طالب رئيس الوزراء الفلسطيني د. رامي الحمد الله: "دول العالم وقواه المؤثرة، خاصة الأمم المتحدة بالتدخل العاجل والفاعل لنجدة القدس وتوفير الحماية الدولية لأبناء شعبنا فيها، الذين يمارس جنود الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه ضدهم أبشع أعمال القتل والتنكيل، والتي كان آخرها جريمة قتل ثلاثة شبان في القدس".
وأضاف الحمد الله: "وإذ نحيي أبناء شعبنا الذين يتصدون لمحاولات إسرائيل تشديد سيطرتها وسيادتها في القدس والمساس بمقدساتها، خاصة المسجد الأقصى المبارك. فإننا نحذر حكومة الاحتلال من مغبة الإستمرار في مخططات تهديد وتهويد المسجد الأقصى، وزرع البوابات الإلكترونية على مداخله للتضييق على المصلين فيه، ومنعهم من ممارسة شعائرهم الدينية بحرية وكرامة".
جاء ذلك خلال تصريحاته وكلمته اثناء جولته بمحافظة سلفيت اليوم السبت، حيث اجتمع بمحافظ سلفيت ومدراء المؤسسة الأمنية فيها، وفعاليات المحافظة، وافتتح صالة رياضية في المحافظة، وقام بتسليم سيارة إسعاف لمستشفى الشهيد ياسر عرفات، رافقه محافظ محافظة سلفيت ابراهيم البلوي، ووزير الصحة د. جواد عواد، ورئيس بلدية سلفيت عبد الكريم الزبيدي، وعدد من الشخصيات الاعتبارية.
وتابع رئيس الوزراء: "إن العالم بأسره مطالب، بوقف انتهاكات إسرائيل، وإلزامها بالكف عن محاولاتها تغيير الوضع القائم في القدس ووقف الاعتداء على المصلين واستفزاز مشاعر المسلمين وجر المنطقة إلى نزاع ديني لن تحمد عقباه. وأؤكد لكم أن القيادة الفلسطينية وعلى رأسها فخامة الرئيس محمود عباس تواصل اتصالاتها الدبلوماسية المكثفة لحشد موقف دولي ضاغط لإلزام إسرائيل بإلغاء الإجراءات التي تقوم بها ضد القدس، والحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني للمسجد الأقصى. لقد قال شعبنا في القدس كلمته: لنا السيادة الأولى على مقدساتنا، وستبقى القدس، القبلة والبوصلة التي تقودنا دائما إلى وحدتنا وإلى تلاحمنا وتشبثنا بأرضنا وبتراثها وبمقدساتها".
وأردف الحمد الله: "أتواجد بينكم في كنف محافظة سلفيت الصامدة، التي يطوقها الاستيطان والجدار ويمزقان أرضها ويصادران مواردها وثرواتها، والتي فيها تتعايش صور المعاناة والألم، بنماذج الصمود والبقاء والتشبث بالأرض. يشرفني أن أكون هنا اليوم، لأتابع عن كثب احتياجات أبناء شعبنا واستمع منكم إلى واقع المعاناة التي تعيشونها، نيابة عن فخامة الأخ الرئيس محمود عباس، أشد على أيادي أهلنا في سلفيت، "محافظة الزيتون والصمود"، فمنكم جميعا، نستمد الطاقة لمواصلة عملية التطوير والتمكين الذاتي، وبفضل صمودكم، نسطر فصولا جديدة في العمل والإنجاز".
وأستدرك رئيس الوزراء: "ترتكز زيارتي لمحافظة سلفيت، على لقاء قادة ورؤساء الأجهزة الأمنية، للإطلاع على جهودهم في حفظ الأمن والنظام العام وحماية أمن المواطن فيها، وافتتح معكم الصالة الرياضية التي أنشأت لتواكب وتلبي احتياجات أبناء المحافظة، حيث يعتبر مجتمعها فتيا بامتياز، كما سأقوم في إطار هذه الجولة، بتسليم مستشفى الشهيد ياسر عرفات سيارة إسعاف، للمزيد من صون حياة وسلامة المرضى والحد من المضاعفات والوفاة، وسنقوم، خلال الأسبوع القادم، بتسليم سيارة إسعاف إلى مستشفى قلقيلية، وأخرى قريبا لمستشفى بيت جالا، بالإضافة الى انه سيتم العمل خلال العام القادم توفير جهاز تصوير طبقي لمستشفى الشهيد ياسر عرفات في المحافظة".
وأوضح رئيس الوزراء: "إن عملنا في محافظة سلفيت، هو جزء من منظومة عمل متكاملة، نشمر لها السواعد ونحشد لها الطاقات، لنستجيب لإحتياجات شعبنا ونعزز صموده، خاصة وأن أكثر من 70% من أراضيها تصنف على أنها مناطق (ج). وتتركز تدخلاتنا الحكومية في قطاع الصحة، في سلفيت، كما غيرها من المحافظات، على تعزيز قدرة مؤسساتنا الطبية على التعامل مع الطوارئ، والتصدي للحاجات المضطردة للخدمات الصحية، حيث عملنا على زيادة كفاءة مستشفاها الحكومي وزيادة أقسامه وتخصصاته، فافتتحنا أقسام القلب والعناية المكثفة والباطني، ووسعنا قسم الكلى، ونقوم الآن بتوسعة المستشفى على أرض محاذية، لزيادة غرف العمليات وأسرة العناية المكثفة، وليكون بنية تحتية مناسبة لبناء مستشفى جديد، هذا بالإضافة إلى افتتاح عيادة "زيتا جماعين"، وتجهيز وتشطيب واستلام عيادات سرطة ورفات".
وقال الحمد الله: "ولتوسيع دائرة التشغيل والإنتاج، أنشأنا في المحافظة، مركز تدريب مهني متخصص، يبدأ العمل به بداية العام الدراسي القادم، ويقدم خدماته التدريبية في تخصصات مهنية وحرفية متعددة، كما افتتحنا مكتب تشغيل إضافي في بديا، هذا بالإضافة إلى التنسيق بين الوزارات، وبتمويل من صندوق التشغيل، للتشجيع على إنشاء جمعيات تعاونية في سلفيت وسائر المناطق المسماة (ج)، لحماية الأرض ودعم الإنتاج الزراعي فيها".
وأضاف رئيس الوزراء: "وللنهوض بقطاع الزراعة وتنمية صمود المزارعين في المناطق المهمشة والمهددة من الجدار والاستيطان، ومن ضمنها سلفيت، نفذنا عددا من البرامج والتدخلات، مثل مشروع تخضير فلسطين، ومشروع محاربة الفقر وبرامج زيادة القدرة التنافسية لزيت الزيتون، هذا بالإضافة إلى مساعدة المزارعين المتضررين من ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، وتنفيذ مشاريع استصلاح وتأهيل الأراضي الزراعية وشق الطرق".
وتابع الحمد الله: "لقد أولينا أيضا، اهتماما خاصا بواقع المياه والصرف الصحي في محافظتكم، التي تتهددها مخلفات المصانع الإسرائيلية والمستوطنات التي تطوقها، حيث نحشد الأموال اللازمة لاستكمال تنفيذ المشاريع التطويرية لخدمة جميع بلداتها وقراها بالمياه والصرف الصحي. حيث نفذنا مشروعا بتكلفة تزيد عن مليون دولار، لحماية سكان بروقين وكفر الديك من المياه العادمة التي تخترق أراضيهم، واستكملنا العام الماضي، "مشروع إعادة تأهيل خزان بديا"، ونعمل حاليا على استكمال "محطة معالجة سلفيت".
وأردف رئيس الوزراء: "هذا وتسارع العمل، على تنفيذ مشاريع البنية التحتية خاصة الطرق والمياه، والمرافق العامة، وللمزيد من تنمية صمود محافظة سلفيت وأهلها، راعينا أن تفرد وزارة التنمية الاجتماعية برامجها لخدمة الأسر المحتاجة والفئات المهمشة فيها، ليتم دمجهم في برامج التمكين الاقتصادي للأسر الفقيرة، وبرنامج التحويلات النقدية، ومن خلال تفعيل الشبكات الاجتماعية".
واستطرد الحمد الله: "ولأننا ندرك أن مؤسسات التعليم، هي إحدى أهم البنى الوطنية، وأبرز أدوات تكريس الحقوق الوطنية، عملنا على صيانة مدارس المحافظة وتوسعتها، ووضعنا فيها حجر الأساس لجامعة القدس المفتوحة، وجامعة الزيتونة للعلوم والتكنولوجيا، اللتان نتطلع إلى مباشرة العمل بهما في القريب العاجل، لرفد قطاع التعليم العالي، وتطويعه للنهوض بواقع ومستقبل المحافظة".
وأستدرك رئيس الوزراء: "إن الجاهزية الوطنية التي نضع أسسها هنا في سلفيت، وفي سائر المناطق المسماة (ج)، وفي كل شبر من وطننا، ستبقى منقوصة ما لم تقترن بتكريس وحدة الوطن وإنهاء كافة مظاهر وتداعيات الانقسام المأساوي، كمدخل لتمكين الحكومة من أداء مهامها في المحافظات الجنوبية، ومباشرة عملية المأسسة والبناء فيها، والنهوض بقطاع غزة ونجدة أهلها. وإذ ندعو المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته في إنقاذ حل الدولتين، وإلزام إسرائيل بالوقف الشامل للاستيطان في مجمل الأرض الفلسطينية المحتلة منذ عام 196، بما فيها القدس الشرقية ومحيطها، ورفع الحصار عن شعبنا في قطاع غزة، وإلغاء التصنيفات المجحفة بحق أرضنا، فإننا كذلك نطالب حركة حماس بتغليب المصلحة الوطنية العليا في ظل هذه الظروف الصعبة، والاستجابة لمبادرة الرئيس محمود عباس، وحل اللجنة الإدارية واتخاذ خطوات جادة لتكريس الوفاق الوطني، والتوجه لعقد انتخابات رئاسية وتشريعية في أسرع وقت ممكن".