قتل 23 مدنيا، اليوم الجمعة، في هجمات شنتها قوات النظام السوري وداعموه، على المناطق السكنية في الغوطة الشرقية بريف دمشق، رغم قرار مجلس الأمن وقف الأعمال القتالية بعموم البلاد، و"الهدنة الإنسانية اليومية" التي أعلنتها روسيا في الغوطة.
وقال الدفاع المدني في الغوطة (الخوذ البيضاء)، عبر حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي، إن "النظام السوري وداعميه، واصلوا تنفيذ غارات جوية وقصف مدفعي على مدن وبلدات دوما، وبيت سوى، وأوتايا، ومسرابا، وسقبا، وكفر بطنا، والأشعري (في الغوطة)".
وأوضح الدفاع المدني أن "14 مدنيا قتلوا في دوما، و3 في بيت سوى، و2 بالأشعري وواحد في كل من أوتايا ومسرابا، وسقبا، وكفر بطنا، جراء الغارات والقصف المدفعي".
وفي وقت سابق اليوم، أظهر تقرير للدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) في الغوطة الشرقية، مقتل 674 مدنيا وإصابة ألفين و278 آخرين في الفترة الممتدة ما بين 19 و28 شباط/ فبراير الماضي، جراء هجمات نظام الأسد وروسيا.
جرائم حرب
وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، الأمير زيد بن رعد الحسين، اليوم الجمعة، في اجتماع طارئ لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، إن أحداث الغوطة الشرقية انطوت على الأرجح على "جرائم حرب وربما جرائم ضد الإنسانية".
وأضاف أنه "ينبغي أن تحال سورية إلى المحكمة الجنائية الدولية. محاولة عرقلة سير العدالة وحماية المجرمين أمر مشين".
وهاجمت القوات الحكومية مسلحي المعارضة في منطقة المرج بالغوطة لعدة أيام. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم الجمعة، إنها سيطرت على قريتي حوش زريقة وحوش الضواهرة إضافة إلى تلال ومزارع.
الأولوية لـ100 مريض
ونقلت "رويترز" عن مسؤول كبير في منظمة الصحة العالمية، اليوم الجمعة، قوله إن قرابة 100 مريض في الغوطة الشرقية بسورية، بينهم أطفال، لهم الأولوية القصوى في الإجلاء الطبي من بين أكثر من ألف مريض ومصاب في المنطقة المحاصرة.
وقال المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية، بيتر سلامة، إن المنظمة التابعة للأمم المتحدة تأمل في تسليم إمدادات طبية وجراحية ضرورية قريبا للمنطقة الخاضعة لسيطرة المعارضة، والتي يقطنها نحو 400 ألف شخص وتقع قرب دمشق.
وبعد موافقة مجلس الأمن الدولي على قرار يطالب بوقف إطلاق النار في عموم سورية لمدة 30 يوما، اقترحت روسيا هدنة يومية تستمر خمس ساعات، لكنها انهارت سريعا يوم الثلاثاء. وتسعى وكالات الأمم المتحدة إلى إقامة ممر آمن لإدخال المساعدات وإجلاء السكان.
وقال سلامة إن "ما تدعو إليه منظمة الصحة العالمية هو على الأقل موافقة فورية من الحكومة السورية وكل الأطراف المتحاربة على إجلاء المرضى أصحاب الحالات الحرجة بدءا بالمرضى الأربعة والثمانين الذين سجلتهم المنظمات غير الحكومية ووكالات الأمم المتحدة والصليب الأحمر على أن حالاتهم هي الأخطر".
وأضاف سلامة "يشمل الرقم أطفالا ونساء وحالات مختلفة... مرتبطة بالصراع في الغوطة الشرقية".
وأفادت منظمة الصحة أن بعض المرضى المدرجين على قائمة من لهم الأولوية في الإجلاء الفوري يعانون من السرطان أو أمراض القلب أو الفشل الكلوي إضافة إلى آخرين يحتاجون لعمليات جراحية عاجلة بسبب انفصال في شبكية العين أو لاستبدال مفصل.
وقال سلامة إن المنظمة أرسلت أكثر من عشرة خطابات تقريبا للسلطات السورية للمطالبة بإجلاء المرضى المدرجين على قائمتها والذين ازداد عددهم في الشهور القليلة الماضية، ولكنها لم تتسلم أي رد رسمي.
وقال مدير منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) بالشرق الأوسط، في وقت سابق، اليوم الجمعة، إن الحكومة السورية قد تسمح بدخول قافلة مساعدات لنحو 180 ألف شخص في بلدة دوما، بالغوطة الشرقية، يوم الأحد.
والغوطة هي آخر معقل كبير للمعارضة قرب دمشق، وإحدى مناطق "خفض التوتر"، التي تمّ الاتفاق عليها في محادثات العاصمة الكازاخية أستانة عام 2017.
وتحاصر قوات النظام نحو 400 ألف مدني في الغوطة الشرقية، منذ أواخر 2012، حيث تمنع دخول المواد الغذائية والمستلزمات الطبية لهم.
والسبت الماضي، اعتمد مجلس الأمن، القرار 2401، الذي يطالب جميع الأطراف بوقف الأعمال العسكرية لمدة 30 يومًا على الأقل في سورية، ورفع الحصار المفروض من قبل قوات النظام، عن الغوطة الشرقية والمناطق الأخرى المأهولة بالسكان.