زعم وزير الجيش الإسرائيليّ، أفيغدور ليبرمان، في حديثه عن عملية هدم النفق الذي امتد من قطاع غزة إلى إسرائيل، أنّ دولاً من العالم أعربت عن رغبتها في اقتناء المنظومة الإسرائيلية الجديدة لكشف الأنفاق وهدمها. وأوضح أنّ الدولة العبريّة ليست معنية ببيع المنظومة، وإنمّا تركز جهودها على استخدام المنظومة وتطويرها لصدّ التهديدات من قطاع غزة، على حدّ تعبيره.
وأضاف ليبرمان أنّ إسرائيل على وشك تدمير السلاح الاستراتيجيّ الأٌقوى لدى حماس وهو سلاح الأنفاق بواسطة التكنولوجيا التي طوّرتها الصناعات الإسرائيليّة. وكان جيش الاحتلال قد أكّد أنّ الطريقة الجديدة التي يستخدمها لمحاربة الأنفاق لا تقتصر على الحاجز الأرضيّ الذي يبنى على الحدود مع القطاع، إنمّا تشمل عاملاً آخر.
ووصفت صحيفة “إسرائيل اليوم”، المُقربّة جدًا من رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، السلاح الإسرائيليّ ضد الأنفاق بأنّه “مختبر” يجمع عدة جهات من مجالات مختلفة، يجتمعون في كان واحد ويتعاونون بسرية من أجل النجاح الميداني للعملية. أما صحيفة “يديعوت أحرونت” فقالت إنّ التكنولوجيا الجديدة هي عبارة عن منظومة عملت على تطويرها الصناعات الإسرائيلية العسكرية، على رأسها طاقم من شركة “إلبيت”.
وأضافت أنّ المنظومة تضم مستشعرات وخوارزميات مركبة تجمع معلومات عن التربة وتحللها، وتوجه قوات الجيش إلى مكان النفق. وحسب الصحيفة، بعد جمع المعلومات وتحليلها عن التربة، ترسل القوات أدوات حفر في المكان لكشف فتحة النفق، ومن ثم تستخدم مركبات مسيّرة صغيرة تدخل الفتحة، وتؤكد إن كانت الفتحة نفقا، وبعدها يتخذ قرار هدم النفق أوْ تفجيره.
وكتبت الصحيفة الإسرائيلية أنّ جهاز الأمن الإسرائيليّ يختبر تكنولوجيات أخرى بهدف تحسين دقة الجهاز منها: مستشعرات سيسموغرافية (أدوات لمقياس الزلازل) لرصد الارتجاجات الخفيفة تحت الأرض، وميكروفونات ميكرو لرصد أصوات الحفر الخفيفة.
وجاء الإعلان عن تدمير النفق بعد الاحتجاجات التي نظمها فلسطينيون ردًا على اعتراف الولايات المتحدة الأسبوع الماضي بالقدس عاصمة لإسرائيل. ووافقت الرقابة الإسرائيلية على نشر تقرير عن تدمير النفق. وكانت الرقابة منعت فيما سبق نشر أيّ تقارير عن أعمال رصد الأنفاق عند المنطقة الحدودية في وسط قطاع غزة.
كما جاء فيما تسعى الفصائل الفلسطينية إلى الالتزام بموعد نهائي يحل يوم الأحد لتنفيذ اتفاق توسطت فيه مصر يقضي بأنْ تسلم حماس السيطرة على غزة إلى حكومة الرئيس محمود عباس بعد عشر سنوات من الانقسام.
ومكنّت شبكة من الأنفاق في غزة مسلحي حماس من مباغتة القوات الإسرائيلية الأكثر تفوقًا من أماكن غير متوقعة خلال عدوان العام 2014، ومنذ ذلك الحين يعزز الإسرائيليون بمساعدة الولايات المتحدة الأمريكيّة إجراءاتهم المضادّة.
وقال الجنرال جوناثان كونريكس المتحدث باسم الجيش الإسرائيليّ إنّ النفق الذي دمر يوم أوّل من أمس، الأحد، كان يمتد مئات الأمتار في الأراضي الإسرائيليّة وهو غير مكتمل، لكنّه يُظهر الجهود الكبيرة التي تبذلها حماس. ولم يحدد كيف علمت إسرائيل أنّ حماس هي المسؤولة عن حفر النفق الذي قال إنّه يقع على بعد كيلومترٍ واحدٍ من أقرب تجمع سكنيٍّ مدنيٍّ في إسرائيل.
على صلةٍ بما سلف، قال مُحلّل الشؤون العسكريّة في صحيفة (معاريف)، يوسي ميلمان، إنّ التقدير الأساسيّ في جهاز الأمن هو أنّ حماس ليست معنية بعد في جولة عنف أخرى مع إسرائيل، بسبب أزمتها الإستراتيجيّة والسياسيّة: العلاقات مع مصر لا تتقدم بالوتيرة المرغوب فيها، وكذا المصالحة مع السلطة تتعثر، وكذا الاقتصادية، إعمار القطاع يتم ببطء وأزمة مليونين من السكان تصرخ إلى السماء.
وتابع: تفهم قيادة حماس أنّه في الحرب المقبلة قد تعمد إسرائيل إلى انهيار حكمها، مثلما يحوّل وزير الأمن ليبرمان الأمر للجيش، ولكن لا يمكن أنْ نستبعد أيضًا إمكانية أنّه بالذات بسبب ضعفها وأزمتها، تُقرر قيادة حماس تصعيد كفاحها على نمط “عليّ وعلى أعدائي يا رب”. فلا يزال من السابق لأوانه إطلاق صفارة التهدئة، على حدّ قوله.
