بث الجيش المصري، الخميس، فيلمًا وثائقيًا يعرض أول شهادة رسمية لقائد عسكري مصري منسي منذ قرابة 38 عاما، بمناسبة الذكرى الـ44 لحرب أكتوبر/ تشرين أول 1973.
والوثائقي المصري، الذي عُرض بعنوان “حرب أكتوبر 1973.. بعيون صناع النصر”، هو أول شهادة رسمية موثقة من الجيش المصري توضح دور قائده سعد الدين الشاذلي أثناء حرب 1973.
وتضمن الفيلم، ومدته 15 دقيقة، شهادة حية للشاذلي، قال فيها: “فلسفة خطة الحرب حققت كل نتائجها، وتم تحجيم القوات الجوية للعدو (إسرائيل) وخطته للتحرك، وأرغمناه على القتال بالمواجهة وفرضنا عليه القتال لمدة طويلة”.
والفريق الشاذلي (1922-2011)، هو قائد الجيش المصري أثناء حرب بلاده مع إسرائيل، غير أنه تم استبعاده من المشهدين السياسي والإعلامي طوال 38 عامًا؛ إثر خلاف شهير مع الرئيس المصري الراحل محد أنور السادات خلال الأيام الأخيرة من حرب أكتوبر/ تشرين أول.
وحسب مذكرات الشاذلي، التي تعرضت للحجب والمنع داخل مصر طوال 3 عقود قبل أن تَصدر في أول طبعة مصرية عقب وفاته عام 2011، فإن “معركة الحرب مع إسرائيل تحولت من نصر مباغت إلى حصار غريب للجيش الثالث (أحد الجيوش المصرية)”.
وكان الشاذلي حّمل الرئيس الراحل أنور السادات مسؤولية هذا التحوّل في المعركة؛ حينما تمكنت إسرائيل من تطويق الجيش الثالث الميداني من خلال ما عرف بـ”ثغرة الدفرسوار” بالضفة الشرقية لقناة السويس (شمال شرقي مصر).
وفي عام 2012، أصدر الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي (أول رئيس منتخب ديمقراطيا بالبلاد) قرارًا بتكريم الفريق الشاذلي ومنحه قلادة “النيل”؛ ما يعد أول تكريم رسمي لجنرال عسكري منسي منذ عقود.
واستعرض الفيلم الوثائقي الذي نشره الجيش المصري، اليوم، المرحلة التي عاشتها البلاد بين عامي 1967 و1973، والاستعدادات العسكرية التي قامت بها مصر لخوض الحرب.
وتحدث في الوثائقي عدد كبير من قادة الجيش المصري أثناء حرب 1973، أبرزهم: الفريق محمد فوزي، واللواء أمين هويدي وزيرا الحربية المصريين، والمشير محمد فهمي قائد الدفاع الجوي أثناء الحرب وغيرهم.
وحرب أكتوبر/ تشرين أول أو ما يعرف بـ”حرب يوم الغفران” في إسرائيل، هي حرب شنتها القاهرة ضد تل أبيب في عام 1973، عندما كانت إسرائيل تحتل شبه جزيرة سيناء، شمال شرقي مصر.