في سياق استثمار قرار الادارة الاميركية الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الاسرائيلي ونقل السفارة الاميركية من تل ابيب الى القدس المحتلة تواصل حكومة اسرائيل تسريع وتيرة مشاريعها التهويدية على المدى البعيد للمدينة المقدسة بشكل عام والبلدة القديمة في القدس المحتلة بشكل خاص ، حيث تخطط بلدية الاحتلال في القدس وما تسمى بـ "سلطة تطوير القدس" لإقامة منتزه في جبل الزيتون يربط بين موقعين استيطانيين لليهود في داخل حي الطور بالمدينة. المتنزه المشار إليه سوف يقام على المنحدرات الغربية لجبل الزيتون، وبين الحي الاستيطاني "بيت أوروت"(بيت بطريرك الارمن سابقا) الواقع في حي الصوانة على الجانب الايسر للشارع الرئيسي المؤدي للطور، وبين المستوطنة الجديدة "بيت هحوشن" الواقعة مقابل جامع الفارسي، ومن المتوقع ان يطلق عليه اسم "عوزيه"او متنزه امتساع هوغيه""منتصف الارتفاع". وتهدف حكومة اسرائيل وبلدية الاحتلال من إقامة هذا المتنزه الاستيلاء على أراضي فلسطينية خاصة، حيث تنوي بلدية الاحتلال في القدس وما تسمى "السلطة لتطوير القدس" التوسع في خطة اقامته، وعرض المرحلة القادمة من المخطط على اللجنة اللوائية للتخطيط.
في الوقت نفسه صادقت السلطة المذكورة على مخطط آخر تعمل عليه بلدية الاحتلال و"السلطة لتطوير القدس" معا ، ويتضمن إقامة مركز زوار في المقبرة اليهودية في جبل الزيتون ويقع بالقرب من مستوطنة "معاليه زيتيم"، في اطار مخطط كبير من المشاريع التي أقامتها الجمعية الاستيطانية "إلعاد" في سلوان المجاورة، وقد بدأت أعمال تطوير في موقع تدعي جمعية "إلعاد" ملكيته في الجانب الثاني من جبل المكبر، حيث تجري عماية تخطيط لإقامة مطعم في المكان، في حين تعمل "سلطة تطوير القدس" على إقامة جسر من الحبال يخرج من المطعم وينتهي في جبل صهيون.
فيما أصدرت ما تسمى "شركة تطوير القدس" المشرفة على أعمال تهويد مغارة "القطن" أو ما يطلق عليها الاحتلال مغارة "تصديقهو" الواقعة في شارع السلطان سليمان، تحت البلدة القديمة بالقدس بين بابي العامود والساهرة، مناقصتين منفصلتين ضمن عمليات التهويد التي ينفذها الاحتلال بالمدينة. المناقصة الأولى بمبلغ 12 مليون شيقل، تستهدف الإعمار المادي لتجويف المغارة، والثانية بمبلغ خمسة ملايين شيقل لتطوير عروض الصوت والضوء.
وفي القدس كذلك تتابع سلطات الاحتلال اعتداءاتها على المؤسسات الفلسطينيّة في القدس المحتلة، حيث اصدر وزير الأمن الداخلي في حكومة الاحتلال، قرارات بإغلاق وتمديد إغلاق عددٍ من المؤسسات الفلسطينية في القدس المحتلة، شملت "الغرفة التجارية، والمجلس الأعلى للسياحة، والمركز الفلسطيني للدراسات، ونادي الأسير الفلسطيني، ومكتب الدراسات الاجتماعية والإحصائية".
على صعيد آخر صادقت الحكومة الإسرائيلية في جلستها الأسبوعية على شرعنة البؤرة الاستيطانية "حفات غلعاد"، وذلك انتقاما من الفلسطينيين وردا على عملية نابلس التي أسفرت عن مقتل المستوطن رازيئيل شيفاح، بعملية إطلاق نار في 9 كانون الثاني الماضي. وأعلن رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهوعن منح التراخيص للبؤرة الاستيطانية، المقامة على أراضي الفلسطينيين الخاصة في قريتي جيت وفرعتا، لتكون بذلك مستوطنة رسمية، وذلك بعد مناقشة الموضوع والتصويت عليه .
وقد دان المكتب الوطني للدفاع عن الارض ومقاومة الاستيطان قرار الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو "شرعنة" البؤرة الاستيطانية "حفات جلعاد"، ورصد الميزانيات اللازمة لتوسيعها، وتعميق الاستيطان فيها، ودعا المجتمع الدولي والأمم المتحدة سرعة التحرك للجم السياسات الإسرائيلية ، ومحاسبة إسرائيل كقوة احتلال على خروقاتها الجسيمة للقانون الدولي واتفاقيات جنيف . واعتبر إن القرار الاستيطاني الاستعماري لا يقتصر فقط على تشريع البؤر الاستيطانية التي تم بناؤها عنوة على الممتلكات الخاصة للشعب الفلسطيني، بل يطلق يد المستوطنين ويمنحهم ترخيصا صريحا بالشروع في الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية بالكامل".
وفي الجرائم المتواصلة لقوات الاحتلال وقطعان المستوطنين أقدمت سلطات الاحتلال الاسرائيلي على هدم مدرسة تجمع “أبو النوار” البدوي شرق العاصمة المحتلة، علما أنها ليست المرة الأولى التي تُقدم فيها قوات الاحتلال على ارتكاب هذه الجريمة، وتتسبب في حرمان الأطفال من حقهم في التعليم، وذلك في إطار سعي سلطات الاحتلال لتهجير تجمع “أبو النوار” تمهيدا للشروع في تنفيذ المخطط الاستيطاني التوسعي المعروف بـ (اي1). فيما اقدمت قطعان المستوطنين من مستوطنة "يتسهار" على جريمة جديدة عبر إقتحام منزل المواطن “رزق زيادة” في قرية مأدما جنوب نابلس، وإختطاف الطفلين: حسام (8 سنوات) وطه (10 سنوات) ومحاولة جرهما الى المستوطنة. لكن، تجمع العشرات من أهالي القرية وملاحقتهم للمستوطنين في الجبال أجبرهم على ترك الطفلين.
وفي اعتراف صريح قال عضو الكنيست عن الليكود، يهودا غليك، الذي قاد أكثر من اقتحام للمستوطنين لباحات المسجد الأقصى المبارك، إن شرطة الاحتلال في القدس وجهاز الأمن العام (الشاباك)، شجعوا المستوطنين على الاقتحامات وطلبوا منهم زيادة أعداد المقتحمين. وجاءت أقوال غليك ردا على اتهام المستوطنين بتوتير الأجواء من خلال اقتحام باحات الأقصى، وأن مثل هذه الأعمال هي السبب الرئيسي في التصعيد الذي يمكن أن يؤدي إلى مواجهات عنيفة وربما انتفاضة وقال غليك إن رئيس الشاباك، آفي ديختر، الذي يشغل اليوم منصب عضو كنيست، هو أول من شجعه على اقتحام المسجد الأقصى، وأنه طلب منه إحضار المزيد من المستوطنين، وقال له بصريح العبارة "نحن بحاجة لمزيد من اليهود في جبل الهيكل". وكشف غليك أن من يشجعه اليوم على مواصلة اقتحام المسجد الأقصى هو قائد منطقة القدس في شرطة الاحتلال، يورام هليفي، وأكد أنه قال لهم في أكثر من مرة "أحضروا المزيد، نحن بحاجة للمزيد، لماذا تأتون بأعداد قليلة جدًا؟".
وفي استعراض استفزازي شارك عشرات المستوطنين بينهم أعضاء كنيست ومسؤولون إسرائيليون، ، في جنازة المستوطن الحاخام إيتمار بن غال في مستوطنة "هار براخا" في شمالي الضفة الغربية، إلى جانب رئيس الكنيست يولي أدلشتاين ونائب وزير الدفاع الإسرائيلي ايلي بن دهان.وقد استغل وزير الزراعة الإسرائيلي أوري أرئيل المناسبة ليعلن بان وقت جبل الهيكل قد حان ، مثلما حان وقت اعتراف شعب إسرائيل بقدسية الأرض، بقدسية جبل الهيكل، ببناء معبدنا" في سياق كلمته التي شارك بها وقاطع مئات المستوطنين حديث الوزير، بصيحات "نريد الانتقام"، وأكمل الوزير الإسرائيلي قائلا: "يجب الحسم بأن وقت السيادة قد حان".