إسرائيل لن تعرقل المصالحة.. ما علاقة عودة المفقودين الإسرائيليين في غزة بذلك؟

الخميس 16 نوفمبر 2017 07:15 م / بتوقيت القدس +2GMT
إسرائيل لن تعرقل المصالحة.. ما علاقة عودة المفقودين الإسرائيليين في غزة بذلك؟



ترجمة الحدث

نشر موقع "دفار ريشون" العبري تحليلا يتضمن الكيفية التي يجب على إسرائيل من خلالها أن تحقق أهدافها ومصالحها من خلال المصالحة الفلسطينية، جاء فيه:

توصلت السلطة الفلسطينية وحماس في إلى حل قد ينظم العلاقة بينهما، والسماح لهم بالعمل معا، العديد من الثغرات في طريق المصالحة، وعلى الجانبين السلطة الفلسطينية وحماس  تجاوز  المصالح المتعارضة الكثيرة، فكل طرف منهم يرى نفسه بأنه المدافع عن  السيادة والسلطة في المجتمع الفلسطيني، وبالنسبة للمفاوضات بين الجانبين، وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه، هذان أمران مدعومان من قبل مصر والولايات المتحدة.

في عام 2014، عندما نجح الفلسطينيون في تشكيل حكومة وحدة وطنية، أدانت إسرائيل بشدة هذا الأمر ولم تعترف بحكومة الوحدة (ولكنها تعاونت معها نسبيا)، والحكومة القادمة مطالبة بالاعتراف بإسرائيل، ووقف النشاط "الإرهابي" والقبول ببدء مفاوضات السلام،  والاعتراف بشروط الرباعية،  وتأمل إسرائيل بأن جثث الجنود الإسرائيليين ستعود وكذلك المدنيين حين تمارس السلطة الفلسطينية سيطرة أمنية كاملة على غزة مع مواصلة العمل ضد البنية التحتية لحماس في الضفة الغربية، والضغط باتجاه أن يتم قطع العلاقة بين حماس وإيران، وأن يكون تدفق الأموال والمعدات إلى غزة فقط من  خلال السلطة الفلسطينية.

ويرى "ميرون بنفينيستي" أن إسرائيل عملت على مر السنين على تقسيم المجتمع الفلسطيني إلى خمس مجتمعات مختلفة (عرب إسرائيل، وقطاع غزة، والقدس الشرقية، والضفة الغربية، والشتات)، مما يضعف الفلسطينيين ويضطرون للتعامل بسهولة نسبيا مع مطالبهم. في مؤشر السياسة الخارجية الإسرائيلية لعام 2017 من معهد "ميتوين"، يبدو أن الجمهور الإسرائيلي يواصل دعم هذه الاستراتيجية ويؤيد 50 فى المائة من الجمهور استمرار الانقسام الفلسطيني الفلسطيني بينما يؤيد 24 فى المائة فقط اعادة التوحيد السياسي للضفة الغربية وقطاع غزة. ولكن هل الانقسام الفلسطيني جيد لإسرائيل؟ الجواب ليس بالضرورة نعم .. وإعادة الوحدة  السياسية له فوائد هامة بالنسبة لإسرائيل.

إن عملية المصالحة الفلسطينية الداخلية قد تؤدي إلى تغييرات في مواقف حماس وسلوكها. ولقد شهدنا بالفعل هذا العام كيفية محاولتها الإنضمام  لمنظمة التحرير الفلسطينية، والأمر يتعلق الآن في المنافسة على قيادة المنظمة، كما وضعت حماس وثيقة سياسية جديدة، ميثاق أكثر اعتدالا، فإذا تجدد الاتصال بين حماس والسلطة فإن ذلك سيساهم في أن تقبل حماس بمعطيات الأمر الواقع.

ومن المرجح أن تعزز عملية المصالحة بين الفلسطينيين  المركزية، وهذا له آثار واسعة النطاق على الفلسطينيين وعلى إسرائيل والعالم. حديث عباس أن  الفلسطينيين لنيقبلوا بنموذج حزب الله في لبنان، وأنه سيعمل على بناء "دولة واحدة وسيادة واحدة وقانون واحد وسلاح واحد" هو تعبير عن النظام السياسي  الذي تعترف فيه إسرائيل،  بالنسبة لاسرائيل والعالم فإنه من الأفضل التعامل مع طرف واحد يمثل الجميع.

إن عملية المصالحة قد تساهم في تحقيق السلام، وإذا أرادت إسرائيل بالفعل السلام فعليها أن تفاوض الجهة الشرعية المركزية التي تنتجها عملية المصالحة وأن لا تكون تعمل لطرف على حساب طرف، وكلما انضمت تيارات فلسطينية إلى مؤسسات السلطة فإن ذلك يسهل على إسرائيل المهمة باتجاه السلام، لذلك فإن إسرائيل يجب أن تحافظ على هذه الوحدة.

هناك خطر على إسرائيل أن يؤدي الصراع الفلسطيني الداخلي إلى جرها إلى اضطرابات عنيفة. وقد شهدنا أكثر من مرة كيف أصبحت دولة إسرائيل أداة في الصراعات الداخلية بين البلدان، وبين الفصائل المختلفة، وبين المجموعات والبلدان في المنطقة. لقد أصبح الكفاح ضد إسرائيل العملة التي تضفي الشرعية على المجموعات المختلفة.

هذه ليست سوى أمثلة قليلة تؤكد على الفوائد التي تعود على إسرائيل والتي يمكن أن تسفر عن عملية المصالحة الفلسطينية. وهناك أيضا تهديدات، ويجب عدم تجاهلها، وهناك أيضا احتمال معقول بأن الأطراف لن تنجح في بناء نموذج سياسي مشترك ومتفق عليه. ولكن على إسرائيل عدم عرقلة ذلك، يجب على إسرائيل أن تتصرف بحكمة لتحقيق الفوائد وتقليل التهديدات التي تنطوي عليها المصالحة، كما  ويجب على إسرائيل أن تتصرف بطريقة تجعل الاتفاق مفيدا لها.

وفي ضوء الإمكانات الإيجابية الكامنة في عملية المصالحة الفلسطينية الداخلية، ينبغي لإسرائيل أن ترحب بها وتساعد في تحقيقها.

وبالإضافة إلى ذلك، وبالنظر إلى الإحتمالات الإيجابية الكامنة في هذه الخطوة، ينبغي لإسرائيل ألا تتدخل. ، وأن تتجنب البيانات والمبادرات التي من شأنها أن تتعارض مع تقدمالمصالحة  وتجعل من الصعب تنفيذها، المصالحة  مهمة صعبة جدا، كما أن فرصها ليست عالية، ولا داعي لإضافة صعوبات إضافية.