نشرت مجلة "تيك بيت" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن المهن التي سيشغلها الإنسان بعد أن تسيطر الآلات على سوق الشغل الحالي.
وعموما، ستخلق التطورات التقنية فرص عمل جديدة، من بينها وظيفة المسؤول عن التقييم الأخلاقي في المؤسسات، والمرافق الشخصي، والمدرب الشخصي وأخصائي التغذية، والتقني المساعد للذكاء الاصطناعي.
وقالت المجلة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه "ليس من الغريب أن نتساءل عن المهن التي سيشغلها الإنسان في المستقبل، وما إذا كان الناس سيتوقفون عن العمل في يوم ما إذ أن تدمير التكنولوجيا للعديد من الوظائف لم يعد مجرد خيال، خاصة وأن تعويض اليد العاملة بالروبوت يقلص النفقات ويرفع الإنتاجية".
وقد تزامنت هذه التوقعات مع حديث عن أجر أدنى مضمون لكل سكان العالم، أو فرض ضرائب على الروبوتات. وبينما من الممكن أن يشجع هذا الأمر على الكسل الاجتماعي ويضع عراقيل أمام الابتكار والتطوير، إلا أن هناك العديد من الحلول الأخرى ليكون تأثير الروبوت على سوق العمل محدودا، ويتقلص عدد من سيفقدون وظائفهم مستقبلا.
وأكدت المجلة أن العديد من الوظائف ستختفي في المستقبل، والبعض منها اختفى فعليا بسبب الاعتماد على الروبوت. في المقابل، يمكن للتطور التقني خلق فرص عمل تماما مثلما قضى على عدة وظائف. وقد أصدرت مؤسسة "كوغنيزانت" للاستشارات تقريرا توقعت فيه ظهور 21 مليون وظيفة بفضل الثورة التقنية مع وصف مفصل لما ستكون عليه.
ونبهت المجلة إلى أن هذه المهن الجديدة قد تبدو غريبة لدى البعض، ولكنها ليست بالضرورة سيئة أو سلبية، والأهم من ذلك هو أنها ليست كلها مركزة على القطاع التقني كما قد يتخيل البعض.
وذكرت المجلة بعض هذه المهن التي ستظهر بفضل تطور التكنولوجيا، ومن بينها وظيفة مدير الشؤون الأخلاقية، الذي سيتخذ القرارات في الشركة بناء على المعايير الأخلاقية عوضا عن الأرباح المالية. وتتمثل مهمته في التأكد من احترام القيم والمبادئ التي ينادي بها مالكو الشركة والموظفون.
أما وظيفة المحاور أو المرافق الشخصي، فستكون مطلوبة في المستقبل في ظل ارتفاع معدلات أمل الحياة عند الولادة بفضل تطور الرعاية الصحية، حيث سيحتاج المزيد من كبار السن لموظفين يرافقونهم ويعتنون بهم ويتحدثون معهم.
وذكرت المجلة وظيفة مسؤول تطوير الذكاء الاصطناعي، إذ تتمثل في تطوير الابتكارات التقنية، والتأكد من أن الذكاء الاصطناعي لا يتم بيعه دون قيد أو شرط. بالإضافة إلى ذلك، نذكر المدرب الشخصي أو أخصائي التغذية، وهي وظيفة سيزداد الطلب عليها مع انتشار السمنة وتزايد خطرها على المجتمع، ولذلك فإن دور هؤلاء سيتمثل في تشجيع المرضى على مراقبة نظامهم الغذائي وممارسة الرياضة بانتظام من أجل التمتع بحياة صحية أفضل.
وأوردت المجلة وظيفة المنسق بين الآلة والإنسان، بما أن المستقبل سيشهد اضطرار الناس للعمل جنبا إلى جنب مع الروبوت. وعموما، سيمكن المزج بين التقنية والعنصر البشري على الأرجح من تحقيق أفضل نتيجة ممكنة، ولكن سيتطلب الأمر خبراء لتحقيق التناسق بين الطرفين وضمان التعاون المثمر.
أما عن الوظائف التي ستظهر خلال عشر سنوات، فقد أوردت الصحيفة وظيفة مساعد التسوق الإلكتروني، الذي سيساعد الناس على تفحص المعروضات واختيار احتياجاتهم والقيام بعملية الشراء عبر الإنترنت. بالإضافة إلى وسيط بيع البيانات، حيث سيتمكن الناس في المستقبل من بيع بياناتهم الشخصية بعد أن كانت مواقع الإنترنت هي التي تجمع بياناتهم وتبيعها للشركات التجارية، وحينها سيكون الوسيط مسؤولا عن تقديم النصح والإرشاد للناس حتى يحصلوا على أفضل عرض ممكن.
وأوردت المجلة وظيفة حارس الذاكرة الشخصية، حيث أن الناس باتوا يعيشون لسنوات أطول بكثير من السابق، ولكن أذهانهم تعاني من الإجهاد والشيخوخة. ولذلك، تتلخص وظيفة حارس الذاكرة في خلق عوالم افتراضية ليحمل المرضى نحو ذكرياتهم القديمة، وسيكون أيضا مسؤولا عن تنظيم وتصنيف المعلومات التي سيحتاجها الناس لاحقا وحفظها مكتوبة.
وذكرت المجلة وظائف ستظهر خلال خمس سنوات فقط، منها محقق البيانات، الذي ستكون لديه قدرات خاصة تمكنه من فك الشيفرات، وفحص وتحليل البيانات لحل المشكلات المعقدة وتحقيق الاكتشافات الهامة. إلى جانب وظيفة تقني صحي مساعد للذكاء الاصطناعي، إذ ستتطور التكنولوجيا في المستقبل لدرجة أن الإنسان لن يكون في حاجة للذهاب بنفسه للطبيب، بل إن الذكاء الاصطناعي هو من سيذهب للمريض في بيته مصحوبا بهذا التقني المساعد، الذي لا يحتاج للحصول على تدريب طبي، بما أن برمجية كمبيوتر هي التي ستفحص المريض بمساعدة هذا التقني.