قال الأمين العام للأمم المتحدة السيد أنطونيو غوتيرش، إن التوافق الدولي حول حل الدولتين لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ضروري جداً في هذا الوقت الصعب، واصفاً قضية فلسطين بالقضية الأطول تواجداً بدون حل على جدول أعمال الأمم المتحدة.
وأضاف، في كلمة له، اليوم الثلاثاء لدى افتتاح اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف دورتها السنوية لعام 2018، إن "الاتجاهات السلبية على الأرض يمكن أن تخلق واقعا لا رجعة فيه يؤدي إلى دولة واحدة لا تتفق مع تحقيق التطلعات الوطنية والتاريخية والديمقراطية المشروعة لكل من الاسرائيليين والفلسطينيين".
وتابع: إنه بعد عقود من الزمن، "يمكن ان يتلاشى التقارب والتوافق العالمي، مما يجعل من الصعب تحقيق اجراءات متضافرة فعالة"، مشيرا الى ان التوسع الاستيطاني "غير القانونى" في الضفة الغربية المحتلة ويشكل "عقبة رئيسية امام السلام".
كما تتطرق إلى الوضع الإنساني الكارثي في غزة المحاصرة، محذرا بأنه ما لم تتخذ إجراءات ملموسة لتحسين الخدمات الأساسية والهياكل الأساسية، ستصبح غزة غير قادة على العيش بحلول عام 2020. ومن شأن النقص الأخير في التمويل في وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) أن يهدد الأمن الإنساني وحقوق وكرامة خمسة ملايين لاجئ فلسطيني في أنحاء الشرق الأوسط.
وقال الأمين العام "إن الحل القائم على وجود دولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف وضمان التوصل إلى حل دائم للصراع".
كما ألقت السفيرة فداء عبد الهادي ناصر، نائب المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة والقائم بالأعمال بالإنابة كلمة دولة فلسطين، طالبت فيها المجتمع الدولي بحشد الإرادة السياسية لتنفيذ قرارات الأمم المتحدة والوفاء بالتزاماته وفقا لتلك القرارات، وكذلك للميثاق والقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان، واعتبرته أمراً ملحاً إذا أردنا إحياء خيار السلام وإنقاذ الحل القائم على وجود دولتين على أساس حدود عام 1967.
كما شددت على دعوة القيادة الفلسطينية إلى تفعيل عملية سلام جماعية تحت رعاية دولية تهدف إلى تحقيق حل عادل ودائم وسلمي، وإعمال حقوق الشعب الفلسطيني مؤكدة على الدور المركزي للأمم المتحدة في الجهود المبذولة في الفترة القادمة لتحقيق هذه الأهداف النبيلة.
وكانت اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف افتتحت اليوم الثلاثاء دورتها السنوية لعام 2018، والتي أنشأتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1975 من أجل السعي لإنهاء الاحتلال الاسرائيلي للأرض الفلسطينية المحتلة، وذلك في أول اجتماع لها ترأسه الأمين العام للأمم المتحدة السيد أنطونيو غوتيرس.
وأوضحت البعثة المراقبة الدائمة لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة في بيان لها، مساء اليوم الثلاثاء، أنه تم إعادة انتخاب أعضاء المكتب التنظيمي للجنة بالإجماع، وبذلك تبقى دولة السنغال رئيساً للجنة، فيما تكون كل من أفغانستان وكوبا واندونيسيا وناميبيا ونيكاراجوا نائبا للرئيس وتبقى مالطا مقررا للجنة.