أكد مركز أسرى فلسطين للدارسات بان قائمة شهداء الحركة الأسيرة فى سجون الاحتلال ترتفع تباعاً نتيجة سياسة القتل التى تنتهجها سلطات الاحتلال بحق الاسرى، حيث رصد في تقرير له ارتقاء ستة شهداء خلال عامين على انتفاضة القدس.
وأوضح الناطق الإعلامي للمركز الباحث "رياض الأشقر" بان شهداء الحركة الأسيرة الستة ارتقوا جميعهم بسبب سياسة الاهمال الطبي بحقهم والتى دت الى وفاتهم سواء من أصيب بالرصاص حين الاعتقال أو من ارتقى فى السجن نتيجة الامراض الخطيرة التى عانى منها دون تقديم علاج مناسب او رعاية طبية حقيقية له .
وأضاف "الأشقر" بان من بين الشهداء الستة أول شهيدة للحركة الأسيرة وهى الشهيدة الطفلة " فاطمة جبرين عايد طقاطقة" (16 عاما) من بيت لحم، والتى استشهدت متأثره بجراحها التي اصيبت بها بعد اطلاق قوات الاحتلال النار عليها على مفرق "عتصيون" ، بادعاء محاولة تنفيذ عملية دهس لمجموعة من المستوطنين، حيث نقلت الى مستشفى "شعاري تصيدق"، وقد مدد الاحتلال اعتقالها عدة مرات غيابياً لعدم قدرتها على حضور جلسة المحاكمة بسبب وضعها الصحي الخطير، وقد استشهدت بعد شهرين من اصابتها .
وأشار "الأشقر" الى ان الشهداء الخمسة الاخرين هم الشهيد الأسير "فادي علي دربي (30 عاما) من جنين نتيجة الاهمال الطبي، وكان يقضى حكماً بالسجن لمدة 14 عاما، أمضى منها 10 سنوات ، عانى خلالها من اوضاع صحية سيئة، واوجاع في البطن، وقد اهملت ادارة السجون علاجه إلى تراجعت صحته بشكل خطير، ونقل إلى مستشفى 'سوروكا' بشكل طارئ حيث اصيب بنزيف في الدماغ ومكث عدة ايام في العناية المركزة قبل ان يرتقى شهيداً بتاريخ 15/10/2015 .
وكذلك الشهيد " ياسر ذياب حمدونى" من جنين " أمضى 13 عاماً خلف القضبان من حكمه المؤبد، و كان يعانى من مشاكل في القلب وفى اواخر العام 2015 وبعد سنوات من المعاناة اجرى الاحتلال له عملية قسطرة في مستشفى "العفولة" الإسرائيلي، دون ان يركب له دعامات للقلب لفتح الشرايين المغلقة لديه ، ولم تتم متابعة حالته او اجراء فحوصات جديده له ، إلى ان اصيب في سجن ريمون بجلطة قلبية حادة وتم نقله بشكل عاجل إلى مستشفى "سوروكا، حيث ارتقى شهيداً .
بينما ارتقى شهيد أخر يحمل لجنسية السورية وهو الشهيد " أسعد فارس الولي" 67 عام، والذى ارتقى بعد اسبوعين على اعتقاله ، بعد ان رفض ان يدفع غرامه للاحتلال استنكاراً لوجوده وعم اعتراف بشرعيته، وكان يعانى من العديد من الامراض نتيجة كبر سنه، وقد تراجعت صحته الى حد كبير ولم تقدم له سلطات الاحتلال أي رعاية او علاج الامر الذى أدى الى استشهاده .
كذلك ارتقى الأسير الجريح " رائد أسعد الصالحي (21 عاما) من مخيم الدهيشة جنوب بيت لحم، في مستشفى هداسا عين كارم متأثرا بجروحه التي اصيب بها نتيجة اطلاق قوات الاحتلال النار عليه خلال اقتحامها لمخيم الدهيشة واصابته فى الكبد والفخذ ونقل بحالة حرجة الى قسم العناية المكثفة بمستشفى هداسا للعلاج ، وأجريت له اكثر من عملية جراحية ولم تتحسن حالته وقد مدد الاحتلال اعتقاله عدة مرات غيابياً حتى أعلن عن استشهاده بعد شهر من اصابته.
وفى مشهد مشابه ارتقى الشهيد " محمد عامر الجلاد" 24 عام من طولكرم في مستشفى بلنسون الإسرائيلي متأثرا بجراحه التي اصيب منذ شهرين، نتيجة اهمال طبى بعد اطلاق النار عليه واصابته بجراح خطيرة بحجة محاولته تنفيذ عملية طعن على حاجز حوارة جنوب مدينة نابلس .
وحمًل مركز أسرى فلسطين سلطات الاحتلال المسئولية الكاملة عن استشهاد الأسرى الستة نتيجة الإهمال الطبي واطلاق النار المباشر وعدم تقديم رعاية طبية حقيقية لهم، مؤكداً بان الباب لا يزال مفتوحا لارتقاء شهداء جدد في سجون الاحتلال نتيجة وجود العشرات من الاسرى المصابين بأمراض خطيرة دون تلقى علاج مناسب لحالتهم المرضية، وكذلك استمرار الاحتلال في سياسة الاعدام المباشر لأبناء شعبنا بإطلاق النار عليهم من مسافات قريبة .