السيد / انطونيو غوتيريس الأمين العام للأمم المتحدة
تحية طيبة وبعد ،،،
تنظر شبكة المنظمات الاهلية الفلسطينية باهتمام لزيارتكم إلى فلسطين وترى بها خطوة باتجاه إعادة اهتمام المجتمع الدولي بالقضية الوطنية لشعبنا بعدما عانت بالمرحلة الاخيرة من محاولات الاقصاء والتهميش .
لقد اثبتت الاحداث بأن القضية الفلسطينية تشكل لب الصراع بالمنطقة وبدون حلها لا يمكن تحقيق الاستقرار بها كما اثبت مسار المفاوضات الثنائية وبرعاية أمريكية منفردة بأنها غير مجدية ولن تساعد في تحقيق حقوق شعبنا بل استغلتها اسرائيل لفرض الوقائع الجديدة على الارض من خلال مصادرة المزيد من الاراضي والتوسع الاستيطاني وتهويد القدس وبناء جدار الفصل العنصري وعزل وحصار قطاع غزة ، الأمر الذي ادى إلى فرض منظومة من نظام الابارتهيد والتمييز العنصري في فلسطين كما أكد ذلك تقرير الاوسكوا والذي قمتم مع الاسف بحذفه من مواقع الامم المتحدة .
لقد أدت الاجراءات والممارسات الاحتلالية وخاصة عمليات مصادرة الاراضي وتكثيف الاستيطان إلى تبديد وتقويض فرص إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة أو ما بات يعرف باسم حل الدولتين.
إن احترام وثيقة جنيف الرابعة وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية وتطبيق القانون الدولي الإنساني على الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 67 يعتبر أحد المسؤوليات الرئيسية لكم بوصفكم حارس الشرعية الدولية والمعبر عن الإرادة الدولية .
إننا إذ نرحب بموقفكم الاخير المندد بالاستيطان والمطالب بانهاء الحصار الاسرائيلي الجائر المفروض على قطاع غزة والذي يعتبر عقاباً جماعياً بحق شعبنا وفق تعريف القانون الدولي، فإننا نطالبكم بتطبيق صلاحياتكم التي يمنحها لكم ميثاق الأمم المتحدة على اعتبار ان اجراءات اسرائيل تشكل اعتداء صارخاً على القانون الدولي والشرعة الدولية لحقوق الانسان الأمر الذي يتطلب السعي الجاد باتجاه تطبيق القرارات الدولية وعدم التساهل تجاه جرائم الحرب المنهجية المنظمة الممارسة من قبل الاحتلال بحق شعبنا وخاصة جرائم تهويد القدس ومصادرة الاراضي وبناء جدار الفصل العنصري وفرض المعازل والحصار والعدوان المتكرر على قطاع غزة.
لقد اكدت تقارير منظمات الامم المتحدة أن قطاع غزة سيكون مكان غير ملائم للعيش عام 2020 بل انه اختصر الزمن واصبح يعيش في هذه الحالة الان وذلك بسبب الحصار والعمليات العسكرية العدوانية الثلاث التي نفذها جيش الاحتلال بحق شعبنا الأمر الذي ادى إلى تدهور مستوى المعيشة وارتفاع معدلات الفقر والبطالة وتلوث المياه وانقطاع التيار الكهربائي لمعظم ساعات اليوم .
واننا اذ نؤكد على أهمية لقاءكم بذوي الاسرى في سجون الاحتلال نتطلع الى دوركم في الافراج عنهم والضغط على سلطات الاحتلال لاحترام القانون الدولي والقانون الدولي الانساني ووقف الانتهاكات التي يمارسها الاحتلال بحقهم .
لقد بات مطلوباً من الامم المتحدة الضغط الجاد على دولة الاحتلال لانهاء الحصار والسماح بحرية الحركة للبضائع والافراد وضمان التواصل بين الضفة والقطاع بوصفهما وحدة سياسية وجغرافية وقانونية واحدة وذلك على طريق انهاء الاحتلال وتحقيق حقوق شعبنا الثابتة والمشروعة.
نأمل من خلال زيارتكم واضطلاعكم الميداني على الاوضاع الكارثية التي نعيشها ان يساهم ذلك بتحفيز نشاطكم بهدف يرمي إلى انهاء معاناة شعبنا وتحقيق حقوقه بالحرية والاستقلال والعودة أسوة بباقي شعوب الارض .