أكد عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" موسى أبو مرزوق أنه لا خوف على سلاح المقاومة من المصالحة، وأن حركته قادرة على تأمينه، مشيرا إلى أن حوار حماس مع جماعة دحلان من أجل الوحدة يحمل أبعادا إنسانية واجتماعية.
ونفى ابو مرزوق في حوار مع عربي21"أن تكون حماس تنازلت عن مبادئها أو ثوابتها من أجل المصالحة، قائلا: "ذهبنا للمصالحة من أجل مصلحة شعبنا الفلسطيني ومواجهة الاستيطان الذي يسعى لابتلاع أراضي الضفة".
كما تناول أبو مرزوق في حواره العديد من القضايا المثارة، ورد على كثير من الاتهامات الموجهة لحركة حماس، واحتمالات أن تكون المصالحة فخا للمقاومة وغيرها من القضايا.
كيف تقرأ مستقبل المصالحة الحالي بين فتح وحماس؟
المصالحة قدرنا.. قدر الشعب الفلسطيني ولا بد أن تكون، في اعتقادي الظروف الحالية ظروف مناسبة جدا لإزالة كل الأسباب التي دعت إلى هذا الانقسام البغيض، وفي اعتقادي أيضا أنه إذا تحركت الأطراف كلها بمسؤولية وطنية، فإن الانقسام سيزول ولكن شرط ذلك ألا يكون هناك مجال لأي قوة خارجية للعبث بالساحة الفلسطينية؛ خاصة الأمريكان والإسرائيليين؛ لأن كلا الطرفين لا يرى في المصالحة أمرا يخدم خططه وبرامجه، وبالتالي علينا أن ننتبه لهذا الموضوع.
والقضية الثانية هي أنه يجب ألا نضع عراقيل؛ فالنقاط الخلافية واضحة عند الأطراف، فلا بد أن نتجنبها وأن نعالجها بروح المسؤولية الوطنية، وفي إطار جمعي حتى لا تكون في كليتها معيقة حقيقية في طريق الانقسام.
هل تم جر حماس لمربع أوسلو بهذه المصالحة؟
أوسلو ماتت منذ زمن بعيد.. أوسلو اتفاق انتهى ولم يعد الآن ما يطبق على الأرض له علاقة بأوسلو إطلاقا؛ وبالتالي حماس لم تجر إلى شيء قد مات، وقد يكون هذا السؤال متعلقا بدخول حماس للانتخابات على قاعدة أن هناك كيانا فلسطينيا أنشئ نتيجة اتفاقيات أوسلو، وأقول بأن حماس لم تدخل على برنامج أوسلو والجميع يعلم ذلك، ولكنها دخلت على برنامجها الخاص الذي تم توزيعه وقت الانتخابات، بفلسفة وبرنامج قدمته حماس للشعب الفلسطيني.
كثيرون يرون أن الخطر لازال يحوم حول سلاح المقاومة، لاسيما مع تصريحات مسؤولين من السلطة وفتح حوله.. فكيف ستواجهون ذلك؟
المقاومة حق للشعب الفلسطيني، وسيبقى امتلاك السلاح حقا للشعب الفلسطيني وحقا لكل فصائل المقاومة؛ ومن هنا نقول إن سلاح المقاومة لن يكون على جدول الأعمال فضلا عن أن يكون محل نقاش أساسا.
والقضية الثانية هي أننا سندافع أيضا عن حق الفصائل الفلسطينية المختلفة في امتلاك سلاحها والدفاع عن حقوق شعبنا، وأثبتت التجارب كلها أن هذا السلاح هو الذي يحفظ الحقوق وليس طاولة الحوار مع الأعداء؛ والدليل على ذلك انظر إلى الضفة الغربية التي يجب أن تكون سيطرت السلطة عليها منذ 1995 ماذا جرى فيها؟! لازالت فاقدة للسيادة والعدو يجتاحها ليل نهار، ولو كان هناك سلاح للمقاومة، لما تجرأ العدو على فعل ذلك، ونحن لازلنا في مرحلة تحرر، تقتضي أن يحتفظ المقاومون بسلاحهم؛ لأنه لا يمكن أن يكون مقاوم دون سلاح؛ وبالتالي سلاح المقاومة خط أحمر لا يجوز التعدي عليه.
هذا كلامكم أنتم.. ولكن الطرف الآخر طالما يصرح حتى أمس أن كل شيء قابل للتفاوض، وأنهم ضد تعدد السلاح في غزة؟
لا طبعا.. سلاح المقاومة ما توافقنا عليه في 2011 وما وقعناه أمر مختلف، وسنحافظ على سلاحنا وسلاح المقاومين بمختلف توجهاتهم، والمفاوضات لها طريق ولها آليات ولها أدوات، ولها أيضا ملفات وموضوعات متعلقة.
البعض يرى أنكم تنازلتم عن شعاراتكم بأن فلسطين من النهر إلى البحر؟
حماس لم تتنازل ومازالت تنادي بتحرير فلسطين كلها من النهر إلى البحر.. كل فلسطين وهذا حقنا؛ أما الكلام عن قبولنا بدولة فلسطينية كخطوة للتوافق الوطني وبإنشاء دولة فلسطينية في الضفة والقطاع والقدس عاصمة، مع عودة اللاجئين الفلسططينيين وطرد الاستيطان من الضفة، هذا هو ما وافقنا عليه كبرنامج مرحلي وإجماع فلسطيني.
حماس متهمة بالتخلي عن بعض مبادئها.. فأنتم واجهتم دحلان وبينكم دماء، ثم في يوم وليلة تنسقون معه.. كيف ذلك؟
هذا موضوع سياسي لا علاقة له بالمبادئ، فما هي المبادئ التي ناقضناها في تحاورنا مع دحلان، هذه سياسة لا علاقة لها بالمبادئ؛ بل بالعكس إن المبدأ هو أن نحافظ على وحدة الشعب الفلسطيني بكل فئاته، وأن الحوار مع جماعة دحلان والمنتمين لحركة فتح من جماعة دحلان والحديث معهم والسماح لهم بالأنشطة والتعامل معهم، يحقق تجميع الصف الوطني ولا يفرقه، وهذا هو المبدأ بالفعل.
على أي أساس تم الحوار بينكم، وما هي المواءمة؟
هي خدمة الشعب الفلسطيني، وأن كل ما تم هو خدمة شعبنا سواء كان في البرامج الاجتماعية أو في المصالحة المجتمعية وغيرها، فهذا هو المجال الذي فتح فيه المجال لجماعة دحلان لأن يعملوا وينشطوا في هذا المجال.
فتح أبواب غزة على مصراعيها ووجود العملاء؛ ألا يهدد ذلك كشف سلاح المقاومة بعد المصالحة؟
ما علاقة هذا بذاك، فغزة طوال الوقت مفتوحة للغزاويين وغير الغزاويين، ولكنها حوصرت خلال السنوات العشر الأخيرة من قبل الصهاينة، وما نراه ربما يكون عكس ما تتحدث عنه؛ إذ الخوف من قبل الصهاينة هو القائم من الغزاويين في مناطق الضفة، وهو ينعكس في تخوف إسرائيل من المصالحة بين غزة والضفة وليس العكس؛ فإسرائيل هي من تخاف من ذلك ونحن لا خوف لدينا مطلقا على سلاح المقاومة وحمايته.
هل محمود عباس ومواقفه داعمة للمصالحة أم إنها تعوقها؟
إطلاقا، فكل ما يجري في الوقت الحاضر من مصالحة، إنما هو بتعليمات من الرئيس محمود عباس وليس اجتهادا خارج إرادته.
اجتماع القاهرة يوم 21 من الشهر الجاري.. ما هو المرتقب منه؟
هذا اجتماع فصائلي وكل القضايا المطروحة على أجندة المصالحة ستكون مطروحة في هذا الاجتماع؛ سواء منظمة التحرير الفلسطينية أو المجلس التشريعي أو الاطار القيادي المؤقت أو المصالحة المجتمعية أو الحقوق والحريات، سيكون كل هذا مطروحا على مائدة المفاوضات.
ما الذي تخشونه من استمرار حالة الانقسام الفلسطيني؟
نحن نرى أن الاحتلال الإسرائيلي مستمر في مشاريعه الاستيطانية التوسعية بشكل مقلق للغاية؛حيث نرى يوميا إسرائيل تقتضم أراضي الضفة بشكل مريب، وتبني آلاف البنايات ويستولون على الأراضي ويمكنون للمستوطنينين، ولا بد من إيقاف هذا السرطان المسمى بالاستيطان وذلك حفاظا على الأراضي الفلسطينية؛ فنحن نخاف أن تبتلع الضفة بالكامل إذا بقي الوضع على حاله.