إمام مسجد الروضة يروي تفاصيل مذبحة العريش ..فما هي الصوفية التي استهدف مسجدها ؟

السبت 25 نوفمبر 2017 08:46 ص / بتوقيت القدس +2GMT
إمام مسجد الروضة يروي تفاصيل مذبحة العريش ..فما هي الصوفية التي استهدف مسجدها ؟



القاهرة / وكالات /

 عند انطلاق الأذان الثاني، اختفى خطيب وإمام مسجد الروضة في العريش، عن الأنظار جراء التفجيرات الإرهابية، لأكثر من 7 ساعات، إذ لم يُعثر عليه بين 235 قتيلاً و109 مصابين .

الشيخ محمد عبد الفتاح زريق، إمام وخطيب مسجد الروضة، ظهر في إحدى الفضائيات، ليروي شهادته حول الحادث الأليم قائلاً إنه عندما صعد إلى المنبر بعد الأذان الثاني سمع إطلاق النيران، وبعد ذلك حدثت حالة من الهرج والمرج في محاولة من المصلين للهروب من طلقات الرصاص، والبعض قفز من شباك المسجد.

وتابع زريق، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "كلام تاني" المذاع على فضائية "دريم" المصرية، مساء الجمعة، أن الإرهابيين قاموا بتفجير المسجد في البداية، وبعد ذلك قاموا بإطلاق النيران على كل المصلين خلال محاولتهم الهروب من داخله.

ولفت إلى أنه الآن في المستشفى يتلقى العلاج، معقباً: "لسه في المستشفى والأطباء بيشخصوا الحالة.. وربنا يستر".

وحسبما ذكرت وسائل إعلام مصرية، فقد توجّه الشيخ عبدالفتاح، الذي يبلغ من العمر 26 عاما إلى مسجد الروضة لإلقاء الخطبة، رغم وجود تحذيرات سابقة وصلت إليه بضرورة التوقف عن الصلاة في المكان، لكنه لم يكترث.

صدح صوت الأذان الأول، فخطى الخطيب نحو المنبر، وصعد إلى أعلى نقطة، انتظر الأذان الثاني إيذاناً ببدء خُطبته، فيما لم يمهله الإرهابيون وسقط على الأرض تحت زخ الرصاص، وشعر بألم في قدمه ليجدها مصابة بإحدى الشظايا.

لم ينتبه إليه أحد في بداية الأمر، فقد سادت حالة من الهرج داخل المسجد، هروب في كل الاتجاهات، وصوت إطلاق نيران يصم الآذان، ثم نقله الأهالي إلى منزل أحد أصدقائه القريب من المسجد.

وكشف عدد من أهالي قرية الروضة التابعة لمركز بئر العبد بشمال سيناء، تفاصيل الحادث الإرهابي الذي استهدف مسجد الروضة، مؤكدين أنه عقب انطلاق الأذان الثاني للصلاة، وقبيل بدء خطيب المسجد في إلقاء الخطبة، سمع المصلون صوت انفجار ضخم، بمحيط المسجد، أعقبه إطلاق رصاص بغزارة من قبل مسلحين اقتحموا المسجد وفتحوا نيرانهم صوب كل من بالمسجد، لمدة استمرت من 10 إلى 20 دقيقة.

وأرجع الأهالي سبب استهداف المسجد كونه خاصا بالجماعة الصوفية، الذين تكفرهم التنظيمات الإرهابية، وأن السبب الرئيسي وراء الحادث – بحسب الأهالي - هو تعاون الصوفيين مع رجال الأمن، ورصد تحركات التنظيمات الإرهابية.

كان تنظيم داعش استهدف أضرحة الطرق الصوفية عام 2013، إذ فجّر ضريح الشيخ سليم أبوجرير بقرية مزار، وضريح الشيخ حميد بمنطقة المغارة وسط سيناء. وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2016، أعلن التنظيم ذبح الشيخ سليمان أبوحراز، أكبر مشايخ الطرق الصوفية في سيناء، بدعوى "التكهن، وادعاء معرفة الغيب".

وأضاف شهود عيان، أن عبوة ناسفة انفجرت وأثناء خروج المصلين، تبعها إطلاق رصاص من كل جانب، على من حاول الفرار من الانفجار.

وأوضح شهود العيان أن نحو 6 مسلحين يستقلون سيارات دفع رباعي نفذوا الهجوم، ولاذوا بالفرار.

وأعلنت أجهزة الأمن بوزارة الداخلية رفع درجة الاستنفار الأمني في محافظات القناة المؤدية إلى شمال سيناء، وقال مصدر أمني إنه تم الدفع بمجموعات قتالية من ضباط العمليات الخاصة والأمن العام والمباحث الجنائية في شوارع وميادين مدن القناة المؤدية إلى محافظة شمال سيناء.

وأوضح المصدر أنه تجري منذ ارتكاب العمل الإرهابي عملية تفتيش دقيق للسيارات القادمة من مناطق رفح والشيخ زويد والعريش في اتجاه مدن القناة والتحقق من هويات القادمين منها.

وأشار المصدر الأمني إلى أن شوارع محافظات بورسعيد والإسماعيلية والسويس تشهد انتشارا مكثفا لرجال الأمن في محيط دور العبادة وعلى المنشآت الحيوية والهامة بتلك المحافظات.

فما هي الصوفية ؟

 أفادت الأنباء أن المسجد الذي تعرض للهجوم بمنطقة الروضة في سيناء تابع للطرق الصوفية، وبالتحديد الطريقة الجريرية، والتي يشن التنظيم المتشدد الذي يحمل اسم "ولاية سيناء" حملة عليها منذ فترة طويلة.

ففي 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2016 قام التنظيم بخطف أحد كبار مشايخ الطرق الصوفية وهو سليمان أبو حراز البالغ من العمر98 عاما وقتله.

يذكر أن عدة طرق صوفية تنشط في سيناء في مقدمتها الطريقة الجريرية، فما هي الصوفية؟

القرب من الله

يقول البعض أن كلمة صوفي مشتقة من كلمة صوف الذي كان يرتديه الصوفيون الأوائل، وربما لها علاقة بالنقاء، كما أن هناك من يرى أنه ربما تكون لها صلة بالكلمة اليونانية صوفيا وتعني الحكمة.

"دنيانا": الصوفية

وعلى مدار التاريخ ينظر إلى الصوفي على أنه الشخص المتدين الذي يتطلع لأن يكون قريبا من الله.
ومن أبرز الطرق الصوفية القادرية والرفاعية والأحمدية أو البدوية والدسوقية والنقشبندية والتيجانية والإدريسية والسنوسية والجعفرية وغيرها.

ليست طائفة
ويخطئ غير المسلمين باعتبار الصوفية طائفة إسلامية فهي بمعنى أدق تعتبر تجليا للإسلام، ويمكنك أن تجد الطرق الصوفية لدى السنة والشيعة وغيرهم من الجماعات المسلمة.

وقد وصف بن خلدون في القرن الرابع عشر الصوفية بأنها التفاني في عبادة الله والزهد في الثروة والمظاهر وغيرها من أوجه السعادة، واعتزال الآخرين لعبادة الله.

ويؤكد الصوفية على ضرورة تعلم المعرفة الإسلامية من المعلمين وليس الكتب، ويمكن تتبع أثر معلمي الطرق حتى محمد نبي الإسلام نفسه.

ويعنى الصوفية بالذكر فهم يذكرون أسماء الله ويقرؤون آيات القرآن سواء بشكل فردي أو في مجموعات (حلقات الذكر).
الحب

ولا تخلو مفرداتهم من كلمات الحب. فشعراء الصوفية كالحلاج والرومي ومن تلاهم تزخر أشعارهم بمفردات الحب والفراق واللوعة وانتظار ملاقاة الحبيب.

ونجد هذا التماهي واضحا لدى الحلاج في القرن الثالث الهجري بقوله "أنا من أهوى ومن أهوى أنا... نحن روحان سكنّا بدنا". بينما يصف الرومي، بعد ذلك بقرنين، التعبير الصوفي بانه "ليس حروفا وكلمات بل قلب أبيض كالثلج".

غير أن ذلك لا يعني أن الصوفية مجرد شعر وأحاسيس بل أن هناك من وضع أسسا فكريا لها كابن عربي حتى قيل إنه في العصور اللاحقة صيغت معالم الرؤية الصوفية بفكر ابن عربي وشعر الرومي.

وقد لعب الصوفيون دورا في رسم التاريخ والفكر الإسلامي فقد ساهموا كثيرا في الأدب الإسلامي وتجاوزت تأثيرات الرومي وعمر الخيام والغزالي بلاد المسلمين حيث اقتبس الفلاسفة والكتاب ورجال اللاهوت الغربيون كلماتهم.
كما لعبوا أيضا دورا كبيرا في نشر الإسلام في المناطق البعيدة وخاصة في افريقيا والهند والشرق الأقصى.