تحتفي الصحفية الفلسطينية بيوم المرأة العالمي في ظروف عمل صعبة أبرزها انعدام الأمن والحماية الشخصية للصحفيات في ظل تزايد انتهاكات الاحتلال بحقها.
وإننا في لجنة دعم الصحفيين، نؤكد أنه في الوقت الذي نحيي يوم المرأة العالمي والذي يصادف الثامن من مارس/ اذار من كل عام، يواصل الاحتلال ممارسة انتهاكاته بحق الصحفيات حيث تعرض بالأمس الأربعاء عدد من الصحفيات للاختناق جراء اطلاق قوات الاحتلال قنابل الغاز السام على مسيرة نسوية بمناسبة يوم المرأة الثامن من آذار ".
ورغم اعتداءات الاحتلال نرى أن الصحفيات الفلسطينيات اخترن طريق مهنة المتاعب او السلطة الرابعة كقاعدة لاطلاق ابداعاتهن من جانب، ولنقل معاناة الشعب الفلسطيني من خلال الدمج بين التصوير والعمل الميداني المحفوف بالمخاطر، ووقوف الصحفية عند نقاط المواجهة لفضح جرائم الاحتلال ما يزيد العبء على شخصيتها كصحفية أنثى التي تميز بالجرأة واللياقة البدنية التي تمكنها من مسايرة عملها الشاق ومواجهة التحديات بكافة اشكالها.
ونوضح بمناسبة يوم المرأة، أن الصحافية الفلسطينية لاقت خلال عملها أبشع الانتهاكات من قبل الاحتلال والذي لم يفرق بين رجل وانثى، فقد تعرضت للاعتقال وتمديد الاعتقال والاعتداءات بشكل مباشر واطلاق النار عليها والضرب والدهس، ومنع من التغطية ومداهمة واقتحام منزلها، واستخدامها كدروع بشرية وغيرها من اشكال العنف والاعتداء.
ونشير إلى أنه منذ بداية العام الحالي 2018 اقتحمت قوات الاحتلال منزل الإعلامية اميمة صوالحة، في مخيم بلاطة بمدينة نابلس ، كما منعت قوات الاحتلال الصحافيتين نوال ، ومراسلة قناة العربية ريما مصطفى من تغطية وقفة احتجاجية، نظمت في شارع صلاح الدين في العاصمة القدس.
في حين مددت قوات الاحتلال في شهر فبراير الماضي، اعتقال الناطقة باسم شبكة انين القيد الصحفية بشرى الطويل إداريا لمدة 4 شهور للمرة الثانية.
كما استخدم الاحتلال أسلوب التحريض بالتعاون مع إدارة "الفيس بوك" الذي قام بإغلاق عدد من صفحات الصحفيات بزعم أنهن يكتبن وينشرن تعليقات تدعم القضية الفلسطينية.
ونوضح أننا لن ننسى أن هناك صحفيتان معتقلتان في سجون الاحتلال دون توجيه أي تهمة واضحة بحقهما، واتهامها بالتحريض ونشر منشورات على صفحات التواصل لاجتماعي، وهما استبرق التميمي والتي لا تزال موقوفة دون تهمة، وبشرى الطويل الذي مدد الاحتلال اعتقالها الإداري للمرة الثانية، ومماطلته في الافراج عنها عدا عن تعرضهما لشتى ألوان التعذيب النفسي والجسدي الذي يمتهن كرامتها وحقوقها.
وإننا نعرب في لجنة الدعم الصحفيين عن خطورة تزايد الاعتقالات والاعتداءات الإسرائيلية التي يتعرض لها الإعلاميات ونرى في ذلك مساً صريحاً بالحريات الصحفية، وأنه لابد من وقفة جادة من جميع الدول العربية والأوروبية ومنظمات حقوق المرأة والإنسان كي نوقف هذا الظل، مما يدفعنا إلى التأكيد على ما يلي:
إننا في لجنة دعم الصحفيين نهنئ كافة الإعلاميات بيوم المرأة العالمي، ونشيد بقدراتها وبالجهد المتواصل منهن على امتداد مراحل النضال الفلسطيني، ونشدد على أهمية مواصلة عملهن ومساندتهن لزملائهم الصحفيين.
ونشير إلى أن هذه مناسبة جاءت للتأكيد على حرية المرأة بشكل عام والصحفية بشكل خاص رغم منغصات الاحتلال الذي يواصل اعتداءاته اليومية بحق الصحفيين والصحفيات سواء كان في اليوم العالمي للمرأة أو غيره من اعتقال أو استهداف خلال تغطيتهم الأحداث، في رسالة تحد للمجتمع والمؤسسات الدولية، على اعتبار أن إسرائيل فوق الجميع.
ونرى أن جرائم الاحتلال وانتهاكاته تكشف بشكل واضح مستوى الاستهداف والملاحقة للجسم الصحفي من قبل الاحتلال وضرب كل قيم ومبادئ وقرارات المؤسسات الدولية بعرض الحائط، بما في ذلك قرارات الأمم المتحدة التي تكفل حرية العمل الصحفي.
وننوه إلى أن المادة (19) من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان أكدت أن: "لكل شخص الحق في حرية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحق حرية اعتناق الآراء دون أي تدخل، واستقاء الأنباء والأفكار وتلقيها وإذاعتها بأية وسيلة كانت دون تقيّد بالحدود الجغرافية.
ونطالب المجتمع الدولي بالتدخل من أجل وقف الانتهاكات الإسرائيلية المرتكبة بحق الاعلاميات، وممارسة الضغط على حكومة الاحتلال من أجل إطلاق سراح الأسيرات والصحفيات الفلسطينيات ووقف سياسة الاستهداف والحصار والانتهاكات التي يمارسها الاحتلال بحقهن في مختلف شئون حياتهن.
كما نطالب المؤسسات الدولية التعامل بمعيار واحد أمام ما نتعرض له من انتهاكات بحق المدنيين والصحفيين، ونلفت الى أن ازدواجية المعايير لم تعد مقبولة، ما يتوجب على الاتحاد الدولي للصحفيين والاتحاد الأوروبي للصحفيين واتحاد الصحفيين العرب والمنظمات الدولية باستنكار حملات الاعتقالات، وضرورة التدخل الفوري والسريع للإفراج عنهن.
وندعو مجلس الأمن لأن يكون إلى جانب الضحية لوقف الإرهاب الإسرائيلي المتواصل بحق المواثيق الدولية وحقوق الإنسان، مشددة على ضرورة أن تتوفر للصحفيات كل وسائل الحماية القانونية والتدريب المهني.
ونشدد على ضرورة أن يكون للمرأة الفلسطينية والإعلامية أهمية خاصة والتشجيع على ممارسة عملها ووقوفها بجوار الصحفي تحت مظلة واحدة، لمواجهة انتهاكات واعتداءات الاحتلال الإسرائيلي، ووضع حد لها.
ونؤكد أن الصحافية الفلسطينية أثبتت أنها تستحق تكريماً يليق بها وبتضحياتها, لعلّه يرقى لحجم المعاناة التي تلقاها من غطرسةِ عدوٍ ظالم.