حمدونة : حقائق عجيبة يعيشها الأسرى فى داخل السجون

السبت 07 أكتوبر 2017 11:12 ص / بتوقيت القدس +2GMT



غزة / سما /

أكد مدير مركز الأسرى للدراسات  الدكتور رأفت حمدونة أن المعطيات والاحصائيات من المؤسسات العاملة في مجال الأسرى تشير إلى حقائق عجيبة يعيشها الأسرى والأسيرات الفلسطينيات فى السجون والمعتقلات الاسرائيلية  ، وتبين الاحصائيات أنه هنالك ما يقارب من المليون مواطن فلسطيني اعتقلوا على يد دولة الاحتلال  ، لا زال منهم ما يقارب من ( 6500 ) أسير وأسيرة فلسطينة ، منهم ما يقارب من 300 طفل وطفلة  دون سن 18 عام ، وشيوخ تزيد أعمارهم عن السبعين ، ومرضى بدون علاج فى حال الخطر ومهددة حياتهم بالموت  .

و قال د. حمدونة أن  العديد من المنظمات الحقوقية العربية والفلسطينية تحذر من سوء أوضاع الأسرى المعيشية على كل المستويات نتيجة للسياسات الإسرائيلية والتي تطال مجمل الحياة الاعتقالية من تعذيب مباشر وغير مباشر، والاقتحامات الليلية ، والتفتيشات العارية ، والنقل الجماعى ، وسياسة العزل الانفرادى لفترات طويلة والاكتظاظ داخل الغرف والزنانين ، وانتشار الحشرات ، و الأحكام العسكرية الردعية ، ومنع امتحانات الجامعة والثانوية العامة ، وسوء الطعام كما ونوعا ، ومنعهم من حقهم في التعليم من خلال عدم إدخال المواد التعليمية والثقافية ومنع إدخال الكتب ، وعدم السماح بدخول الأطباء وتوفير ما يلزم من علاج وفحوصات وأدوات طبية وإجراء العمليات الجراحية للكثير من المرضى .

وبين د. حمدونة أن من الأسرى من أمضى أكثر من خمسة وثلاثين عاما متواصلة ، عميدهم الأسير كريم يونس من فلسطين المحتلة عام 1948 المعتقل منذ 6/1/1983 م ، والأسير ماهر يونس المعتقل منذ 18/1/1983 م ، ومن الأسرى ما يزيد عن (500 ) معتقل يقضون أحكاما بالسجن المؤبد (مدى الحياة) ، ومنهم من وصل حكمه إلى  6700 عام  كالأسير عبد الله البرغوثى .

وأكد  د. حمدونة أن المعتقلين الفلسطينيين يتعرضون لعمليات ارهاب في السجون الاسرائيلية ، كون أن دولة الاحتلال ، ولا تفرق في ممارستها للتعذيب بين بالغ وقاصر ، وتمارس أشكال ضغط أقسى على الأطفال في محاولة لاستغلال بنيتهم ، وتعمل بكل الوسائل لارهابهم نفسياً بالتهديد والوعيد ، وجسدياً تقوم بارهاق الأسرى والأسيرات من خلال  تغطية الرأس بكيس ملوث ، والوقوف لفترات طويلة ، واستخدام المربط البلاستيكي لليدين، رش الماء البارد والساخن على الرأس، وتعرية الأسرى، واستخدام الضرب المبرح، وربطهم من الخلف إما على كرسي صغير الحجم، بهدف إرهاق العمود الفقري للأسير وإعيائه، واستخدام القوة المبالغ فيها أثناء التحقيق والقمع، والشبح لساعات طويلة بل لأيام، إلى جانب استخدامها أساليب الهز العنيف للرأس .

وأضاف أن دولة الاحتلال أجازت لضابط الشرطة استخدام الضغط النفسي بحق المعتقلين ومنهم الأطفال كالإهانات والتهديد ، والمس المعنوى ، والتفتيش العاري ، والحرمان من النوم ، واساليب الحيل والخداع ،  والتهديد بهدم البيت ، وهناك مئات الشهادات التى ذلك .

وفيما يتعلق بالأسيرات قال د. حمدونة أن هناك  34 أسيرة يقبعن في سجن هشارون بينهن 10 قاصرات ، و 24 أسيرة في سجن الدامون وفق احصائية لهيئة الأسرى ، وترتكب اسرائيل عشرات الانتهاكات بحق الأسيرات فى السجون أهمها طريقة الاعتقال الوحشية للاسيرة أمام أعين ذويها وأطفالها الصغار , وطرق التحقيق الجسدية والنفسية, والحرمان من الأطفال, والاهمال الطبى للحوامل منهن , والتكبيل أثناء الولادة , وأشكال العقابات داخل السجن بالغرامة والعزل والقوة , والاحتجاز في أماكن لا تليق بهن"الاسيرات " , والتفتيشات الاستفزازية من قبل أدارة السجون , وتوجيه الشتائم لهن والاعتداء عليهن بالقوة عند أى توتر وبالغاز المسيل للدموع , سوء المعاملة أثناء خروجهن للمحاكم والزيارات أو حتى من قسم إلى آخر, والحرمان من الزيارات أحياناً, , وفى العزل يكون سجينات جنائيات يهوديات بالقرب من الأسيرات الأمنيات,  عدم الاهتمام بأطفال الأسيرات الرضع وحاجاتهم .

وفيما يتعلق بالأطفال أوضح  د. حمدونة هنالك ما يقارب من 300 طفل منهن 10 قاصرات فى سجن هشارون دون سن ال 18 فى السجون ، والأطفال يتعرضون لانتهاكات صارخة تخالف كل الأعراف والمواثيق الدولية التى تكفل حماية هؤلاء القاصرين وتأمين حقوقهم الجسدية والنفسية والتعليمية وتواصلهم بأهليهم ومرشدين يوجهون حياتهم والتعامل معهم كأطفال وليس كإرهابيين كما تتعامل معهم إدارة السجون  .

كما يعانى الأسرى الأشبال من فقدان العناية الصحية والثقافية والنفسية وعدم وجود مرشدين داخل السجن ، واحتجازهم بالقرب من أسرى جنائيين يهود فى كثير من الأحوال ، والتخويف والتنكيل بهم أثناء الاعتقال .

وطالب  د. حمدونة المؤسسات الاقليمية والدولية وعلى رأسها مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة و المنظمات الحقوقية والانسانية ومجموعات الضغط أن تحمى القوانين والاتفاقيات التى تحفظ الانسان فى السلم والحرب ، وناشد صناع القرار والدوائر الرسمية في الاتحاد الأوربي والبرلمانات والمحاكم الدولية بضرورة التدخل من أجل انقاذ حياة الأسرى الفلسطينيين فى السجون الاسرائيلية قبل فوات الأوان  .