الإسلامية المسيحية: رغم الرفض الدولي .. أمريكا تصر على المساس بالقدس وتستخدم الفيتو

الثلاثاء 19 ديسمبر 2017 09:17 ص / بتوقيت القدس +2GMT



رام الله / سما /

اعتبرت الهيئة الاسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات اليوم الثلاثاء الموافق 19/12/2017م، استخدام الولايات المتحدة الامريكية، حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار بشأن القدس في مجلس الأمن الدولي، إصرار وتطرف أمريكي على المساس بالقدس ومقدساتها على الرغم من النقد والرفض الدولي للقرار الأخير الصادر عن رئيسها ترامب باعتبار القدس عاصمة دولة إسرائيل.

 وأشارت الهيئة إلى الإصرار الأمريكي على الانحياز لدولة الاحتلال الاسرائيلي ضد شعب أعزل يحاول تقرير مصيره، مؤكدةً على أنها فوتت الفرصة الأخيرة لتصويب قرارها غير القانوني بالاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل، خاصةَ بعد الرفض الدولي لهذا الاعتراف.

 ومن جانبه أشار الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية الدكتور حنا عيسى إلى أن القدس مدينة عربية فلسطينية إسلامية مسيحية، وهي قلب فلسطين النابض بأرضها وشعبها ومقدساتها، وهي العاصمة الأبدية لدولة فلسطين، وإن سيادة الشعب الفلسطيني عليها حق وطني تكفله المواثيق والقوانين الدولية وهو غير قابل للنزاع أو الانتفاض أو المشاركة ولا تنازل عنه وبدونه لا يقوم سلام.

 ونوه د. عيسى الى ان هذا الفيتو الامريكي ليس الأول من نوعه ضد الشعب الفلسطيني فقد مارسته الولايات المتحدة عام 1980 ضد مشروع قرار تقدمت به تونس ينص على ممارسة الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة، وفي عام 1982 استخدمت الولايات المتحدة الفيتو على مشروع قرار أردني يطالب السلطات المحلية في فلسطين بممارسة وظائفها وإلغاء كل الإجراءات المطبقة في الضفة الغربية؛ وآخر ضد مشروع قرار عربي بإدانة حادث الهجوم على المسجد الأقصى؛ وفي عام 1983 صوتت ضد قرار يستنكر مذابح مخيمي اللاجئين الفلسطينيين في صبرا وشاتيلا بلبنان، وفي 1985 استخدم الفيتو لإعاقة مشروع قرار أمام مجلس الأمن يدين الممارسات الإسرائيلية القمعية ضد الفلسطينيين، وفي 1986 صدر فيتو ضد مشروع قانون لمجلس الأمن يدين الانتهاكات الإسرائيلية لحرمة المسجد الأقصى ويرفض مزاعم إسرائيل باعتبار القدس عاصمة لها؛ وفي 1987  استخدم الفيتو مرةً اخرى ضد قرار يستنكر سياسة "القبضة الحديدية" وسياسة تكسير عظام الأطفال الذين يرمون الحجارة خلال الانتفاضة الأولى، وفي 1988 ضد اقتراح في مجلس الأمن يطالب بالحد من عمليات الانتقام الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في الأراضي المحتلة؛ وآخر ضد قرار لمجلس الأمن يدين إسرائيل لاستخدامها سياسة القبضة الحديدية تجاه الانتفاضة الفلسطينية في الأراضي المحتلة في أعقاب طردها ثمانية فلسطينيين؛ وفي 1989 ضد مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي بإدانة إسرائيل لانتهاكات حقوق الإنسان في الأراضي العربية المحتلة؛ وفي العام ذاته ضد جهود مجلس الأمن لإصدار بيان يرفض ممارسات إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ويدعوها إلى الالتزام باتفاقية جنيف الخاصة بحقوق المدنيين في زمن الحرب.

 واستطرد: "في عام 1990 استخدمت امريكا الفيتو ضد مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي تقدمت به دول عدم الانحياز بإرسال لجنة دولية إلى الأراضي العربية المحتلة لتقصي الحقائق حول الممارسات القمعية الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، وفي 1995 مجلس الأمن يفشل في التوصل إلى قرار يطالب إسرائيل بوقف قراراتها بمصادرة 53 دونما من الأراضي العربية في القدس المحتلة، وفي 1997 استخدم الفيتو مرتين لاعاقة صدور قرار يطالب إسرائيل بوقف أنشطتها الاستيطانية في شرق القدس المحتلة؛ وضد مشروع قرار يدين بناء إسرائيل للمستوطنات اليهودية في جبل "أبو غنيم" شرق مدينة القدس المحتلة، وفي 2001 الفيتو لمنع مجلس الأمن من إصدار قرار يسمح بإنشاء قوة مراقبين دوليين لحماية الفلسطينيين في الضفة الغربية، وغزة؛وواشنطن تجهض مشروع قرار يطالب بانسحاب إسرائيل من الأراضي الخاضعة للسلطة الفلسطينية ويدين التعرض للمدنيين، وفي 2003  الولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد مشروع قرار لحماية الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات عقب قرار الكنيست الإسرائيلي بالتخلص منه؛ وفيتو أميركي ضد قرار يطالب بإزالة جدار الفصل الذي تبنيه إسرائيل، وفي 2004 صوتت الولايات لإسقاط مشروع قرار يدين إسرائيل على قيامها باغتيال مؤسس حركة حماس الشيخ أحمد ياسين؛ وواشنطن تسقط مشروع قرار يطالب إسرائيل بوقف عدوانها على شمال قطاع غزة والانسحاب منه، وفي 2006 مجلس الأمن يفشل في تبني قرار يطالب بإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي المحتجز من قبل الفصائل الفلسطينية المسلحة مقابل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، ويطالب بوقف الحصار والتوغل الإسرائيلي في قطاع غزة، وذلك بسبب تصويت الولايات المتحدة ضد القرار، واليوم في نهاية 2017 نشهد آخر "فيتو" أميركي ضد القضية الفلسطينية (18/12/2017)، استخدمته ضد قرار يرفض إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، القدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأميركية إليها من تل أبيب، الذي حاز على تأييد 14 دولة من أصل 15.

 يشار الى ان الولايات المتحدة الامريكية استخدمت مساء امس الإثنين، حق النقض لمنع صدور قرار عن مجلس الأمن يندد بالاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل، وبدت واشنطن معزولة تماما دوليا بعد أن صوت باقي الأعضاء الأربعة عشر لصالح مشروع القرار.