في دراسة جديدة أجراها مركز أبحاث "غولدمان ساكس" الأميركي، قال المركز، إنّ هناك احتمالية كبيرة لتعطيل الحكومة الأميركية الفدرالية بنسبة 50% في السنة المالية الجديدة، وذلك نتيجة لهبوط شعبية الرئيس الأميركي، دونالد ترامب.
وتدهورت شعبية الرئيس الأميركي، لتصل إلى أدنى نسبة، جراء تعليقاته بخصوص حادثة شارلوتسفيل.
وقال الخبير الاقتصادي العامل في عملاق الخدمات المالية الأمريكي، إليك فيليبس، "تستمر نسب تأييد الرئيس (في الاستبيانات) بالتراجع، وهي الآن في أدنى مستوى مقارنة بالرؤساء الذين خدموا في السنة الأولى من دورتهم الرئاسية الأولى في المنصب".
وانخفضت شعبية الرئيس الأمريكي درجة واحد، في آب/ أغسطس الجاري، لتصبح 37%، بالمقارنة مع ما كانت عليه تموز/ يوليو الماضي، عندما بلغت 38%، وفقاً لاستبيان مؤسسة "غالوب" للإحصاءات والأبحاث.
والسبت الماضي، قتلت امرأة (32 عاما) وأصيب 19 آخرون، عندما دهس رجل بسيارة مجموعة تحتج على مسيرة لعنصريين بيض في مدينة شارلوتسفيل، فيما أصيب 15 آخرون في مناوشات دموية بين الجانبين.
ووقع الحادث أثناء احتشاد أعداد كبيرة من المؤيدين للجماعات العنصرية البيضاء واليمينية المتطرفة، بينها "كوكلكس كلان" و"النازيون الجدد"، في شارلوتسفيل، قابلها خروج مظاهرة لأعداد أخرى من مناهضي العنصرية في المدينة، قبل تعرض الأخيرة للهجوم.
وجاء احتشاد مؤيدي الجماعات العنصرية البيضاء؛ احتجاجًا على قرار المدينة إزالة تمثال الجنرال "روبرت لي"، أحد رموز الحرب الأهلية الأمريكية، والمتهم بالعنصرية وتأييد العبودية.
وعقب الحادث، انتقد الرئيس الأمريكي أحداث العنف في فرجينيا، دون إدانة صريحة للعنصرية، الأمر الذي أثار ردود فعل غاضبة في البلاد.
والثلاثاء الماضي، جدد ترامب، انتقاده لتلك الأحداث، معبرًا عن إدانته للعنصرية وللجماعات التي تتبناها، وذلك بعد مرور عدة أيام من وقوع الحادث، إلا أنه حاول في الوقت نفسه إلقاء اللوم على كلا الجانبين في اندلاع العنف.
وتابع فيليبس، في تقرير مركز الأبحاث، "نسب التأييد المنخفضة ترفع من المخاطر التشريعية، لذا ففي المستقبل المنظور، نعتقد أن هنالك احتمال بنسبة 50% في أن يحصل تعطيل للحكومة، في الوقت الذي يسعى فيه الرئيس إلى تعزيز موقفه وسط مؤيديه عن طريق تأييد مواقف مثيرة للجدل".
وتعطيل الحكومة الفيدرالية في الولايات المتحدة، يقع عندما يقوم الجهاز التشريعي في البلاد بتعطيل ميزانية السنة المالية التالية لما بعد الفترة المقررة لها، الأمر الذي يعني توقف مؤسسات البلاد الفيدرالية عن العمل خلال مدة التعطيل، ودفع رواتب لموظفين خلال فترة جلوسهم في بيوتهم دون إنجاز أي عمل.
ولا تدخل المؤسسات الحيوية في حالة التعطيل هذه بما في ذلك الصحية مثل المستشفيات والإسعافات، والأمنية مثل الدفاع والشرطة.
وفي بعض الأحيان، يلجأ الكونغرس الأمريكي، إلى إقرار ميزانية مؤقتة لتسيير أمور البلاد وتجنب حالة التعطيل، والحصول على مزيد من الوقت للتفاوض.
وفي 2013، دخلت الحكومة الفيدرالية الأمريكية في حالة تعطيل مدة 16 يوماً، بعد أن عجز المشرعون في الكونغرس عن تمرير موازنة 2014، ما أدى لخسارة الحكومة وقتها 24 مليار دولار.
وتمتد السنة المالية لعام 2018 للفترة الممتدة ما بين 1 تشرين الأول/ أكتوبر 2017 وحتى 30 أيلول/ سبتمبر 2018.
"وكالات