أكد المجلس الثوري لحركة فتح في ختام دورته الثانية، على أهمية استعادة الوحدة الوطنية، وإنجاح الحوارات القادمه بالقاهرة.
وأشاد المجلس، خلال دورته التي عقدت بمقر الرئاسة برام الله، بين الخامس والسابع من الشهر الجاري، بعنوان: دورة القادة الشهداء ربيح الخندقجي، ومحمد الرازم " فتحي البحرية" الوحدة الوطنية طريق انتصارنا بالقدس"، برباط وصمود وانتصار أهلنا بالقدس مسلمين، ومسيحين الذين انتصروا بجباههم العارية تصلي على البلاط في مواجهة قوة الاحتلال، واجراءاته بتدنيس، واجتياح الأقصى المبارك.
كما أشاد بالخطاب الهام للرئيس محمود عباس أمام الجمعية العامه للأمم المتحدة، باعتباره يمثل معاناة، وآمال، وطموحات شعبنا، بإنهاء الاحتلال، وتجسيد الاستقلال، والسيادة، واعتباره برنامج عمل للمرحلة القادمة.
وفيما يلي نص البيان الختامي الصادر عن المجلس الثوري:
بعد الترحم على الشهداء، والتحقق من النصاب، صادق المجلس على اقتراح اللجنة المركزية بإضافة الأخ نبيل أبو ردينه لعضويتها، كما تمنى الشفاء العاجل للأخ/ صائب عريقات والعودة قريبا سليما معافى.
افتتح أمين السر أعمال الدورة، منوها إلى أهمية انتظام أعمال المجلس، ولجانه، مؤكدا أهمية المرحلة السياسية التي نمر بها، بعد انتصار أهلنا بالقدس، وإطلاق عملية استعادة وحدتنا الوطنية، بوقت تشتد فيه سياسات الاحتلال، باستشراء استعماره الاستيطاني، وتنكره لكل الجهود السياسية.
وألقى الرئيس كلمة سياسية شاملة، استعرض فيها بعمق آخر المستجدات، مؤكدا خيارنا الاستراتيجي بإتمام الوحدة الوطنية، وأننا سنبذل كل ما بوسعنا لتحقيق ذلك، ورفع المعاناة عن شعبنا، وثمن الدور الحيوي لمصر الشقيقة بإنجاز الوحدة، واستعرض مراحل ومساعي "فتح"، والتزامها منذ البداية بإنهاء هذه الصفحة السوداء بتاريخ شعبنا، وتعاونها مع كل الوساطات، وإعادة التأكيد على مفصلية إنهاء مراحل استعادة الوحدة السياسية، والجغرافية لإعادة الزخم، والحيوية لمشروعنا الوطني، لأن الانقسام يعني بوضوح استحالة إقامة دولتنا المستقلة، وفقط بالوحدة نستطيع تحقيق أهداف شعبنا بإنهاء الاحتلال، وتجسيد الاستقلال الوطني.
وأكد الرئيس أن فتح ستذهب للقاءات القاهرة بأقصى درجات الإيجابية، والتعاون لتمكين فعلي لعمل الحكومة بغزة كما هو الحال بالضفة، لتكون هناك سلطة واحدة، وقانون واحد، وإدارة واحدة، وسلاح واحد، وبكل تأكيد برنامج سياسي، يستند لبرنامج منظمة التحرير الفلسطينية .
وأكد الرئيس كذلك بأن مسار الوحدة يتطلب بعض الوقت لإتمامه، ولكننا نعرف بالضبط بدايته ونهايته، ولا يمكن القبول بأي تدخلات خارجية بعيد عن الوساطة المصرية، والدور الأردني الايجابي والأخوي بالتعاطي مع قضيتنا، وإننا نرحب بكل دعم وإسناد من خلال الحكومة، لتمكينها من مواجهة احتياجات شعبنا بغزة.
وتوقف الأخ الرئيس مطولا حول القدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين، وانتصار أهلها بجباههم تصلي لله على أرضها بمواجهة ظلم، وتعسف الاحتلال، ووجه تحية فلسطين وتحية فتح لكل مواطني المدينة المقدسة بمسلميها، ومسيحيها، التي انتصرت وأفشلت إجراءات قوة الاحتلال في بوابات، وباحات الأقصى المبارك .
واستعرض الأخ الرئيس خطورة "وعد بلفور" منذ صدوره، حتى اليوم على شعبنا، وإمعان بريطانيا بالتنكر للحقوق السياسية لشعبنا بوطنه، وأهمية تجديد المطالبة بالاعتذار عن هذا الظلم التاريخي المجحف بحق شعبنا، وضرورة أن تتخذ الحكومة البريطانية اجراءات بهذا الصدد كالاعتراف بدولة فلسطين، والتراجع عما يسمى باحتفالاتها بإعلان "وعد بلفور"، بل قرار بلفور.
وأكد الرئيس كذلك أهمية أن يتابع مجلس حقوق الإنسان عمله، والتزامه بالمحافظة على البند السابع بأجندته، والمتعلق بنا، وبإجراءات قوة الاحتلال ضد أرضنا، وحقوقنا، منوها إلى أهمية نشر القائمة السوداء المتضمنة للشركات الإسرائيلية، والدولية العاملة بالمستعمرات الإسرائيلية بمخالفة صريحة لأحكام القانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني.
وأكد الرئيس استمرارنا بمطالبة دول العالم بالاعتراف بدولة فلسطين تنفيذاً للقرارات الدولية ذات الصلة، مؤكداً أن الدول التي تعترف بإسرائيل عليها مساءلتها عن حدودها، وضرورة ترسيم تلك الحدود، انسجاما مع القانون الدولي.
وأكد الرئيس مجدداً بأن انتظام دفع مستحقات الشهداء والأسرى سيستمر باعتبار ذلك واجبا وطنيا، واخلاقيا، وسياسيا، وإنسانيا، وأننا نفعل ذلك منذ انطلاقة الثورة .
كما أكد وبشكل قاطع رفضنا لما يسمى يهودية دولة اسرائيل، في محاولة لشطب قضية اللاجئين من الأجندة، وفي محاولة عنصرية مكشوفة ستستهدف أهلنا في الداخل.
وختم الأخ رئيس الحركة كلمته الجامعة بالتأكيد على ثوابتنا الوطنية، وتمسكنا بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا وحيدا للكل الفلسطيني، وسعينا لعقد جلسة للمجلس الوطني وتفعيل أطرها ومؤسساتها لخدمة شعبنا بالوطن، وزيادة الاهتمام والرعاية لشعبنا الصامد بالشتات، والمنافي القريبة والبعيدة.
وقدم بعد ذلك أمين سر المجلس الثوري تقريرا تفصيليا عن عمل المجلس، ولجانه بين الدورتين، وتبع ذلك تقارير المفوضيات التي قدمها الأخوة أعضاء اللجنة المركزية حيث قدموا تفصيل الوضع العام للحركة في مجالات عملها كافة، وخاصة العمل التنظيمي، والعلاقات الوطنية، والإعلام، والعلاقات الدولية، والعلاقات العربية، والصين الشعبية، والمنظمات الشعبية، إضافة للاستماع لتقرير اللجنة الخاصة بتعديل النظام الداخلي للحركة.
وشارك أعضاء المجلس بنقاش تفصيلي للموضوع السياسي، والوضع التنظيمي على ضوء التقارير المقدمة، وأهمية المرحلة التي يمر بها شعبنا، وركز النقاش على موقف جماعي يؤكد أن الوحدة الوطنية هي برنامج مبدئي ثابت لـ"فتح"، عملت ولا زالت على إنجازه لتمكين شعبنا من تحقيق استقلاله وسيادته؛ وبالتالي ستتوجه الحركة نحو اللقاءات القادمة بالقاهرة مصممة كما هي الحال بالضفة الغربية، والوصول لسلطة واحدة بقانون واحد، ضمن برنامج سياسي يلبي حقوق شعبنا، من خلال أطر، وقرارات، والتزامات منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد.
كما أجمع المجلس على مركزية القدس بمشروعنا الوطني فهي عاصمة دولتنا، وجزء لا يتجزأ من أرضنا المحتلة، ونعمل كل ما بوسعنا لدعم صمود ورباط أهلها، وتوجيه التحية والاجلال لأهلنا الذين انتصروا بجباههم تصلي على أرضها المقدسة في مواجهة الاحتلال، وقمعه، واستعماره الاستيطاني.
كما أكد المجلس على تمسكنا بمنظمة التحرير ممثلنا الشرعي، والوحيد، وأهمية انعقاد مجلسنا الوطني، وتفعيل دوائرها، ومؤسساتها، والاهتمام بجموع شعبنا في الوطن، والشتات، والاهتمام باحتياجاته وتنظيمه.
وتوجه المجلس بالتقدير والعرفان لمواقف الأشقاء بجمهورية مصر العربية، والمملكة الأردنية الهاشمية، والمملكة العربية السعودية، وباقي الأخوة الأشقاء، والأصدقاء على مواقفهم المبدئية الدائمة بنصرة شعبنا.
وأكد المجلس التزامنا بالمقاومة الشعبية برنامجا تنخرط به الحركة بكل أطرها في مواجهة قوة الاحتلال، وإجراءاته، واستعماره، والتركيز على المناطق المهددة بالمصادرة والجدار والقدس.
وجدد المجلس إدانته الشديدة للإجراءات الإسرائيلية المعطلة لعمل الصندوق القومي الفلسطيني، واتهامه بالإرهاب، ودعوة كل دول العالم لرفض هذا الإجراء، لأنه يستهدف منظمة التحرير الفلسطينية، المعترف بها دوليا، ممثلا شرعيا للشعب الفلسطيني.
وأكد المجلس أهمية الاهتمام بحالة شعبنا في سوريا، وتقديم العون والرعاية لهم بالشتات، وتأمين العيش الكريم لجموع اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات الدول المضيفة، وبشكل خاص سوريا، على قاعدة حقوقهم المدنية، والاجتماعية، والإنسانية، ورفض كل محاولات التوطين والتهجير.
كما أكد على أهمية استمرار وكالة غوث وتشغيل اللاجئين(الأونروا) بعملها، وبرامجها، والتزاماتها، ومواجهة التوجه الإسرائيلي لإنهاء دورها، مؤكدا أن الحركة تولي احتياجات شعبنا اليومية اهتماماً كبيراً، خاصة الفئات الفقيرة، والمهمشة، ويؤكد على حقهم بالاندماج الكامل في المجتمع، وتوفير سبل الحياة الكريمة لهم.
وحيا المجلس أهلنا في بداية موسم الزيتون، وأكد على حقهم في الحماية من ارهاب المستوطنين، وجيش الاحتلال، وينظر المجلس باهتمام كبير لحقوق وملف أبناء شعبنا من بيع، وتأجير طويل الأمد، لأراضي الكنيسة الأرثوذكسية، باعتبارها أرضا وطنية فلسطينية، ويقرر متابعة الموضوع عن كثب.
ويعيد المجلس تأكيده على الدور الريادي للمرأة الفلسطينية في ساحات النضال كافة، سياسيا، وتنظيميا، وميدانيا، واجتماعيا، ويقدر عاليا دورها.
كما يؤكد دور الشبيبة الفتحاوية في مقدمة الصفوف نصرة للأسرى، ودفاعاً عن القدس وفي كل ميادين العمل النقابي، والنضالي، ويولي المجلس قطاع الشباب أولوية خاصة، حيث ان شعبنا فتي، وشاب، ومبدع، والحركة في صلب تنظيمه، ورعايته.
ويتوجه المجلس بتحية تقدير وإكبار لعائلات الشهداء، ولأسرانا البواسل، وعائلاتهم، وإلى الجرحى، والمبعدين، ويؤكد اعتزاز فتح بمناضليها، وذويهم، وتجدد لهم العهد والقسم لاستمرار النضال حتى تحقيق الحرية والاستقلال لشعبنا.
ويوجه المجلس تحية إكبار لأهلنا بغزة على صمودهم وثباتهم رغم الظلم والعدوان والحصار وتمسكهم بوحدة الشعب والوطن، ويؤكد ان تخفيف المعاناة عنهم يبقى على رأس أولوياتنا، وتبقى غزة بأهلها بجوهر الوطن والقضية والدولة الفلسطينية المستقلة.