تواصلت المسيرات والمظاهرات الأسبوعية، التي دعت إليها القوى الوطنية والإسلامية، في مختلف محافظات الوطن، للأسبوع الـ14 على التوالي، نصرة للقدس واحتجاجا على إعلان ترمب المدينة عاصمة لإسرائيل.
وقمعت قوات الاحتلال المسيرات الشعبية، مستخدمة الرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط، والغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت، تجاه المواطنين، ما أدى إلى إصابة عدد منهم بالرصاص المطاطي، إلى جانب العشرات بحالات اختناق.
وأصيب 4 مواطنين برصاص الاحتلال ظهر اليوم الجمعة في مواجهات اندلعت على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة ضمن التظاهرات المنددة بقرار الرئيس الامريكي ترامب اعتبار القدس عاصمة لدولة الاحتلال الاسرائيلي.
وقال شهود عيان ان شابين اصيبا بالرصاص في الساق اثر اطلاق قوات الاحتلال النار على عشرات الشبان الذين تجمعوا شرق قرية خزاعة شرق خانيونس جنوب قطاع غزة.
ونقل المصابان الى مشفى ناصر لتلقي العلاج ووصفت جراحهما بالمتوسطة.
كما شهدت المنطقة وجودا مكثفا للآليات العسكرية الإسرائيلية، فيما عمدت طائرات الاحتلال منذ الصباح الباكر إلى رش أراضي المواطنين الزراعية في محيط المنطقة بالمبيدات الحشرية السامة، وذلك حتى لا تحجب المزروعات رؤية المتظاهرين، فيما من المتوقع أن تتسبب هذه المبيدات بتلف المزروعات وخسائر للمواطنين.
وشهدت مدينة القدس المحتلة حالة من التوتر بعد منع شرطة الاحتلال ماراثونا مقدسيا مضادا لسباق تهويدي تشرف عليه بلديه الاحتلال.
وخرج العشرات من المواطنين في محاولة لتنظيم ماراثون مضاد، حيث ارتدوا قمصانا تحمل شعار "القدس عاصمة دولة فلسطين"، فيما تصدت لهم قوات الاحتلال واعتدت عليهم بالضرب، واعتقلت اثنين من المشاركين، كما صادرت الأعلام والرايات الفلسطينية.
وحول جيش الاحتلال المدينة إلى ثكنة عسكرية، بحجة تأمين مسار الماراثون التهويدي، ونصب الحواجز العسكرية بكثافة في محيط القدس، وأجرت تفتيشات واسعة بمركبات المواطنين ودققت في بطاقاتهم الشخصية، كما أعاقت وصول العديد منهم إلى المسجد الأقصى المبارك لأداء صلاة الجمعة.
وفي قرية العيسوية، أدى المواطنون صلاة الجمعة، قرب المدخل الرئيسي للبلدة، للأسبوع السادس على التوالي، احتجاجا على حصارها من قبل الاحتلال، وعلى سياسة الهدم والتنكيل التي تمارسها قوات الاحتلال بحق أهالي القرية، وسط انتشار عسكري مكثف.
كما شهدت عدة مناطق في محافظة رام الله والبيرة اندلاع مواجهات بين الشبان وجنود الاحتلال تركزت في قرية المزرعة الغربية ومدخل البيرة الشمالي.
وأصيب شابان بالرصاص المطاطي، إلى جانب العشرات بحالات الاختناق، بعد قمع قوات الاحتلال مسيرة سلمية انطلقت من قرية المزرعة الغربية شمال غرب رام الله، صوب أراضي القرية المهددة بالمصادرة لصالح شق طريق استيطاني يربط مستوطنات "تلمون" و"حلاميش" و"عطيرت" المقامة على أراضي المواطنين ببعضها البعض.
واستخدمت قوات الاحتلال الرصاص المعدني والغاز المسيل للدموع بكثافة صوب المشاركين، كما تعمدت استهداف الطواقم الصحفية والطبية بقنابل الغاز، ما أدى إلى إصابة عدد منهم بحالات اختناق.
وقال رئيس المجلس القروي للقرية سعيد شريتح لـ"وفا" إن هذه المسيرة تنظم للأسبوع السادس على التوالي، حيث يتصدى الأهالي لمحاولات الاحتلال السيطرة على أكثر من 4 آلاف دونم من أراضي القرية لصالح مشاريع استيطانية، ستؤدي إلى عزل القرية عن أراضيها، ويمنع مستقبلا أصحابها من الوصول إليها.
وعند المدخل الشمالي لمدينة البيرة، أصيب عدد من المواطنين بحالات اختناق، نتيجة المواجهات التي دارت ظهر اليوم الجمعة، بين عشرات الشبان وجنود الاحتلال، الذين استخدموا الرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وقنابل الغاز بكثافة.
ورشق الشبان جنود الاحتلال بالحجارة والزجاجات الفارغة، كما وأشعلوا الإطارات المطاطية على الطريق المؤدي إلى حاجز "بيت إيل" الاحتلالي المقام عند مدخل المدينة الشمالي.
كما دارت مواجهات في قريتي نعلين وبلعين غرب رام الله، وقرى دير نظام والنبي صالح شمال رام الله.
محافظة قلقيلية:
وفي قرية كفر قدوم، أصيب عدد من أهالي القرية خلال قمع قوات الاحتلال المسيرة الأسبوعية السلمية المناهضة للاستيطان والمطالبة بفتح شارع القرية المغلق منذ 14 عاما لصالح مستوطني "قدوميم"، واحتجاجا على إعلان ترمب بشأن القدس المحتلة.
وشهدت القرية انتشارا مكثفا لقوات الاحتلال، الذين تخفوا بين أشجار الزيتون في محاولة لاعتقال الشبان المشاركين في المسيرة، فيما أصيب شابين بالرصاص المعدني، إضافة إلى العشرات بحالات الاختناق بالغاز المسيل للدموع.
وفي قرية اللبن الشرقية، جنوب نابلس، تصدى الأهالي لمحاولات المستوطنين السيطرة على منطقة "جبل الراس" المحاذية لمستوطنة "معالي ليفونا" المقامة على أراضي القرية.
وقال مراسلنا إن أهالي القرية نجحوا بطرد المستوطنين من أراضيهم، وحرق خيامهم التي قاموا بنصبها في المنطقة، بحماية من جيش الاحتلال.
واندلعت مواجهات بين أهالي القرية وجيش الاحتلال، الذي أطلق قنابل الغاز المسيل للدموع تجاه المواطنين ما أدى إلى إصابة العديد بحالات اختناق.