بدا الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الخميس 17 أغسطس/آب 2017، وكأنه يؤيد فكرة الإعدامات الجماعية لـ"المتطرفين الإسلاميين"، عندما لمح إلى قصة تاريخية مشكوك فيها حول إعدامات سريعة أمر بها جنرال أميركي في الفلبين بداية عام 1900.
ووردت الإشارة إلى الواقعة في تغريدة استفزازية من رئيس تزداد عزلته يوماً بعد يوم، ويستخدم تويتر للتصويب على معارضيه، وحتى للإعلان عن تغييرات كبرى في السياسات.
وأشارت تغريدة، الخميس، أيضاً إلى أن ترامب يؤمن حقيقةً بقصّة يعتقد العديد من المؤرخين أنها ملفّقة.
وكان ترامب قد نشر في البداية تغريدة يعرض فيها المساعدة على إسبانيا بعد الاعتداء بالدهس، الواقع الخميس، على عدد من المارة في برشلونة، والذي خلف 13 قتيلاً وأكثر من 50 جريحاً.
وبعد نحو ساعة، نشر ترامب تغريدة ثانية يقول فيها: "ادرسوا ما فعله الجنرال الأميركي بيرشينغ بالإرهابيين بعد القبض عليهم. اختفى بعدها إرهاب الإسلام المتطرف لمدة 35 عاماً".
وكان ترامب يشير إلى الجنرال جون "بلاك جاك" بيرشينغ، الذي كان الحاكم الأميركي لمنطقة مورو ذات الغالبية المسلمة من 1909 إلى 1913.
وفي ذلك الوقت، كانت الفلبين مستعمرة أميركية، وقوات الجنرال بيرشينغ تقاتل "التمرد الإسلامي" هناك.
والواقعة التاريخية المشكوك فيها التي أشار إليها ترامب هي التالية: قوات بيرشينغ تجمع 50 متمرداً إسلامياً ثم تعدم 49 منهم برصاص مغمَّس بدم الخنزير الذي يعتبره المسلمون نجساً.
وخلال مهرجان انتخابي في ساوث كارولينا في فبراير/شباط 2016، قال ترامب حول الواقعة: "سمعتم بهذا، أليس كذلك؟"، ملمحاً إلى الجزء المتعلق بدم الخنزير.
وأضاف: "كانوا يواجهون مشاكل إرهاب، تماماً كما يحدث معنا".
وتستمر قصّة بيرشينغ بالإشارة إلى أنه تم إطلاق السجين الرقم خمسين من أجل أن يُخبر رفاقه المقاتلين بما يفعله الأميركيون.
وقال ترامب يومها: "لمدة 25 عاماً، لم تكُن هناك أي مشكلة. حسنًا؟ 25 عاماً لم تكن هناك أي مشكلة".
وأعرب المؤرخون عن شكوكهم إزاء حصول تلك القصة.
وبالاستناد إلى موقع التحقق من الوقائع "بوليتيفاكت"، فإنّ المؤرخ العسكري الراحل فرانك فاندايفر قال عام 2003 مشيراً إلى بيرشينغ: "لم أجد أي مؤشر إلى أنها كانت واقعة حقيقية، وبعد بحث موسع لتجربته في مورو، هذا النوع من الأشياء قد يكون معاكساً لشخصيته تماماً".
ونقل "بوليتيفاكت" نفي 4 مؤرخين للواقعة.
وخلال حملته الانتخابية، أيّد ترامب "الإيهام بالغرق"، وهو وسيلة تعذيب استُخدمت في عهد جورج دبليو بوش في الحرب ضد الإرهاب قبل أن يوقفها الرئيس السابق باراك أوباما.
وبعد وصول ترامب إلى البيت الأبيض، نصحه جنرالات بعدم العودة إلى هذه الوسيلة، وبعضهم اعتبر أن التعذيب لم يعطِ أي نتيجة لجمع المعلومات، وتوقف ترامب عن الحديث عن الموضوع علناً بعد أن اقتنع بكلامهم.
"هاف بوست عربي