التقى وزير الحرب الاسرائيلي أفيغدور ليبرمان مساء أمس رؤساء السلطات المحليّة الإسرائيليّة في المنطقة المُسّماة غلاف غزة، وبحسب موقع صحيفة “يديعوت أحرونوت” على الإنترنيت (YNET)، حضر اللقاء قائد المنطقة الجنوبية الجنرال آيال زمير وقائد الجبهة الداخليّة الجنرال تامير يدعي.
وتطرّق ليبرمان خلال اللقاء إلى التوتر حول قطاع غزة بعد تفجير النفق قائلًا إنّ الوضع لا يزال متوترًا، ونحن مستعدون لردّهم (الجهاد الإسلامي)، ولذلك جهوزية الجيش لا تزال على حالها، على حدّ تعبيره. كذلك أفادت القناة العاشرة في التلفزيون العبريّ أنّ ليبرمان تطرق أيضًا إلى المصالحة بين حركتي “فتح” و”حماس″، حيث قال: يبدو أنّ المحادثات تسير باتجاه سيّء، وفشل المحادثات من المتوقع أنْ يُشعل المنطقة.
على صلةٍ بما سلف، ذكر موقع “القناة 20″ في التلفزيون الإسرائيليّ أن ليبرمان شكّل فريق عمل لدراسة إمكانية التعويض ماليًا على مزارعي المستوطنات المتاخمة لقطاع غزة، وذلك على ضوء التوتر الأمنيّ حول حدود القطاع الذي أجبر المستوطنين على إيقاف أعمالهم في مناسبات كثيرة خلال الأسابيع الماضية.
وأضاف الموقع أنّ فريق العمل جال في الأيام الأخيرة على مستوطنات ما يُعرف بـ”غلاف غزة”، والتقى المزارعين واستمع إلى المشاكل التي يُعانون منها في ظل التوتر الأمني على طول الحدود.
ولفت الموقع إلى أنّ التوتر السائد منذ تفجير النفق في غزة تسبب بإقفال جزء من المناطق خشية من تنفيذ عمليةٍ انتقاميةٍ من قبل حركة “الجهاد الإسلامي”. ومنذ ذلك الحين، شدّدّت المصادر الأمنيّة في تل أبيب، لا تزال المنطقة مقفلة في بعض الأحيان، والتقديرات هي أنّ هذا التوتر تسبب بأضرار كبيرة لدى المزارعين، بحسب قولها.
وكانت مصادر سياسيّة رفيعة في تل أبيب قالت إنّ ردّ الفعل الإسرائيليّ المنضبط على المُصالحة الفلسطينيّة يرتبط بعدّة أسباب، واصفةً إيّاه بأنّه خارج عن القادة وليس مألوفًا.
وتابعت المصادر عينها قائلةً إنّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، ليس قادرًا على فعل أيّ شيءٍ ضدّ المصالحة بين فتح وحماس، سوى توجيه الانتقادات والتهم، والعيش على أملٍ بأنْ ينهار الاتفاق، الذي وقّع في القاهرة.
وشدّدّت المصادر على أنّ هناك ثلاثة أسباب تقف وراء ردّ الفعل الإسرائيليّ المنضبط: الأوّل، أنّ اتفاق المصالحة هو الطفل المُدلل للرئيس المصريّ، عبد الفتّاح السيسي، الذي يُقيم علاقات أمنيّة غيرُ مسبوقةٍ مع الدولة العبريّة.
أمّا السبب الثاني، بحسب المصادر الإسرائيليّة، فيتعلّق بإدارة الرئيس الأمريكيّ، دونالد ترامب، فالإدارة الأمريكيّة لم تنتقد الدور المصريّ في ترتيب المصالحة بين فتح وحماس، إنمّا منحتها التأييد العلنيّ، وتأكيدًا على ذلك، كان وصول المبعوث الأمريكيّ، جيسون غرينبلاط إلى كيبوتس ناحال عوز في الجنوب، على الحدود المصريّة وإطلاق تصريح بأنّ السلطة الفلسطينيّة يجب أنْ تعود للسيطرة على قطاع غزّة، وتنتزعها من حركة حماس.
وأشارت المصادر أيضًا إلى أنّ السبب الثالث يعود إلى تقديرات الأجهزة الأمنيّة الإسرائيليّة والتي تؤكّد على أنّ عودة السلطة الفلسطينيّة للحكم في قطاع غزّة تخدم المصالح الأمنيّة للدولة العبريّة، مُوضحةً في الوقت عينه أنّه في نهاية العدوان الإسرائيليّ على قطاع غزّة في صيف العام 2014 كانت هناك محاولةً دوليّةً لإعادة سيطرة قوّات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينيّة على المعابر بهدف تفريغ القطاع من الأسلحة، ولكن نتنياهو وعبّاس أفشلا المُبادرة، على حدّ زعم المصادر.