قال الدكتور حنا عيسى، الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، ان سلطات الاحتلال الاسرائيلي تغرق مدينة القدس المحتلة بالمستوطنين والمستوطنات، وشدد، "ضربت اسرائيل المدينة بثلاثة أطواق استيطانية حولها، الأول يطوق منطقة الحرم القدسي الشريف والبلدة القديمة والثاني يطوق الأحياء في القدس، والثالث يطوق القرى العربية المحيطة". وأضاف، " كما انشأ كيان الاحتلال عدد كبير من الأحياء الاستيطانية والمستوطنات على رؤوس التلال والأودية التي تسهل الدفاع عنها وعلى أنقاض ما هدم من احياء وقرى عربية، وما اغتصب من أراضي، ما حصر المقدسيين في ساحات ضيقة ومطوقة.
وأشار د. عيسى، "في الجهة الشمالية من القدس، أقيم حي أشكلول ملاصقا لحي الشيخ جراح ، وأقيم على جبل سكوبس والتلة الفرنسية حي شابيرا الاستيطاني، إضافة إلى تجمع استيطاني كبير على جبل الزيتون، وأخر باسم راموت على أراضي النبي صموئيل، ومستوطنة باسم عتاروت على اراضي الرام وبيت حنيينا، كما أقيم حيان على أراضي جبل المكبر، وثالث باسم جيلا على أراضي بيت صفافا، ثم عاد الصهاينة لإقامة حيين استيطانيين على أراضي الشيخ جراح، وعلى القسم الأوسط من جبل المشارف وهكذا".
وأوضح أن سلطات الاحتلال تعمل على عزل مدينة القدس بشكل كامل من خلال الجدار العازل الذي شرعت ببنائه في حزيران 2002، وقال، "بدأت إسرائيل في تطبيق المرحلة الأولى من بناء الجدار الفاصل داخل الضفة الغربية، ويمتد من شمال إلى جنوب الضفة وحول القدس، يبلغ طوله الإجمالي ما يزيد على 755 كم، أي أكثر من ضعفي طول الخط الأخضر لعام 1967 البالغ 320كم ، ويتراوح متوسط عرضه ما بين 60 – 80 متراً، آخذاً في رحلته أشكالاً والتواءات معقدة، ففي مناطق، يتكون من الأسمنت بارتفاع 8 أمتار تنتشر على طوله أبراج المراقبة، وفي أماكن أخرى يتكون من سلسلة من الأسيجة بعضها مكهرب، وتشتمل في أماكن أخرى على خنادق، وشوارع، وأسلاك شائكة، وكاميرات، وطرق لإقتفاء آثار الأقدام، وفي بيت لحم يتكون من السياج المكهرب ومناطق عزل ومجسات وخنادق وأسلاك شائكة وشارع التفافي، وذلك لعزل المدينة تماما عن الضفة الغربية.
وحذر عيسى الأمين العام للهيئة المقدسية من الحفريات التي تنفذها سلطات الاحتلال اسفل البلدة القديمة والمسجد الاقصى المبارك، وقال، "تتسارع الحفريات أسفل البلدة القديمة باتجاه المسجد الأقصى المبارك من الجهات كافة ولعدد من الأسباب الأولها يتعلق بالكشف عن حائط البراق و إظهاره كاملا ما يعني إزالة جميع الأبنية الملاصقة له، والحفر إلى جانبه لتبيان حجارته الأساسية. وثانيا للبحث عن بقايا الهيكل الذي يزعم الصهاينة أن المسجد الأقصى يقوم فوقها. وشهدت بلدة سلوان مؤخرا جنوب المسجد الاقصى المبارك ،توترا شديدا بعد اعتراض المواطنين على حفريات متواصلة للمستوطنين أسفل منازلهم في المنطقة . ولفت السكان إلى حفريات متواصلة أسفل منازلهم في حي وادي حلوة، تتقاسمه جمعيات استيطانية وسلطات الاحتلال الرسمية لتفريغ الأتربة أسفل مساكن المواطنين لشق أنفاق متعددة باتجاه جدار المسجد الأقصى الجنوبي، ومنطقة البراق، وقد تسببت هذه الحفريات سابقا بانهيارات أرضية، وتشققات، وتصدعات في منازل المواطنين.ونوه، "كان الحجم الظاهر من حائط البراق عندما احتل الصهاينة القدس لا يتعدى الثلاثين ياردة، أما الهدف الذي أعلن عنه عام تسعة وستين، فهو كشف مائتي ياردة و أكثر، علما أن حجم ماكان قد كشف آنذاك بلغ ثمانين ياردة، وهو ما أنجزته الحفريات التي تمت عند الحائط الغربي، أما عند الحائط الجنوبي، فجرت حفريات أشرف عليها البروفسور بنيامين مزار، وتابعها موشيه دايان وزير الحرب في كيان العدو آنذاك، وهو صرح عام واحد وسبعين بأنه يجب استمرار الحفر حتى الكشف الكامل عن الهيكل الثاني، وإعادة ترميمه على حد قوله".