مع انقضاء صلاة العشاء، مساء الجمعة الماضي، أصبح واضحاً أن حملة الإرهاب التي قادتها شرطة الاحتلال والمستوطنون قد فشلت تماماً في إخضاع القدس، وأن الوعود التي وضعها قائد شرطة الاحتلال وضباطه العنصريون على طاولة «الكابينيت» قد تبددت.
ببساطة وبمنتهى الوضوح لم يتمكن من السيطرة على القدس الشرقية، رغم أنه ذخّر جنوده بأوامر إطلاق النار والتعامل بعنف وحشي مع الفلسطينيين، وأضاف إلى ذخائرهم من الرصاص والكراهية ضعف حمولتهم من «قنابل الصوت» هذه المرة، على أمل بأن تحدث انفجاراتها أثراً مضاعفاً في صفوف المحتجين والسكان وأقواس وأزقة المدينة القديمة، قنابل الغاز ستشكل خطراً على جنوده في أزقة القدس الضيقة.
ستأخذ المواجهة منحى مختلفاً منذ الآن متجاوزة «الهبة» و»ردة الفعل»، التي ستهدأ ويجري طيّها، كما يحدث عادة، وستتواصل وتتصاعد ولن يكون من السهل وضع سقف أو حدود لانتشارها.
في إسرائيل، يظن عدد من المحللين أن الفلسطينيين نجحوا في نصب مصيدة مغفلين ناجحة لـ «نتنياهو»، كما جاء في صحيفة معاريف على لسان محررها السياسي «أريك بندر»، بينما يرى «شاؤول موفاز» وآخرون أن نتنياهو يقفز إلى الأمام في إشعاله للقدس للهرب من تحقيقات الفساد التي تحاصره وتطبق عليه، أما رئيس حزب العمل الجديد «آفي غباي»، الذي يدخل اختباره الأول كزعيم للمعارضة، فقد اعتبر «أن نتنياهو بدل اتخاذ قرار يتسم بالحكمة والمسؤولية اختبأ هو وحكومته خلف الشرطة».
يذهب «نتنياهو» ورفقته كاتس وبينيت وأوري أرئيل والمستوطنون إلى المواجهة بظهر مكشوف. الخطة كانت فرض البوابات/ السلطة على الحرم، وقمع ردة الفعل المقدسية بسرعة وقسوة ثم الخروج منتصراً.
الذي جرى أن الكرة تدحرجت والأمر خرج عن الخطة.
سيهاجم المستوطنون بكل فاشيتهم، هذه معركتهم، وسيفلت الجيش أيديهم ويحرسها في القدس والضفة الغربية، ليس أمام العنصريين الإسرائيليين خيارات أخرى. سيقطعون الطرق ويحرقون المحاصيل ويقتحمون القرى والبلدات، وسترافقهم الشرطة وحرس الحدود والجيش في غزواتهم. هم يعرفون جيداً أن هزيمتهم في القدس تعني بداية انحسار مشروعهم، لم يعد الأمر يتعلق بـ «البوابات».
سيبدو من غير اللائق، فعلاً، تزجية النصائح لأهل القدس وهم يطوون اليوم العاشر من «المواجهة»، وقد منحتهم الأيام العشرة بقسوتها الثقة والقدرة على إدارة المواجهة في المدينة عبر تعميق محتواها الوطني، وفتح الباب لكافة شرائح المجتمع الفلسطيني المقدسي المشاركة الواسعة، وألا ينحصر الصراع في البعد الديني، الأقصى ليس مكاناً للعبادة فقط، بل هو أحد أهم رموز السيادة الوطنية.
ولكن يمكن تزجية النصائح للنخب السياسية الفلسطينية، ومطالبتها بالخروج من شرنقة الفصيل والحزب والمناكفة المثيرة للسخرية، نحو الأفق الوطني والعمل الجماعي المنظم والالتحاق بالشارع الذي يغذ سيره دونهم الآن. المطلوب أيضاً التوقف عن التنافس، غير المجدي، في الصراخ على الناس وإطلاق «النفير» كل من بوقه.
من الإنجازات المبكرة لهذه المواجهة أنه لم يعد هناك ما يكفي من الثقة لدى الشارع الفلسطيني لتلبية نداءات «النافخين في الأبواق».
ببساطة وبمنتهى الوضوح لم يتمكن من السيطرة على القدس الشرقية، رغم أنه ذخّر جنوده بأوامر إطلاق النار والتعامل بعنف وحشي مع الفلسطينيين، وأضاف إلى ذخائرهم من الرصاص والكراهية ضعف حمولتهم من «قنابل الصوت» هذه المرة، على أمل بأن تحدث انفجاراتها أثراً مضاعفاً في صفوف المحتجين والسكان وأقواس وأزقة المدينة القديمة، قنابل الغاز ستشكل خطراً على جنوده في أزقة القدس الضيقة.
ستأخذ المواجهة منحى مختلفاً منذ الآن متجاوزة «الهبة» و»ردة الفعل»، التي ستهدأ ويجري طيّها، كما يحدث عادة، وستتواصل وتتصاعد ولن يكون من السهل وضع سقف أو حدود لانتشارها.
في إسرائيل، يظن عدد من المحللين أن الفلسطينيين نجحوا في نصب مصيدة مغفلين ناجحة لـ «نتنياهو»، كما جاء في صحيفة معاريف على لسان محررها السياسي «أريك بندر»، بينما يرى «شاؤول موفاز» وآخرون أن نتنياهو يقفز إلى الأمام في إشعاله للقدس للهرب من تحقيقات الفساد التي تحاصره وتطبق عليه، أما رئيس حزب العمل الجديد «آفي غباي»، الذي يدخل اختباره الأول كزعيم للمعارضة، فقد اعتبر «أن نتنياهو بدل اتخاذ قرار يتسم بالحكمة والمسؤولية اختبأ هو وحكومته خلف الشرطة».
يذهب «نتنياهو» ورفقته كاتس وبينيت وأوري أرئيل والمستوطنون إلى المواجهة بظهر مكشوف. الخطة كانت فرض البوابات/ السلطة على الحرم، وقمع ردة الفعل المقدسية بسرعة وقسوة ثم الخروج منتصراً.
الذي جرى أن الكرة تدحرجت والأمر خرج عن الخطة.
سيهاجم المستوطنون بكل فاشيتهم، هذه معركتهم، وسيفلت الجيش أيديهم ويحرسها في القدس والضفة الغربية، ليس أمام العنصريين الإسرائيليين خيارات أخرى. سيقطعون الطرق ويحرقون المحاصيل ويقتحمون القرى والبلدات، وسترافقهم الشرطة وحرس الحدود والجيش في غزواتهم. هم يعرفون جيداً أن هزيمتهم في القدس تعني بداية انحسار مشروعهم، لم يعد الأمر يتعلق بـ «البوابات».
سيبدو من غير اللائق، فعلاً، تزجية النصائح لأهل القدس وهم يطوون اليوم العاشر من «المواجهة»، وقد منحتهم الأيام العشرة بقسوتها الثقة والقدرة على إدارة المواجهة في المدينة عبر تعميق محتواها الوطني، وفتح الباب لكافة شرائح المجتمع الفلسطيني المقدسي المشاركة الواسعة، وألا ينحصر الصراع في البعد الديني، الأقصى ليس مكاناً للعبادة فقط، بل هو أحد أهم رموز السيادة الوطنية.
ولكن يمكن تزجية النصائح للنخب السياسية الفلسطينية، ومطالبتها بالخروج من شرنقة الفصيل والحزب والمناكفة المثيرة للسخرية، نحو الأفق الوطني والعمل الجماعي المنظم والالتحاق بالشارع الذي يغذ سيره دونهم الآن. المطلوب أيضاً التوقف عن التنافس، غير المجدي، في الصراخ على الناس وإطلاق «النفير» كل من بوقه.
من الإنجازات المبكرة لهذه المواجهة أنه لم يعد هناك ما يكفي من الثقة لدى الشارع الفلسطيني لتلبية نداءات «النافخين في الأبواق».