الميزان يدين استمرار الانتهاكات الموجهة ضد الصيادين الفلسطينيين

الأربعاء 08 نوفمبر 2017 02:08 م / بتوقيت القدس +2GMT



غزة / سما /

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي انتهاكاتها الجسيمة والمنظمة بحق المدنيين الفلسطينيين، ولا سيما الصيادين، في تجاوز لقواعد القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، ما يعرض حياتهم للخطر، ويحول دون تمكنهم من مزاولة أعمالهم بشكل يضمن لهم التمتع بمستوى معيشي ملائم.

وبحسب عمليات الرصد والتوثيق التي يواصلها مركز الميزان لحقوق الإنسان، فتحت الزوارق الحربية الإسرائيلية نيران أسلحتها الرشاشة، عند حوالي الساعة 13:00 من يوم الاثنين الموافق 6/11/2017، تجاه مراكب الصيادين الفلسطينيين التي تواجدت في عرض البحر غرب منطقة السودانية في محافظة شمال غزة، واعتقلت صيادين اثنين بعد اصابتهما، وصادرت مركبهما، لتفرج عنهما في وقت لاحق.

وفي هذا السياق أفاد الصياد محمد علي عثمان مقداد، (25عاماً)، وهو أحد الصيادين المعتقلين وشقيق الصياد الآخر، (...عند حوالي الساعة 11:40 من صباح يوم الاثنين الموافق 6/11/2017، وأثناء عملي أنا وأخي حسن علي عثمان مقداد (28) عاماً، على متن قاربنا مقابل منطقة السودانية وعلى بعد حوالي (4) أميال بحرية من الحدود البحرية الشمالية لغزة، حاصرنا طراد وزورق مطاطي يتبع لقوات الاحتلال الإسرائيلي، وطلب الجنود الإسرائيليون إطفاء محرك القارب، ولكني رفضت وقلت لهم أنني في المنطقة المسموحة فقام أحدهم بإطلاق عدد من الأعيرة النارية تجاهنا، فسقطنا على أرضية القارب، وشعرت أن ساقي اليسرى تؤلمني كثيراً وهناك دماء كانت تسيل منها، ثم أمرونا بأن نقف في مقدمة القارب وأن نقوم بخلع الملابس والنزول في المياه والصعود على متن الزورق المطاطي، وفعلاً امتثلنا لأوامرهم ونحن مصابين، وصعدنا على متن الزورق الإسرائيلي، وقام الجنود بعصب عيني وتقييد يدي أنا وأخي بواسطة مربط بلاستيكي ... وبعد ذلك بدأ الزورق المطاطي بالتحرك .. وبقي الزورق يتحرك في المياه لمدة ساعة تقريباً، وكنت أنا وأخي نتألم جراء الاصابة، ثم توقف الزورق وأنزلونا من على متنه، وحضر أحد الأشخاص وتكلم معي باللغة العربية وأخبرني بأنه سوف يحضر سيارة إسعاف وبعد حوالي (15) دقيقة، ... أعطاني أحدهم قرصاً مسكناً قال لي أن اسمه أكامول، ثم نقلوني بسيارة إسعاف وحدي إلى احدى المستشفيات، ... وهناك فكوا القيد والعصبة بناءً على طلب الطبيب، وتبين أن هناك كسر في قدمي اليسرى، ووضعوا لي (جبيرة) ثم أخبروني أن الإسعاف قادم لينقلني إلى معبر بيت حانون (إيرز)، في ذلك الوقت سألت الجنود عن أخي حسن فأخبروني أنهم أفرجوا عن حسن منذ حوالي ساعة، وعند حوالي الساعة 12:30 من فجر اليوم التالي الثلاثاء الموافق 7/11/2017، أوصلوني إلى المعبر وأفرجوا عني، ونقلت إلى مستشفى الشفاء بغزة وعرفت أن أخي كان قد أصيب بأعيرة مطاطية).

هذا وقتلت قوات الاحتلال منذ بداية العام الحالي 2017 وحتى الآن صيادين اثنين (2)، وأصابت (12)، واعتقلت (30) صياداً، كما استولت على (11) قارب صيد، كما أطلقت النار تجاه الصيادين (158) مرة.

مركز الميزان لحقوق الإنسان يجدد استنكاره الشديد للانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة بحق الصيادين الفلسطينيين في عرض البحر، ويشدد على أن السياق العام لتعامل قوات الاحتلال مع الصيادين يثبت أن ما تقوم به يعبر عن سياسة منظمة تهدف إلى منع الصيادين من مزاولة أعمالهم، وتعمد إهانتهم وإذلالهم وتكبدهم الخسائر المادية.

ويعيد مركز الميزان التأكيد على حق الصيادين في ممارسة أعمالهم بحرّية في بحر غزة، كحق أصيل من حقوق الإنسان، وأن قوات الاحتلال ترتكب انتهاكات منظمة لقواعد القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان باستهدافها المتكرر للصيادين.

وعليه فإن الميزان يجدد مطالبته المجتمع الدولي ولاسيما الدول الأطراف الموقعة على اتفاقية جنيف الرابعة بالقيام بواجبها الأخلاقي والقانوني والقيام بخطوات عملية لحماية الصيادين الفلسطينيين، وإلزام قوات الاحتلال باحترام مبادئ القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان.