مصر تكشف السر وراء عدم ذكر واشنطن في مشروع قرارها المُقدم لمجلس الأمن حول القدس

السبت 23 ديسمبر 2017 02:05 م / بتوقيت القدس +2GMT
مصر تكشف السر وراء عدم ذكر واشنطن في مشروع قرارها المُقدم لمجلس الأمن حول القدس



القاهرة / وكالات /

قال وزير خارجية مصر سامح شكري إن صياغة مشروع بلاده الأخير بمجلس الأمن بشأن القدس دون ذِكر واشنطن تعود إلى أن "القرار ليس تصادمياً وليس الهدف منه استعداء أي طرف"، مؤكداً أن علاقة بلاده مع الولايات المتحدة "على قدر من التشعب والعمق".

جاء ذلك في حوار شكري مع صحيفة "أخبار اليوم" المملوكة للدولة، في أول موقف رسمي مصري مُعلن لتطورات المشهد الأخير مع واشنطن، عقب الجدل المثار بعدم ذكر القاهرة لاسم واشنطن في قرار أممي قدمته مؤخراً بشأن القدس.

وأوضح شكري أن "صياغة المشروع تمت على أساس أنه ليس قراراً تصادمياً، والهدف منه ليس استعداء أي طرف وإنما حماية وضعية القدس، ولذلك جاءت الصياغة مرنة، وتوافقية".

وأضاف: "بالتالي استطاعت 14 دولة بمجلس الأمن أن تصوّت لصالحه، وهي دول لها ارتباط وثيق بأميركا ومن الحلفاء والشراكاء الاستراتيجيين الرئيسيين لها".

والاثنين الماضي، دعا مشروع القرار الذي تقدمت به مصر "كل الدول إلى الامتناع عن إقامة بعثات دبلوماسية في مدينة القدس المقدسة، وعدم الاعتراف بأي تدابير أو إجراءات تتناقض مع هذه القرارات"، دون ذكر واشنطن، ما أثار جدلاً بين مؤيد ومعارض، قبل أن تستخدم الأخيرة حق "الفيتو" في وجه تأييد 14 دولة.

ورداً على سؤال بشأن "تصور البعض أن القرار الأميركي حول القدس قد أدى لحدوث توتر وغيوم فى العلاقات المصرية الأميركية"، أجاب شكري: "نحن نفصل بين العلاقة الثنائية ومسارها وبنائها على المصلحة المشتركة والاحترام المتبادل وبين قضايا قد نتفق أو نختلف عليها".

وتابع: "علاقتنا استراتيجية مع أميركا ولا تتأثر بالاختلاف في وجهات النظر فهو مدعاة للمزيد من الحوار، وفي مثل هذه الأمور لا يجب أن تصور على أنها أزمة، فالعلاقة مع الولايات المتحدة على قدر من التشعب والعمق".

وعن زيارة نائب الرئيس الأميركي مايك بنس إلى مصر، ومطالبات البعض بعدم استقباله، أكد شكري أن "الزيارة (كان مقرر لها الثلاثاء الماضي) تأجلت"، دون تحديد موعد جديد.

وأضاف: "في مثل هذه الزيارة من المؤكد تبادل وجهات النظر حولها وحول كل ما يتعلق بقضية الشعب القلسطيني وأهمية أن ينال حقوقه المشروعة، وأميركا دولة مؤثرة لابد من استقطابها للعمل على تحقيق هذه الحقوق وبالتالي استمرار التواصل أمر ضروري".

وتابع: "علاقتنا الاستراتيجية معها تقتضي هذا التواصل وتحديد نقاط التوافق والاختلاف وكيفية إدارة هذا الاختلاف حفاظاً على أهمية العلاقة، ولا يجب أن يؤدي هذا الاختلاف إلى انتقاص بعلاقة بهذه الأهمية والحجم".

وأثار اعتراف ترامب، في 6 من ديسمبر/كانون الأول الجاري، بالقدس (بشقيها الشرقي والغربي) عاصمة لإسرائيل، والبدء بنقل سفارة واشنطن إلى المدينة المحتلة، رفضاً دولياً واسعاً.

وأمس الأول الخميس، أقرّت الأمم المتحدة، بأغلبية 128 صوتاً، مشروع قرار قدمته تركيا واليمن، يؤكد اعتبار مسألة القدس من "قضايا الوضع النهائي، التي يتعيّن حلّها عن طريق المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وفقاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة".