قال كاتب إسرائيلي أن الجيش بات في طريقه لأن ينسى روح القتال في أوساط جنوده رغم التدريبات المكثفة والمناورات المستمرة على مدار الساعة، دون أن تتوفر لديهم إرادة حقيقية للقتال بجدية.
وأضاف يغآل كنعان في موقع ميدا الإخباري الإسرائيلي أنه منذ أن سيطرت حماس على قطاع غزة في 2007، فقد نفذ الجيش سلسلة من العمليات العسكرية ضد القطاع، لكنه كان مطالبا بأن يعيد احتلاله، وتطهيره، وإعادته لسيطرة السلطة الفلسطينية، مستشهدا بما ذكره الجنرالان الإسرائيليان أفرايم سنيه وعاموس يادلين.
وأشار أن الجيش الإسرائيلي حين نفذ العديد من العمليات العسكرية ضد غزة كان يقوم بدخول رمزي لبعض أنحائها الحدودية، على اعتبار أن هناك نظرة سلبية داخل الجيش لكل من يطالب بإعادة احتلال القطاع.
هذا الأمر، يقول الكاتب، فهمته حماس جيدا، وباتت مطمئنة إلى أن إسرائيل لا تنوي إعادة احتلال القطاع، وأدركت جيدا أن الإسرائيليين باتوا مردوعين منها، وخائفين من تفعيل القوة العسكرية ضدها، ما يعني أنه لا معنى لكل هذه الكتائب العسكرية التي يضمها الجيش، لأن جميع عملياته العسكرية أصبحت مصحوبة بعنوان عريض كبير، أنه لن يحتل غزة.
وختم بالقول: "غالبية الإسرائيليين يدركون جيدا أن الاحتلال فقط هو الكفيل بإزالة التهديد القادم من غزة، وهو ما سيحصل في العملية القادمة التي قد تقع ضد حماس، بانتظار أن تسقط قذيفة صاروخية في وسط مدرسة أو حديقة أطفال، وتقتل ثلاثين منهم، كما حصل في العملية الانتحارية التي نفذتها حماس في فندق بارك عام 2002. حينها فقط؛ خرجت إسرائيل لعملية السور الواقي بالضفة الغربية".
من جهة أخرى، قال خبير عسكري إسرائيلي بصحيفة معاريف أن الوضع الصعب الذي يعيشه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لن يدفعه بالضرورة لتصعيد عسكري ضد الفلسطينيين لتصدير أزمته الداخلية، مع أن الجيش يظهر استعدادا غير مسبوق لمثل هذا التصعيد، لاسيما على صعيد قواته البرية، أكثر بكثير مما كان لديه إبان حرب غزة الأخيرة الحرف الصامد 2014.
وأضاف تال ليف-رام أن الجيش عاد لعقيدته القتالية التقليدية القائمة على فرضية الهجوم، وملاءمتها مع النظم التكنولوجية التي طرأت في السنوات الأخيرة على ساحة المعركة المعاصرة، لكن القوات البرية تتصدر اهتمامات قيادته العسكرية في السنوات القادمة.
وأوضح أن الجيش استخلص الدروس والعبر من حرب غزة السابقة، ورغم أنه خرج إليها بأهداف واضحة جدا، لكنه قلصها إلى هدف محدد يقضي بتدمير الأنفاق الهجومية لحماس، ورغم ذلك اكتشف سلسلة أخطاء إشكالية في التطبيق الميداني، أهمها تراجع الجاهزية الميدانية للقضاء على الأنفاق، ما أحدث تأخرا في التطبيق الزمني.
كما أن القوات الميدانية الإسرائيلية كانت مكشوفة أمام نيران مقاتلي حماس، ما جعل الجيش يقاتل بدون وجود نظرية واضحة أو عقيدة قتالية محددة.