القدس والمصالحة بين الإنتصار والانكسار.. نبيل البطراوي

الأحد 06 أغسطس 2017 02:07 م / بتوقيت القدس +2GMT



سؤال يطرح نفسه ويطرحه كل مواطن فلسطيني على نفسه لماذا أنتصر شعبنا في معركة القدس وفشل خلال السنوات الطوال الماضية من الإنتصار
لماذا كان شعبنا في كثير من المراحل النضالية التي مر بها حينما يستشعر بخطر خارجي يرص الصفوف ويتوحد للمواجهة مع هذا الخطر دون الحاجة إلى لقاءات وحوارات
على الرغم من شدة الخطر والظروف المعقدة التي نمر بها سواء على الصعيد الاقليمي او الصعيد الدولي
اين يكمن الخللفي القضية التي تشعبت واصبحت مجموعة لا حصر لها من القضايا
او في الشعب الذي لم يعد قادر على تحديد أولوياته من شدة التكالب والاستقطاب والبيع والشراء في مزاجه وسوق الشعارات المفتوح امامه والذي باتت مثل الخدع البصرية .
ام ان الخلل الذي يكمن في الكرسي الذي ترك من يجلس عليه دون رقيب وحسيب يفعل ما يريد ، يسلب ،ينهب ما يطيب له وللحاشية الذي أصبحت مرهونة ومصالحها له والشعب لم يعد أكثر من ركاب سفينة قبطانها ظالم يقذف في البحر من يخالفه
ام ان الحزبية التي أسسها شعبنا وأعطاها ورعاها باتت هي الهدف ولم يعد الوطن أكثر من مساحيق تجميل يستخدم من أجل تزيين تلك الوجوه القبيحة الوقحة
والغريب أن بعد الإنتصار الذي حققه شعبنا في معركة الأقصى التي خرج علينا البعض بتصريحات كالعادة مقيتة ومخزية تنم عن ثقافة حزبية مفرقة لا جامعة وتنم عن عناد لا عقلاني وارتجاف خبيث من ان يأخذ الشعب دورة في القضايا التي تهدد كيانه ووجوده وقضيته .
منذ ايام عاد جرس المصالحة يدق نتيجة حالة الارتجاف والخلل الذي اصاب اطراف الانقسام بفعل عوامل متعددة منها افعال خارج المألوف و الحالة التي اريد لطرف ان يكون فيها وحالة تقليم الأظافر وتجفيف المنابع على امل ان يؤدي هذا السلوك الى التراجع عن التمترس خلف الجيفةحكم غزة فلم يعد البعض يميز بين الغث والسمين ،نعم في علم السياسة لا يوجد عداء دائم ولا صداقة دائمة وتوجد لغة المصالح ولكن هذا ينطبق على علاقات دول مستقلة وليس بين من هو مازال مشروع مقاومة وبين بعض الأدوات التي تعبر عن رؤية اقليمية اقل ما يقال انها تغرد عكس المشروع الوطني وتعمل إما على بعثرة قضيتنا او جعلها جزء من عربون حضور ووجود تلك الأنظمة على الحلبة الدولية .
نعم عاد جرس المصالحة صوت دون حضور ،صوت وجدلية من قبل البيضة ام الدجاجة ،من قبل حل اللجنة الإدارية او تمكين الحكومة ،من قبل تسكين كل الموظفين في غزة او تمكين الحكومة ،من قبل والف من قبل في النهاية كل طرف يريد ان يظهر وهو على صهوة الفرس المنتصر طبعا ليس على إسرائيل، فلم يعد الإنتصار على إسرائيل هدف لأن إسرائيل أصبحت بيضة القبان التي تحفظ التوازن بين أطراف الانقسام وهي التي تحفظ حضور ووجود الطرفين وهي التي تمد او تجر أي طرف إلى المربع الذي تريد لأنه في النهاية هي تريد ان يصل شعبنا إلى حالة كفر بكل القضية والقضايا التي لحقت بها.
وهنا وأقصد قيادات العمل الوطني التي أصبحت مرهونة لمصالحها هنا وهناك لماذا حالة الانحدار التي تعيش وهل هذه الحالة تعني الحضور الفعلي لهذه القوى على الارض ان كان كذلك ،أعتقد انهم شركاء في هذه الجريمة ويخافون العودة إلى الشعب لأنهم سوف يفقدون المناصب والمكاسب..
لم يعد أمرا سري فالرئيس عباس اليوم يتعرض لهجوم وحرب ناعمة دون ضوضاء و بصمت من عدة أطراف وعلى رأسها امريكيا وإسرائيل وبعض ادواتهم الإقليمية المتمثلة في الرباعية العربية وبعض الأطراف الفلسطينية التي التقت مصالحهم معا في وجوب التخلص من الرئيس محمود عباس وهنا لا يقصد شخص الرئيس ولكن المقصود التخلص من نهج الرئيس المتمسك بالثوابت و الحامل للعهد والنهج الذي استشهد دونه القائد ياسر عرفات .
وهنا لابد لمن يدعي أنه متمسك بالثوابت والمصالح الوطنية والذي يعتبر نفسه بأنه جزء من معسكر المقاومة ان يمد يد المصالحة ويكون الجواب الشافي الذي يريد الشعب ان يسمعه دون تأخر والاستعداد معا من أجل المعارك القادمة وهي كثيرة ليكون انتصار آخر كما حدث في القدس..
هل سيتحرك الشعب ويعيد رسم المسار الوطني للقضية أم ستبقى تعدد الضربات ، تندب حظك
أين قوى المجتمع المدني والقوى الشبابية والمستقلين من الخروج الى الشارع وفرض مصلحة الشعب على المتمترسين خلف مصالحهم
نبيل البطراوي