في ضوء التصريحات التي أدلى بها بالأمس، جاريد كوشنر، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي، وأمام حالة الترقب التي تعيشها المنطقة برمتها لما قد يعلن عنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الأربعاء القادم، بأن القدس (عاصمة دولة اسرائيل)، تواصل الوزارة تحركاتها الدبلوماسية مع الأطراف الاقليمية والدولية كافة من أجل تجنب صدور مثل هذا الإعلان، لتداعياته الخطيرة وغير المسبوقة على فرص إعادة إطلاق عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وعلى الأمن والإستقرار في المنطقة برمتها. في هذا السياق، تؤكد الوزارة أن الجانب الفلسطيني يواصل إستعداده الدائم للتعاون مع الجهد الأمريكي المبذول لإستئناف المفاوضات، وأنه يُقدم كل ما يلزم لإنجاح التوجه الأمريكي لحل الصراع الفلسطيني ـ الاسرائيلي، بصفته البوابة الحقيقية لتحقيق السلام والإستقرار في المنطقة.
تطالب الوزارة إدارة الرئيس ترامب بضرورة إتخاذ قرارات ومواقف تتلافى أخطاء الماضي ومتوازنة تستجيب لحقوق الشعب الفلسطيني، الأمر الذي يستدعي إلتزاماً أمريكياً بالمسارات القانونية الدولية لحل قضايا الوضع النهائي وفي مقدمتها قضية القدس. كما تدعو الإدارة الأمريكية الى عدم إتخاذ أية مواقف أو إجراءات من شأنها أن تبطل "صفقة القرن" وتجهضها قبل أن تُولد، وتحذر من مخاطر أي موقف أمريكي يتعلق بالقدس من شأنه أن يفقد واشنطن اهليتها في طرح أية حلول، وتحذر أيضاً من مخاطر أي إعلان أو قرار قد تفسره اسرائيل على أنه مكافأة لها على انتهاكاتها للقانون الدولي وإنحرافها الدائم عن الشرعية الدولية ومبادىء حقوق الانسان، وجوائز لها على تخريبها المتعمد لجميع فرص وأشكال المفاوضات، بما في ذلك وضع العراقيل والعقبات في طريق الجهد الأمريكي المبذول لاستئناف المفاوضات. إن إلتزام الولايات المتحدة الأمريكية بهذه الأطر والمرجعيات يضمن لها الحفاظ على دورها كراعٍ نزيه لعملية السلام، ويساعدها على إنجاح جهود الرئيس ترامب الهادفة لحل الصراع الفلسطيني ـ الاسرائيلي.