كتب موشيه العاد عقيد (احتياط) عمل في الماضي حاكما لجنين وبيت لحم و ورئيس جهاز التنسيق الامني مع السلطة الفلسطينية :-
في العام 2007 حدث الانقسام الفلسطيني، ومنذ ذلك الحين تسيطر السلطة الفلسطينية، برئاسة محمود عباس على الضفة، وتسيطر حماس على القطاع برئاسة اسماعيل هنية. 28 محاولة مصالحة من قبل مصر وتركيا وقطر وبعض الدول الاوروبية، جميعها فشلت، ولن تكون هناك مصالحة. الآن يؤمن محمود عباس أن اعادة سيطرته على القطاع يمكن أن تتم فقط من خلال استخدام الرافعة السياسية والرافعة الاقتصادية. على خلفية حرب الكهرباء التي نشبت في الآونة الاخيرة، نشأ مثلث قوى، لكل طرف فيه مصلحة مختلفة:
إسرائيل: تتوقع أن ينتفض السكان في القطاع ضد قيادتهم، وبهذا يتم وضع حد لحماس.
أبو مازن: ايضا يتوقع حدوث انتفاضة محلية، لكن باتجاه مختلف – أي أن تختفي حماس ويأتي هو بدلا منها.
في إسرائيل يستغربون كيف أن سكان القطاع الذين يعانون تحت وطأة سلطة حماس لا ينتفضون ضد حكامهم. إن التاريخ يقول إنه في المجتمع الاسلامي والعربي لا تحدث انتفاضة ضد الزعيم حتى لو كان الاسوأ، لأن المنتفضين سيتهمون بمساعدة العدو.
السلطة الفلسطينية تريد التصعيد: وقد تبين الان أن حرب الكهرباء ليست سوى مرحلة اخرى في الصراع الذي يدور منذ عشر سنوات بين حماس وم.ت.ف من اجل السيطرة على الجمهور الفلسطيني.
تشابك وتشابه المصالح بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، ضد حماس التي أصبحت العدو المشترك لهما، أوجد في السابق التنسيق الامني. والآن على خلفية الوضع الحالي، أوجدت إسرائيل والسلطة الفلسطينية التنسيق الاقتصادي. التنسيق الأمني يُمكن عباس من التحرك في رام الله دون الخوف من حماس. والتنسيق الاقتصادي الذي بدأ بتقليص كمية الكهرباء، وربما يشمل ايضا منع وصول الغذاء بشكل منتظم، أو وصول المياه، سيسرع من تحويل الحياة في القطاع الى أمر لا يطاق، الأمر الذي سيؤدي الى اندلاع العنف من قبل حماس.
ومحمود عباس يعتقد بأن إسرائيل ستقوم باستخدام نظرية ليبرمان، أي أن المواجهة القادمة مع حماس يجب أن تكون الاخيرة “لأنه لا يمكننا خوض حرب مع حماس مرة كل ثلاث سنوات”. وهو مستعد للعودة الى قطاع غزة على حساب حرب إسرائيلية ضد قطاع غزة، المهم هو أن يعود ويعيد السيطرة على القطاع.
"يسرئيل هيوم