العام الحالي، التي تعدت اليوم 8 آلاف مشارك.
وعرضت روحانا عددًا من الصور التي قامت بتوثيقها موضحةً أنّ الصور تتحدث بصمت عن المكان، وترسخ إحساس بداخل كل مطلع عليها، خاصةً من النساء.
مركزة مشروع "نساء على درب العودة" في جمعية "كيان" راوية لوسيا وفي تعقيبٍ لها شكرت "نساء حيفا" على هذا اللقاء الذي لاقى تفاعلا وإقبالا كبيرًا كما وشكرت المبادرات موعد وروحانا، مؤكدة أنّ نشاطهن مبارك ومؤثر، وأضافت موضحة: لقاءات "اينكُنّ" هي جزء من مشروع "نساء على درب العودة"، وهو مشروع مُشترك بين "جمعية كيان" و "جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين"، يهدف المشروع الى إحياء وتنشيط حركة العودة الى القرى المهجرة من خلال رفع أصوات ونشاط نساء وشبيبة.
وأضافت: يشمل المشروع خمسة مجموعات نسائيّة، وإحداها مجموعة حيفا التي تُبادر في العديد من النشاطات، ومنها لقاءات "اينكُنّ"، الشامل لعددٍ من الفعاليات من جولات، محاضرات، ومعارض فنية هادفة إلى توثيق النكبة.
وأوضحت: تهدف اللقاءات بالأساس الى إحضار الصوت النسائي في نشاطِ وخطابِ حق العودة مع التشديد على الدور النسائي الحالي وفي الماضي في فترة النكبة.