يواصل اليمين الحاكم في اسرائيل تنفيذ مخططاته الهادفة الى توسيع دائرة الجمهور المستهدف، لتسويق مواقفه الظلامية والعنصرية المتطرفة اتجاه الفلسطينيين وأرضهم، ولتحقيق ذلك توظف الحكومة الاسرائيلية وأركان الحركات الاستيطانية التوسعية، جميع امكانياتها لتعزيز ما يمكن وصفه بالعلاقة بين هذا الجمهور وما يطلقون عليه اسم (أرض اسرائيل). في السياق صادقت الحكومة الاسرائيلية على مبادرة تقدمت بها وزارة السياحة بشأن تخصيص 10 مليون شاقل لتحديد مسار جديد لما يسمى بـ (درب اسرائيل)، على أن يمر المسار الجديد في الاراضي العربية والفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية والجولان، وكانت وزارة السياحة في دولة الاحتلال قد تبنت هذه المبادرة بناء على مقترح تقدم به (يرون روزنتل) من قيادات المستوطنين في (غوش عتصيون)، وتشمل المبادرة تقديم شروحات تضليلية حول ما يصفونه بـ (العلاقات التاريخية بين اليهود ويهودا والسامرة)، وعديد الاماكن الفلسطينية الأثرية والدينية والتاريخية.
إن الوزارة اذ تدين بأشد العبارات هذه الخطوة التهويدية الخطيرة، فإنها تعتبرها تقع في إطار محاولات اليمين الحاكم في اسرائيل والمستوطنين لفرض السيادة الاسرائيلية والقانون الاسرائيلي على الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس، وتكريس الاحتلال والاستيطان بأشكال مختلفة، يصعب معه الحديث عن فرصة وجود دولة فلسطينية قابلة للحياة وذات سيادة، وينسجم مع سياسات اليمين المتطرف وأيديلوجيته الهادفة الى التعامل مع القضية الفلسطينية كقضية سكانية فقط، بعيداً عن أية حقوق وطنية وسياسية.
تُعبر الوزارة مجدداً عن بالغ استغرابها من حالة الصمت التي تسيطر على دوائر صنع القرار في عديد الدول الكبرى، ازاء التصعيد الاستيطاني التهويدي المتسارع وغير المسبوق، والذي بات يشمل الثقافة والرياضة وغيرها. ترى الوزارة أن تخلي المجتمع الدولي عن مسؤولياته اتجاه الحالة في فلسطين بلغ حد التواطؤ العلني والتساوق مع انتهاكات الاحتلال الجسيمة للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.