حذر المجلس النرويجي للاجئين اليوم من أن تهديد الإدارة الأمريكية بقطع تمويلها لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) سيكون له عواقب كارثية إذا ما نفذ، حيث سيعاقب مئات الآلاف من الأطفال الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة ولبنان والأردن وسوريا، والذين يعتمدون على الوكالة في تعليمهم. كما أن القرار من شأنه أن يحرم آباءهم من وسيلة الأمان الاجتماعي الوحيدة التي تساعدهم على البقاء على قيد الحياة تحت الاحتلال، أو في حالة النزوح.
وفي هذا الصدد يقول أمين عام المجلس النرويجي للاجئين يان إيغلاند: "إن التهديد بقطع المساعدات لأغراض سياسية إلى ملايين المدنيين الذين يحتاجون إليها هو ما توقعناه من أنظمة غير ديمقراطية، ولكن ليس من أكبر مانح إنساني في العالم. إن قطع الأموال عن الأونروا لن يحقق شيئاً سوى دفع ملايين الفلسطينيين إلى المزيد من الفقر واليأس، ومصادرة الطعام من على مائداتهم، وإزالة الأسقف من فوق رؤوسهم والمدارس التي يرسلون أطفالهم إليها. ببساطة، لا تملك المنظمات الإنسانية الأخرى القدرة على تلبية احتياجاتهم إذا نفذ هذا القرار، وستقع مسؤولية ذلك على عاتق إسرائيل، كقوة محتلة، وكذلك على حكومات الأردن ولبنان وسوريا.
يعمل المجلس النرويجي للاجئين بشكل وثيق مع الأونروا في غزة؛ حيث يقدم الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال المصابين بصدمات نفسية في مدارسها، كما يقدم المساعدة القانونية للاجئين الذين يتم إعادة بناء منازلهم المدمرة خلال حرب عام 2014. ويعمل المجلس النرويجي للاجئين في الضفة الغربية والقدس الشرقية مع الأونروا لحماية المجتمعات الفلسطينية المعرضة لخطر النقل القسري. ومن شأن قطع التمويل عن الأونروا أن يلغي سنوات من العمل مع جيل يعيش تحت الحصار المستمر والنزاع المتكرر.
وفي سوريا، من شأن التخفيضات التي تعاني منها الأونروا أن تزيد من تفاقم أوضاع اللاجئين الفلسطينيين هناك، حيث يحتاج 95 في المئة منهم إلى المساعدة الإنسانية، مما سيؤدي إلى حرمانهم من فرصتهم الوحيدة للوصول إلى المعونة المنقذة للحياة. كما سيترتب على ذلك عواقب مدمرة في الأردن ولبنان، إذ تعتبر الأونروا أهم مقدم للمساعدات والخدمات للاجئين الفلسطينيين، والذين يعيش كثير منهم بالفعل في فقر مدقع.
إن الولايات المتحدة هي أكبر مانح للأونروا، بحيث ساهمت بمبلغ مقداره 364 مليون دولار أمريكي في عام 2017، ويليها الاتحاد الأوروبي. ويساهمان معاً بنحو 40 في المئة من مجموع تمويل الأونروا للميزانية الأساسية لبرامجها.
ويضيف إيغلاند: "إن قطع المساعدات التي يحتاجها اللاجئون بسبب عدم موافقة الولايات المتحدة على مواقف القادة الفلسطينيين أمر شنيع، وندعو السلطات الأمريكية إلى عدم الاستمرار في هذا التهديد الذي من شأنه تشويه سمعتها وتقويض دورها كجهة إنسانية مانحة".