جدد الرئيس الاميركي دونالد ترامب دعوته للكونغرس لإيجاد طريقة لتغطية تكاليف الجدار الحدودي الذي كان قد وعد ببنائه على الحدود مع المكسيك.
وأكد ترامب بأن فاتورة تكاليف الجدار ستسددها الجارة المكسيكية إلا أن المكسيك سارعت بالرد عليه بالقول: "كـلا!"
كما قام ترامب بتوجيه تحذيراته لكل من جارته الجنوبية والشمالية "المكسيك وكندا"، حيث حذر من أنهما إذا واصلتا تبني موقف "صعب" بشأن محادثات التجارة، فإنه سيضطر الى وقف مفاوضات تعديل اتفاقية اميركا الشمالية للتجارة الحرة (نافتا).
وبقدر ما يضع هذان الموقفان ترامب في موقف صدامي حرج مع كل من أعضاء الكونغرس والدول المجاورة، إلا أنهما يكسبانه المزيد من الشعبية لدى قاعدته الانتخابية.
وغرد ترامب كعادته على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "المكسيك هي من أعلى الدول في نسبة الجرائم في العالم. يجب ان نبني هذا الجدار. المكسيك ستدفع كلفة بنائه من خلال التعويضات أو غيرها".
وأضاف "نحن في عملية اعادة التفاوض على اتفاقية نافتا (أسوأ اتفاقية تجارة في التاريخ) مع المكسيك وكندا. والبلدان يتبنيان موقفا صعبا. هل سنضطر الى وقف العملية؟".
وردت وزارة الخارجية المكسيكية على تصريح ترامب بالقول ان "الحكومة المكسيكية أكدت دوما ان بلدنا لن يدفع بأي طريقة من الطرق وبأي ظرف من الظروف ثمن بناء جدار".
وأضافت الوزارة في بيان ان "هذا الموقف لا يندرج في اطار استراتيجية تفاوض للمكسيك بل هو مبدأ يتعلق بالسيادة وبالكرامة الوطنية".
ويشار إلى أن موقفا ترامب بشأن كل من الجدار والتجارة كانا قد شكلا محور لحملته الانتخابية.
ويعود اعضاء الكونغرس من عطلتهم الصيفية في الخامس من ايلول/سبتمبر وعليهم التوافق لتمويل الحكومة ورفع سقف الدين الفدرالي.
وترغب الغالبية الجمهورية في خفض الضرائب وتمرير مشروع قانون بنية تحتية مكلف، الا ان ترامب هدد بوقف عمل الحكومة اذا لم يمول الكونغرس بناء الجدار.
إلا أن الديموقراطيين يعارضون تضمين مشروع قانون الانفاق الحكومي ملف الجدار، وسيسعى قادة الجمهوريين الى اقرار القانون، فيما يعارضون في الوقت ذاته وقف عمل الحكومة.
وكانت الولايات المتحدة والمكسيك وكندا بدأت اعادة التفاوض بشأن اتفاقية نافتا التي عمرها 23 عاماً في وقت سابق من هذا الشهر بدعوة من ترامب.
ووصف الرئيس الاميركي الاتفاقية مرارا بأنها "كارثية" لانها تصدر الوظائف الاميركية الى المكسيك، في حين اعتبرت المكسيك ان هذا الكلام اسلوب تفاوضي ينال رضى القاعدة الشعبية الاميركية.
ولا ترغب المكسيك، التي تبيع 80% من صادرتها للولايات المتحدة، في احداث تغييرات جذرية على الاتفاقية، كما تشعر كندا بالقلق حيال ذلك.
المصدر: فرانس برس