من مطربة ومجندة في جيش الاحتلال إلى رئيسة للمحكمة العليا

السبت 09 سبتمبر 2017 09:06 ص / بتوقيت القدس +2GMT
من مطربة ومجندة في جيش الاحتلال إلى رئيسة للمحكمة العليا



المصدر

 في ظل صراع استثنائي أمام وزيرة القضاء "الإسرائيلية"، تمت المصادقة على تعيين القاضية إستر حيوت، ذات قصة الحياة المميزة، رئيسة للمحكمة العليا "الإسرائيلية". تعرفوا إلى قصتها

"أشعر بسعادة. احترم هذا القرار كثيرا. فهذا المنصب هام ويتميز بالمسؤولية الكبيرة"، قالت القاضية إستر حيوت بعد تعيينها رئيسة للمحكمة العليا "الإسرائيلية"، الثلاثاء الماضي. ولكن قبل أن تصبح قاضية عريقة وخبيرة، عملت إستر في السابق في مجال الترفيه. فكانت مطربة وشاركت في أغان عبرية معروفة وكذلك في السنوات الأولى من قيام "إسرائيل" على أرض فلسطين.

وتجندت حيوت للخدمة في جيش الاحتلال الإسرائيلي وعملت مطربة في فرقة القيادة الوسطى للجيش. في العامين التي خدمت فيهما في الجيش، تعرفت إلى مطربين رائدين في "إسرائيل" وانضمت إليهم. وفق أقوال زملائها في الجيش، ما زالت تشارك في عروض لمطربين مشهورين، من "إسرائيل" وخارجها على حدِّ سواء، وحتى أنها تشارك في أمسيات الطرب مع أصدقائها.

وذكر موقع (المصدر) الإسرائيلي، أنه "في الآونة الأخيرة، اعترف أحد الجنود الذي خدم مع إستر وأصبح أيضا مطربا إسرائيليا مشهورا، أنه كان يحبها عندما خدما معا في الجيش، وأحب شخصيتها المميزة وجمالها المتألق. "أحببتها جدا. كانت شابة جميلة ومتألقة جدا. كنت أجلس إلى جانبها أثناء سفرنا مع الفرقة من هضبة الجولان حتى سيناء، وقضينا وقتا ممتعا معا. كان الحب بيننا أفلاطونيا وكنت معجبا بها. فهي كانت تحب الفكاهة، وكانت تضحك كثيرا من الترهات التي قمت بها بصفتي جنديا، وحاولت دائما إضحاكها".

ولكنها أثبتت مهاراتها في المجال القضائي. فمن المعروف عنها أنها تقدمت في هذا المجال بفضل مواهبها البارزة واجتهادها، دون أية علاقة بينها وبين كبار القانونيين وهذا رغم أنها من عائلة فقيرة.

وفي الواقع، وُلِدت في عام 1953 في دولة الاحتلال الإسرائيلي، غادر والدها دولة الاحتلال عندما كانت ابنة سنة ونصف فقط، وربتها والدتها التي نجت من مطاردة النازيين في أوروبا وحدها. منذ تعيينها قاضية في منصب عادي تقدمت سريعا بفضل اكتشاف القضاة الكبار مواهبها وتقديرها. بعد أقل من سنة ونصف منذ تعيينها قاضية في المحكمة العُليا، حظيت حيوت في "تقييم أداء" القضاة الذي نُشر في تموز 2004، بالمرتبة الأعلى بين قُضاة المحكمة العُليا، وفق ما ذكر الموقع.

ورغم سمعتها الحسنة، هناك من عارض تعيينها، وعلى رأسهم أييلت شاكيد، وزيرة القضاء الإسرائيلية. يشهد تعيين القاضية حيوت، لشغل المنصب الأعلى في المحكمة العليا الإسرائيلية إلى صراعا قاسيا.

ورفضت وزيرة القضاء مرارا وتكرارا المصادقة على تعيين حيوت لأنها تعارض طريقة تعيين القضاة التقليدية. وفق طريقة التعيين المتبعة في المحكمة العليا حاليا فإن القاضي الأقدم فيها هو الذي يُعين رئيسا لها بشكل تلقائي تقريبًا. رغم هذا فإن شاكيد عازمة على إلغاء هذه الطريقة، واختيار القضاة للجنة برئاسة وزير القضاء، أي برئاستها. عارض قُضاة المحكمة العُليا التغيير المتوقع بشدة، وحتى أنهم قدموا التماسا إلى المحكمة العليا ضد اقتراح الوزيرة شاكيد، خشية من أن يؤدي إلى "تسييس" الجهاز القضائي.

30(44)