يديعوت: ظهور "ايزنكوت" في وسائل إعلام سعودية هو "غرس الإصبع في العين الفلسطينية

الجمعة 17 نوفمبر 2017 09:42 ص / بتوقيت القدس +2GMT
يديعوت: ظهور "ايزنكوت" في وسائل إعلام سعودية هو "غرس الإصبع في العين الفلسطينية



عرب 48

المقابلة النادرة والاستثنائية التي منحها رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، غادي آيزنكوت، لوسيلة إعلام سعودية لم تكن بادرة حسنة إسرائيلية، بحسب المحلل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، أليكس فيشمان، وإنما هي بادرة حسنة سعودية تعتبر جزءا من عملية متواصلة لإعداد الرأي العام في داخل السعودية لتحويل العلاقات السرية بين الدولتين إلى علنية.

يقول فيشمان إن إسرائيل لا يزال يراودها الحلم بالتحدث بشكل علني مع السعودية كجزء من ائتلاف إقليمي وحليف لواشنطن، في حين لا ترغب السعودية بأن يكون ذلك معلنا، ولكنها بادرت إلى خطوة صغيرة كان لها أصداء كبيرة، فرئيس أركان الجيش الإسرائيلي يتحدث مباشرة إلى الجمهور السعودي عن المصالح المشتركة للطرفين، بما في ذلك التعاون الأمني.

واعتبر أنه من غير الممكن أن يكون نص المقابلة بالصدفة، فقد تم التنسيق بين إسرائيل والسعودية على كل كلمة فيه. كما أن ظهور رئيس أركان الجيش في وسائل إعلام سعودية لا يعتبر بمثابة "غرس الإصبع في العين الفلسطينية، فحسب، وإنما أيضا تلويحا بالإصبع الوسطى لإيران وسورية وحزب الله"، على حد تعبيره.

ويرجح المحلل العسكري أن يكون هناك، من وراء المقابلة، تحرك ما في خطة السلام الأميركية للشرق الأوسط، والتي يعمل على "إنضاجها" منذ شهور كل من جيسون غرينبلات وجاريد كوشنر، مبعوثي الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إلى الشرق الأوسط. وسوف يتعين على ترامب، في آذار/مارس أن يقرر ما إذا كان سيتجه نحو هذه الخطة بقوة، أم سيتازل عنها بداعي أنه لا مجال لتطبيقها.

ولفت فيشمان إلى أنه حصل توافق بين إسرائيل والسعودية، قبل عدة شهور، وبوساطة أميركية، على سلسلة من الخطوات لبناء الثقة بين الطرفين. ورغم أنها لم تخرج إلى حيز التنفيذ إلا أن هناك ما يشير إلى حصول تقارب.

وأضاف أنه في الفترة الأخيرة نشرت تحليلات كثيرة في السعودية تعبر عن موقف السلطات السعودية، والذي مفادها "حتى لو كنا لا نحب إسرائيل، فإن ذلك لا يعني أنه لا يوجد لنا مصالح مشتركة معها".

واعتبر فيشمان هذا الموقف بمثابة إعداد للرأي العام السعودي، تماما مثل المقابلة التي أجراها رئيس أركان الجيش الإسرائيلي.

ويخلص إلى نتيجة أن الأميركيين في انتظار خطوة إسرائيلية جدية، ولكنها غير قادرة على تنفيذها بسبب التركيبة الائتلافية الحالية. وربما لهذا السبب، فإن قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ببذل جهود سياسية في اتفاق إسرائيلي – سعودية يتعلق بقرار رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، تغيير الائتلاف الحكومي أو التوجه نحو الانتخابات.