لجأ رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إلى "الخديعة" طمعا بـ "لقاء جماعي" مع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي.
هذا ما كشف عنه تقرير نشرته القناة الإسرائيلية العاشرة، على موقعها الإلكتروني، مساء الأربعاء.
وفي التفاصيل، يقول التقرير إن عدة دول أوروبية أبدت استهجانها ورفضها لدعوة للمشاركة في لقاء يجمع وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي برئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في 11 كانون الأول/ديسمبر المقبل في بروكسل.
وكاد الأمر أن يؤدي إلى إلغاء اللقاء لولا أن مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي، فيديريكا موغيريني، نجحت في صياغة "صفقة" سمحت للدول الأوروبية المعارضة بسحب تحفظها والموافقة على عقد اللقاء مع نتيناهو.
وتقضي هذه "الصفقة التوافقية" بأن يتم توجيه دعوة مماثلة لرئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، لعقد لقاء مماثل في بروكسل مع كافة وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، بعد أسابيع قليلة على اللقاء مع نتنياهو.
كما وتشمل "الصفقة" بالإضافة إلى دعوة عباس، على أن تتصدر القضية الفلسطينية رأس جدول أعمال اللقاء مع نتنياهو، وسط توقعات بأن يوجه وزراء الخارجية الأوروبيون إلى نتنياهو "أسئلة صعبة" حول سياسة إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
تقرير "القناة العاشرة" نقل عن مسؤول كبير في الاتحاد الاوروبي قوله إن "نتنياهو حقق هدفه بتنظم اللقاء، لكن عليه أن يواجه أسئلة وزراء الخارجية الصعبة المتعلقة بسياسة إسرائيل".
"خديعة بالتعاون مع وزير خارجية ليتوانيا"
ويوضّح التقرير الإسرائيلي أن "فيديريكا موغيريني ومجموعة من وزراء الخارجية الأوروبيين تفاجئوا قبل عشرة أيام عندما سمعوا نتنياهو وهو يعلن في جلسة لكتلة "الليكود" البرلمانية أنه سيلتقي قريبا وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي".
وبعد الفحص، يتابع التقرير، تبين أن نتنياهو قام بتمرير "خديعة" دبلوماسية بالتعاون مع زير خارجية ليتوانيا، بحيث يقوم الأخير بترتيب "إفطار غير رسمي" مع وزراء الخارجية الأوروبيين قبل اجتماعهم الشهري المرتقب في بروكسل في 11 من كانون الأول/ديسمبر القادم.
ونقل التقرير عن مسؤولين في الاتحاد الأوروبي قولهم إن "خديعة نتنياهو أثارت الغضب في مكاتب وزارات الخارجية للعديد من الدول الأوروبية، وكذلك غضب فيديريكا موغيريني".
وفي الجلسة التي عقدت الأسبوع الماضي في بروكسل، عبر ممثلو غالبية البلدان الأوروبية، بما في ذلك ألمانيا وفرنسا، عن تحفظاتهم حيال زيارة نتنياهو، وحقيقة أنه على خلاف المتبع والأصول البروتوكولية، فإن رئيس الحكومة الاسرائيلية، يكون عمليا "قد دعا نفسه بنفسه" لهذه الزيارة.
"هنا الاتحاد الأوروبي وليس الكونغرس الأميركي"
ويقول دبلوماسيون أوروبيون إن المعارضة التي اصطدمت بها هذه الخطوة التي أقدم عليها نتنياهو "قد وضعت الزيارة في خطر الإلغاء في مرحلة ما"، وأن "المزاج العام الذي هيمن في بروكسل، الأسبوع الماضي، كان على الشكل التالي: هنا الاتحاد الأوروبي، وليس الكونغرس الأميركي حتى يقوم نتنياهو بدعوة نفسه إليه".
وأشار مسؤولون في الاتحاد الأوروبي، بحسب التقرير الإسرائيلي، إلى أن موغيريني وبعد أن "درست كيفية التصرف مع هذه الحالة، فضلت أخيرا تجنب المواجهة مع نتنياهو والصدام الدبلوماسي مع إسرائيل".