ندوة حول الديمقراطية التوافقية كأداة للمصالحة

السبت 07 أكتوبر 2017 12:18 م / بتوقيت القدس +2GMT



بيت ساحور / سما /

نظمت مؤسسة ملتقى الطلبة بالشراكة مع المركز الفلسطيني للدراسات وحوار الحضارات في بيت ساحور ندوه حول الديمقراطية التوافقية كأداة للمصالحة حضرها عدد من الاكاديميين والمفكرين والناشطين في المجتمع المدني. وقد هدفت الندوة الى أثارت الحوار المجتمعي حول الافاق المحتملة للمصالحة لا سيما بعد الجهود الاخيرة في إنهاء الانقسام واجتماع الحكومة الفلسطينية مؤخراً في غزة. في هذا الاطار فقد ناقش المتحاورون هذه الجهود والمبادرات التي تقوم على أتفاق القاهرة والذي يعتبر الاساس الذي تبنى علية آفاق التسوية والمصالحة.

وقد استعرض الدكتور رمزي عودة نظرية الديمقراطية التوافقية كأداة مهمة للمصالحة واتمامها وتمتينها بالشكل الذي يجعلها قابلة للحياة وقادرة أن تعيد الحياة السياسية الى ما كانت عليه قبل عام 2007. حيث أوضح عودة بأن أي اتفاق للمصالحة بين فتح وحماس لن يكتب له الاستمرارية والبقاء في حال استمرت عناصر انعدام وضعف قيم الديمقراطية التوافقية في النظام السياسي، واهم هذه العناصر التي يجب احتوائها في النظام السياسي من أجل تعزيز الحياة الديمقراطية في المجتمع الفلسطيني وانهاء الانقسام هي تشكيل حكومة وحدة وطنية لا تتكون فقط من فتح وحماس، وانما يجب أن تشمل كافة أطياف اللون السياسي الفلسطيني بشرط الا يستحوذ أي حزب على أغلبية مقاعد الحكومة، تقوم هذه الحكومة بقيادة عملية المصالحة وتعزيز استقرارها واجراء التعديلات والاصلاحات الدستورية اللازمة لإتمام المصالحة، أما العنصر الاخر من عناصر التوافقية فهو تغيير النظام الانتخابي من النظام المختلط الى النظام النسبي بالشكل الذي سيضمن تمثيل كافة الاحزاب الصغيرة والاقليات والفئات المهمشة في المجلس التشريعي القادم. كما طالب عودة بتبني نمط الادارة اللامركزية في الحكم المحلي من أجل تعزيز مبادئ التوافقية في أي اتفاق مصالحة.

من جانبه اشار الدكتور وليد الشوملي الى أهمية ونجاح النموذج التوافقي في بعض الدول الغربية والعربية كما هو الحال في لبنان واعتبر أن النموذج التوافقي يصلح للتطبيق على الحالة الفلسطينية بسبب وجود الانقسامات الايدلوجية الحادة في الشارع الفلسطيني، وقد نوه الاستاذ أحمد الأشقر والدكتور ياسر عبيد الله في مداخلتهما لصعوبة تطبيق الديمقراطية بشكل عام والتوافقية بشكل خاص في حال انعدام السيادة الوطنية في الدولة كما هو الحال عليه في فلسطين المحتلة. من جانبه اشترط كل من الدكتور عبد الله أبو عيد والاستاذ عزيز العصا في مداخلتهما وجود نوع من العدالة في توزيع الثروة كشرط أساسي لإنجاح التجربة الديمقراطية. وفي ختام النقاش فقد اتفق المتحاورون على أهمية طرح مفهوم الديمقراطية كثقافة يبنى عليها المواطن الفلسطيني بحيث تكون هذه الثقافة محفزة ومشجعة للعمل الديمقراطي. كما تمنى الجميع نجاح جهود المصالحة باعتبار انهاء الانقسام مطلب أساسي مرتبط بالهوية واداة مهمة من أجل التخلص من الاحتلال ونيل الاستقلال.