تيسير خالد: الادارة الاميركية تتواطأ مع اسرائيل لفرص تسوية تصفوية للقضية الفلسطينية

السبت 30 سبتمبر 2017 01:12 م / بتوقيت القدس +2GMT



رام الله / سما /

أتهم تيسير خالد ، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الادارة الاميركية بتدمير فرص التقدم الى الأمام في تسوية الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي من خلال تواطئها الصريح والواضح مع حكومة اسرائيل في كل ما يتصل ليس فقط بنشاطات اسرائيل الاستيطانية بل وبكثير من تفاصيل التسوية السياسية .

وأضاف بأن الادارة الاميركية وعلى لسان جيسون غرينبلات المبعوث الاميركي لما يسمى عملية السلام قد اوضحت في اكثر من مناسبة كان اخرها مؤتمر المانحين في نيويورك على هامش اعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة بشكل لا يقبل التأويل أنها أدارت ظهرها لسياسات الادارات الاميركية السابقة بشأن تسوية الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي وبدأت تعمل وفقا لمقاربة سياسية جديدة تقوم على قبول الموقف الاسرائيلي بشأن الاستيطان وبأنه لا يشكل حتى مجرد عقبة في طريق التسوية السياسية او السلام ، ما أعطى ضوءا أخضر لحكومة بنيامين نتنياهو للتوسع غير المسبوق في نشاطاتها الاستيطانية منذ مطلع العام ، وعلى  تجاهل خيار ما يسمى حل الدولتين باعتباره خيارا أثبت فشله على امتداد السنوات والتركيز على حلول في إطار ترتيبات اقليمية يجري من خلالها توسيع صلاحيات السلطة الفلسطينية لحكم ذاتي موسع في المناطق المصنفة ( ا + ب ) وفقا للاتفاقيات الموقعة بين الجانبين الفلسطينين وتحسين مستوى معيشة الفلسطينيين تحت الاحتلال ، وهو ما يتطابق تماما مع خطة اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الاميركية ( ايباك ) التي أعدها كل من دينيس روس وديفيد ماكوفسكي ووضعاها على جدول أعمال الفريق ، الذي شكله الرئيس الاميركي الجديد دونالد لرعاية جهود ما يسمى عملية السلام برئاسة صهره جاريد كوشنير ومساعده جيسون غرينبلات .

وفي السياق لفت خالد الانتباه الى خطورة تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، مؤخرا في احتفالات مرور خمسين عاما على سياسة السطو اللصوصي على اراضي الفلسطينيين في الضفة الغربية بما فيها القدس ، حيث قال خلال لقائه مع مجلس المستوطنات، إنه التقى مع السفير فريدمان والمبعوث الخاص للرئيس الأميركي، جيسون غرينبلات، وأنه نجح في إقناع الأميركيين بعدم وجود فرق بين الكتل الاستيطانية والمستوطنات وأنه استعرض معهما خطط بناء في المستوطنات ستشمل  3000 وحدة سكنية ستتم المصادقة عليها بعد الأعياد اليهودية ، وتصريحات سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى تل أبيب ، ديفيد فريدمان والتي  قال فيها بأنه يرى المستوطنات على أنها جزء من إسرائيل وأنه في تسوية مستقبلية ستحتفظ إسرائيل بجزء كبير من الضفة الغربية وبأن للمستوطنات اعتبارات هامة لاسرائيل ليس من الناحية الامنية وحسب بل ومن النواحي القومية والتاريخية والدينية  

ودعا تيسير خالد في ضوء ذلك كله القيادة الفلسطينية الى مغادرة سياستها الانتظارية  وسياسة الرهان على الصفقة التاريخية ، التي بشر بها الرئيس الاميركي دونالد ترامب والتي أخذت ملامحها تتضح في تصريحات المسؤولين الاميركيين والاسرائيليين وفي التواطؤ بين الادارة الاميركية وحكومة اسرائيل والعودة الى قرارات الاجماع الوطني كما عبرت عنها قرارات المجلس المركزي الفلسطيني في دورة انعقاده الاخيرة قبل اكثر من عامين ونصف وقرارات اللجنة التنفيذية والتي تدعو الى إعادة بناء العلاقة مع اسرائيل باعتبارها دولة احتلال استيطاني كولونيالي ودولة تمييز عنصري ( أبارتهايد ) والتعامل معها على المستوى الدولي على هذا الأساس ، حتى لا نعود من جديد الى ملهاة مضيعة الوقت برعاية الولايات المتحدة الاميركية .