المشهراوي يكشف كواليس اجتماعات المصالحة بين «السنوار » و«دحلان » بالقاهرة

الثلاثاء 13 يونيو 2017 11:18 م / بتوقيت القدس +2GMT
المشهراوي يكشف كواليس اجتماعات المصالحة بين «السنوار » و«دحلان » بالقاهرة



قناة الغد


كشف القيادي الفتحاوي، سمير المشهراوي، كواليس اجتماعات المصالحة بين حركتي فتح وحماس، التي تمت مؤخرًا في القاهرة، وما تم الاتفاق عليه.
  
وأشار المشهراوي في حواره مع قناة الغد، الاخبارية، إلى أنهم تحدثوا عن ملفات شائكة، وعن حجم المعاناة الهائلة التي يعاني منها الشعب الفلسطيني، لاسيما في قطاع غزة، منها الكهرباء، والمعبر، والمساعدات الإنسانية، وإعادة الإعمار.
 
كما تم التطرق إلى كم هائل من الملفات من أجل وضع حل لها، واتفقوا على البدء بالمشكلة الكبرى، وهي ملف الدم، ملف الضحايا، وتم الاتفاق على وجود مباشر لهذا الملف من خلال لجنة وصندوق سيرصد به مبالغ معينة حتى تبدأ هذه اللجنة عملها لتضميد الجراح.
 
وفيما يلي  نص الحوار كاملًا :-


كيف تم الترتيب لهذه الاجتماعات؟ وهل هذا التوقيت المناسب؟
 
 بلا شك السؤال لماذا الآن؟ كيف تم الترتيب؟ أنا أعتقد أن السؤال الذي يجب أن يطرح علينا دائما لماذا ليس الآن؟ ولماذا لم يكن من قبل؟ ولماذا انتظرتم نحو 11 عاما على نكبة فلسطينية أخرى سالت فيها دماء ذكية لأعزاء وأصدقاء وأحبة، والوضع الفلسطيني من سيء إلى أسوأ يتردى، ولا أعتقد أن هناك دركا أسفل أكثر مما نحن فيه الآن، ما الذي يحركنا؟ يحركنا واقع وطن وشعب يذبح من الوريد إلى الوريد، يحركنا حجم العواصف العاتية في المنطقة التي تهدد قوة المنطق الفلسطيني وقوة القضية الفلسطينية، وحجم الهوان الذي أوصلتنا له القيادة الفلسطينية.
 
يحركنا حجم الفقر والجوع والهوان الذي يعيشه شعبنا في كل مكان، بما فيه قطاع غزة، وحجم الحصار، وانعدام الأفق أمام جيل بأكمله، أمام الشباب الفلسطيني، يحركنا أن هناك محاولات لإشغال الناس وإغراقها في مشكلات الحياة اليومية، وعشرات الآلاف الشباب معدومي الأفق والمستقبل يبحثون عن فرصة عمل وسفر ويبحثون عن أمل في الحياة.
 
يحركنا حجم البلادة الوطنية التي أوصلنا إليه منطق التدجين، الذي تمارسه القيادة الفلسطينية، كما رافق إضراب الأسرى على سبيل المثال، ولو هذا في وضع وطني صحي صدقني لحدثت انتفاضة ثالثة رافقت إضراب الأسرى، فليس فقط تنكرت القيادة  لإضراب الأسرى، بل تآمرت على هذا الإضراب، يحركنا أن نرى تقديس التنسيق الأمني أمرا يشعر الكل الفلسطيني بالعار، ويشعر أصحابه بالعار، يحركنا  أن نرى بسهولة بشديدة أي أحد تحت مسمى قائد فلسطيني يخرج ليقول أن حائط البراق تحت السيادة الإسرائيلية، وهو أمر غير مقبول، ولو في الوضع الوطني الصحي الطبيعي كان أعدم في الساحات في وضح النهار، كل هذا يحركنا.
 
يحركنا أنه أصبح هناك خطر وطني يداهم قضيتنا الوطنية الفلسطينية، يحركنا حجم الاستهداف لقطاع غزة، استهداف أبنائنا والاعتداء على قيم وطنية سامية وراقية يعتدى عليها الآن، حيث يعتدى على قوت وأرزاق الناس ويعتدى على رواتب الأسرى، حتى الأسرى يستهدفون الآن في قطاع غزة، ويراد من غزة أن تركع، وهي التي لم تركع إلا الله عز وجل، وشكلت على مدار التاريخ مخزونا وطنيا مشرفا لكل الفلسطينيين.
 
طرف آخر .. يقول من أنتم حتى تتحدثون باسم كل هؤلاء، لا تمثلون الشعب الفلسطيني بأكلمه كي تتحدثون باسمه؟
 
نحن لم نأت بدين جديد، حتى تكون الأمور واضحة، هناك اتفاقات موقعة، وأبو مازن بارك هذه الاتفاقيات، وأرسل عزام الأحمد الذي وقع أكثر من اتفاقية ومنها اتفاقيات القاهرة المتتالية اتفاق الشاطىء واتفاق الدوحة، وبالتالي وقعت اتفاقيات مصالحة مع حركة حماس نحن لم نأت بجديد، حتي لا يدخلنا أحد فى مربع المزايدات. نحن لم نأت بأمرجديد ولكن لم ينفذ ولم تكن هناك نوايا صادقة ربما لدى بعض الأطراف هنا وهناك وبالتالي نحن نستكمل وبالعكس نحن ربما نخفف ونسهل على البعض لايجوز لنا أن نرتهن لمزاج شخص، القيادة الفلسطينية تريد عمل مصالحة تفعل أو تعطلها، نحن نتحدث عن مصير شعب ومستقبل شعب بأكمله، وبالتالي نحن قررنا أن نغادر مربع العجز والهوان وأن ننطلق لاقتحام الصعاب مهما كلفنا الأمر من ثمن وهذا مكلف.
 
وأهل الإمارات فرسان وعرب محترمين احسنوا استقبالنا واحسنوا ضيافتنا أقدر أقول أنا عايش فى الإمارات مرتاح الأخ محمد دحلان عايش فى الإمارات ومبسوط ومرتاح، ولاينقصه شىء ولكن إذا أردت  أن تتعامل مع مناضلين افنوا عمرهم وزهرة شبابهم فى السجون الإسرائيلية والمعتقلات من أجل قضية وطنية نعم هذا يجذبنا ويجعلنا لا نقبل على أنفسنا ونشعر بالخزي أحيانا إذا ابتعدنا عن شعبنا ومعاناة شعبنا الفلسطيني، إذا هذا هو الذي يحركنا أولا

ثانياً من نحن ؟ نحن نمثل تيار وطني وتيار فى داخل حركة فتح ديمقراطي إصلاحي يمتد علي مدار مشارق الأرض ومغاربها في غزة والضفة والساحة اللبنانية والساحات الأوروبية والساحة المصرية فى كل ساحة يمكن أن تخطر على بالك عشرات الآلاف من قيادات وكوادر هذا التيار هم يمثلون ويردون ويقولون من نحن شاء من شاء وآبي من آبى من يحاول تقزيم الأمور أو تسخيف الأمور الرد يأتي إليه عبر الساحات دائماً وليس بالضرورة وجود تنظيم رسمي أو جهة رسمية من حقها أن تقتحم الصعاب من أجل أن تخلق أملاً للشعب الفلسطيني أي مواطن فلسطيني يستطيع أن يساهم ويقدم شيىء من أجل أن نتكاتف معاً، ونضرب لك مثالاً من الذي انزعج من تللك اللقاءات؟ هو الجانب الإسرائيلي واليوم تصريحات ليبرمان وزير الحرب الإسرائيلي بتهديد الأخ يحيي السينوار يعني أن هناك انزعاج إسرائيلي مما حدث فى القاهرة، وهذه ليست أول مرة لأن هذا العدو يفهم تماماً أن قوتنا تكمن فى وحدتنا، وهو ما يزعجه هذا الأمر من يريد أن يصطف بجانب ليبرمان فلينزعج وليشرب من البحر.
 
على ماذا اتفقت مع حماس.. هل هي اتفاقيات أم تفاهمات  والخلاف بين الكلمتين لايعني الكثير ولكن على ماذا اتفقتم؟
 
نحن كما ذكرت لك على ضوء متابعتنا ومراقبتنا لحجم الهوان والعجز والتردي فى الساحة الفلسطينية والتي أصبحت تشكل نتيجة سياسات الهوان و التفريط والاستسلام والنظر إلى شعب بأكمله إلى 2 مليون فلسطيني فى قطاع غزة نظرة عدم احترام واستخفاف واستهداف بكل ماتعنيه الكلمة من معنى كل هذا جعلنا نتحرك ونحن نعلم أن الأمر ليس سهلا والطريق ليس سهلا، بل هي بداية طريق محفوفة بالكثير من الصعاب والمزايدات والتعقيدات ولكن الفرق بين من يتحمل المسؤولية ويريد أن يقتحم الصعاب ويضحي من أجل ذلك وبين من يقف جانباً ويشاهد الناس ويدغدغ مشاعرهم نحن كان بإمكاننا أن نقف مشاهدين ومرتاحين ونطلق شعارات التهديد سنسحقن حماس وندوسن حماس، والكلام سهل وأسهل بكثير من أن تغامر وتحمل على عاتقك مسؤولية وطنية بهذا القدر من الخطورة ومن أجل ذلك تداعينا ووجدنا أن هناك رغبة مماثلة لدى قيادة حماس التي تسلمت زمام الأمور في قيادة قطاع غزة وعلى رأس الوفد الأخ يحيي السينوار  وزملائه حيث التقينا وعقدنا عدة اجتماعات ربما كان آخرها الأمس وكانت جلسة تلخيص لمجموعة من التفاهمات وجلسة وداع لأن الأخوة سيغادرون إلى قطاع غزة.

وستكشف الأيام القادمة رداً على بعض المشككين عن أنه حصل هناك تفاهمات وأننا التقينا قيادة حماس وأننا وضعنا تفاهمات مبدئية تلامس معاناة الناس، وتلامس حل مشاكل الناس، أفكار ومقترحات بالتأكيد ستصبح موضع التنفيذ فى القريب العاجل بإذن الله.
 
نتمنى ألا نجعلهم ينتظروا أياماً فلنقول لهم ماوصلتم إليه من تفاهمات حتى الموضوعات أو رؤوس الموضوعات التي توقفتم عندها وخرجتم بحلول؟
 
نحن كما ذكرت لك لم نحبذ أن ننخرط كثيرا وعميقاً فى الماضي لأن الماضي مرير ومؤلم ومزعج كلفنا دماء عزيزين على قلوبنا جميعا، وأن شخصياً فقدت ابن ابن عمي فى هذه الأحداث حيث أعدم فى فترة الاشتباكات بيننا وبين حركة حماس وبالتالي أنا لست متفرجاً أو مراقباً على الوضع الفلسطيني أنا دفعت فى رأس المال وفي فاتورة الدم مثلي مثل كثيرين ممن فقدوا عزيز، أرادنا أن نتطلع للمستقبل وأن ننقل شعبنا إلى نوع من الأمل وبالتأكيد لامسنا مجموعة من القضايا الهامة على مدار 4 اجتماعات بيننا وبين الأخوة فى حماس

الموضوع الأول الذي تم مناقشته هو الهم الوطني والبوصلة الوطنية لأن هناك شعور يملأنا رعب من حجم الهوان وحجم الانحدار الذي وصلت له القضية الفلسطينية وحجم الخطر المحدق، ونحن فى مرحلة أصبحت جزء من الدول ربما  تعتبر إسرائيل صديقاً  فى مواجهة عدو آخر، واليوم تصريحات ليبرمان أخطر ما فيها وما سمعته قوله لا تتخيلوا أنه سيكون هناك حل فى المنطقة مع القضية الفلسطينية يعني أنه سيكون هناك حل فى المنطقة بدون القضية الفلسطينية والمقصود هنا التطبيع مع الدول العربية إذن هذه العبارة وحدها تشعرنا جميعاً بحجم الخطر الداهم على القضية الفلسطينية فعندما نفقد أوراق القوة ونصل لحالة من الهوان التي تمارسها بعض القيادات هنا وهناك كل هذا دفعنا أن نتحدث أولا عن أن التفاهمات بيننا وبين الأخوة فى حماس يجب أن تبدأ ضمن رؤية وطنية تستند إلى مفهوم وطني وإلى برنامجنا الوطني القاضي بإقامة دولة فلسطينية مستقلة فى حدود الرابع من حزيران عام 1967، والقدس الشرقية عاصمة لها، وحق عودة اللاجئين، واعتمدنا على مجموعة من الوثائق، منها وثيقة الأسرى وهي وثيقة الوفاق الوطني وهذه عليها اجماع وطني، ووثيقة القاهرة، وبالتأكيد  برنامج الإجماع الوطني الذي يجب أن نستند إليه فى تفاهمتنا بالمعني الوطني والسياسي، وإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية والروح الكفاحية وعدم الاعتماد فقط على خيار واحد فقط أعرج وهو خيار المفاوضات في ظل عدم تكافؤ القوى الموجود بيينا وبين الجانب الإسرائيلي. أما الجانب الآخر فنحن تحدثنا عن ملفات شائكة وعن حجم معاناة هائلة يعاني منها الشعب الفلسطيني لاسيما فى قطاع غزة منها الكهرباء، والمعبر، والمساعدات الإنسانية، وإعادة الإعمار، وكم هائل من الملفات التي طرقناها من أجل أن نضع لها حلاً واتفقنا علي أن نبدأ بالمشكلة الكبري التي تلامس مشاعرنا  جميعاً وهو ملف الدم ملف الضحايا ملف الأعزاء الذين فقدناهم وبالتالي تم الاتفاق علي وجود مباشرة لهذا الملف من خلال لجنة وصندوق سيرصد به مبالغ معينة حتي تبدأ هذه اللجنة عملها لتضميد الجراح.
 
القضايا المتعلقة بالحدود والعاصمة.. لا يوجد خلاف بين الفصائل حول هذه النقطة؟
 
ليس بالضرورة.. لم أعد مطمئنًا بالضرورة انه لا يوجد خلافات في ظل السياسة التي تمارسها القيادة الفلسطينية الحالية، وأخشى أن كل هذا المسلسل من استهداف غزة والاعتداء على رواتب الناس وحقوقهم حتى رواتب الشهداء والأسرى، وإغراق الناس في حالة من الإحباط، ربما كل هذا مقدمات لتمرير مشروع سياسي مشبوه ينتقص من حقوق شعبنا حتى في هذه الحدود التي تعتبر حدود دنيا عند الفصائل، لذلك لا يمكن أن تأخد الأمور على عواهنها، ويجب أن تؤكد على ذلك كل مرة حتى لا تسمح بالمزايدين بالنفاذ من خلال هذه الثغرات التي يرددها البعض بشأن الاتفاق بين فتح وحماس على إنشاء دولة في غزة، وهذا كلام سخيف، وكتب من بعض السطحين الذين لم يعرفوا شيئًا، ولا أحد فيهم يعلم الذي جرى في القاهرة، ولا يمتلك معلومة، أو حصل على جزء من المعلومة وبنى عليها رواية.
 
بعضهم قال «هي ليست تفاهمات بل صفقات بينكم وبين حماس» ؟
 
من تعود على إجراء الصفقات يستطيع أن يصف ما يشاء ويتحدث بما يشاء، نحن نتحدث عن مشروع وطني ينهار أمام أعينا، نحن نتحدث عن مجتمع ينهار أمام أعيننا ونحن نتفرج عليه، نحن نتحدث عن مفاهيم وطنية انهاردت وقيم وطنية ديست بالنعال من هذه القيادة، فنحن مقبلين على تأدية واجب وطني نعطي به أمل لناس، نستطيع فيه أن نغير وأن نخفف عن شعبنا. وهناك فرائس ترتعد من أي تفاهم بين فتح وحماس وأولها ليبر مان، وهناك فرائس ترتعب في رام الله، فهناك من يبلغ الرئس الفلسطيني محمود عباس، بأن دحلان اتفق مع السنوار وهذا يضر بمصالحه. ونحن جاهزين لكي نكون وقود لأي اتفاق قادم بين حركة حماس وبين أبو مازن، ونطالبه بالذهاب والاتفاق مع حماس، وسوف نصفق لهذا الاتفاق وندعمه، فنحن نتحدث بمنطق أناس يشعور بالمسؤولية تجاه شعبهم. ولا داعي لتشغيل الفزاعات عند أبو مازن لانهم أصبحوا يتصرفون بشكل مضلل، حتى وصل الأمر أن الأمن الوقائي في رام الله اقتحموا مكتب نواب من المجلس التشريعي، منتهكًا كل الأعراف الدولية. وأنا جاهز لتقديم رأسي وروحي قربانًا لاي اتفاق بين حماس وفتح لكي ننهي هذه المرحلة من الانقسام ويتوحد الشعب الفلسطيني.
 
هموم المواطن الفلسطيني.. حياته اليومية.. وحجم المعاناة التي يعانيها.. ماذا يمكن أن تقدموا له؟
 
نحن سنلامس مجموعة من الملفات الشائكة والمعقدة التي تمس الشأن الوطني، وهذه الملفات تعالج عبر فتح حوار شامل مع كل القوى الفصائل والشخصيات المستقلة. أنت بتحكي عن تفهمات مبنية على رؤية وطنية لم ترقى إلى مستوى اتفاق كامل ونهائي، والكل الوطني مدعو أن يشاركنا وينتقدنا وأن يسجل ملاحظات على أي تفاهمات عملناها مع حماس.ليس هناك سر في الاتفاقيات التي اجريت بين حماس وفتح، ولا يوجد أي شيء تحت الطاولة  أو فوقها، فنحن نحكي بشكل مباشر وأعيننا في عيون الشعب الفلسطيني.
وشهدائنا الذين قدموا دمهم من أجل القضية الفلسطينية نقول لهم "نحن نلامس مجموعة من القضايا بدأنها بالهم العربي العام وكيف نعيد الاعتبراء لقضيتنا، وكيف نعيد الروح الكفاحية لشعبنا؛ لان عدونا المركزي هو الاحتلال الإسرائيلي، وليس القضايا الثانوية كقيادة العجز في هذه المرحلة، ثانيًا سننتقل إلى الملفات التي تمس بعض المناطق، مثلا "القدس" فنحن نتحدث عن مشاريع ستشكل حماية لها، فقطاع غزة بما عاناة من حصار ومن قهر واستهداف، وفي النهاية أبو مازن يستهدف حركة حماس.
 
كان هناك محاولات كثيرة تدخلت فيها دول ومنظمات وكانت تفشل، وفتح تتهم حماس بأنها السبب في الإفشال؟
 
الثقة أمر نسبي بين الناس في العمل السياسي ولكن مرينا في محطات كثيرة سادت بيننا وبين قيادات حماس ثقة، وانا على المستوى الشخصي كانت تربطني علاقات مميزة بمعظم قيادات حماس قبل وبعد 2007. ونحن لسنا مشوهين وطنيًا، ونعتز بكل رصاصة يطلقها فلسطيني، ونعتز بكل نصر يفعله أصغر فلسطيني، فالأصحاء وطنيًا لا يفقد البوصلة، ويستطيع أن فخر بأي انصار يحققه أي فلسطيني، فنحن لسنا صغار ولا نفكر بمنطق الحاقدين الذين أعمت الأحقاد بصيرتهم. وأنا لا أدافع عن حماس وأقول إن حماس لم تخطيء، لكن أنا دائمًا أقول "عندما تريد أن تبني نظام ديمقراطيًا وأن نتنقد.. فابدأ بنفسك"، وعندما تريد أن تقيم.. فبدأ بنفسك، عندما تريد أن تهاجم.. فابدأ بنفسك، فحماس أخطأت أخطاء كبيرة ونحن أيضًا أخطأنا، وبالتالي لا يستطيع أبو مازن الحصول على المنصب رقم واحد في السلطة الفلسطينية. وبمتابعة الأداء على مدار السنوات الماضية نحن وصلنا إلى الدرك الأسفل، فهذه التفاهمات هي حجر الأساس بناء من أجل إنجاز الوحدة الفلطسينية.
 
ما هي الضمانات لتنفيذ هذه التفاهمات أو الاستمرار فيها؟ وايه الدور المصري؟ هل هو ضامن؟
 
الدور المصري حاضر تاريخيًا ويحتضن أي تفاهم فلسطيني، ولا يعارض أي تفاهم فلسطيني، ودور مصر له شقين، الأول: البعد القومي ودور مصر التاريخي تجها القضية الفلسطينية الذي وصل في مراحل تاريخية إلى أن يختلط دم الجندي المصري في تراب غزة وفلسطين، فمصر تستكمل هذا الدور تاريخيا، وهي أكثر حرصًا على وحدة الشعب الفلسطيني، وحاولت وتحاول وستحاول في هذا المجال، ويظهر هذا الجهد في اللقاء الذي جمع بيننا وبين وفد حماس على أرض القاهرة مؤخرًا. الشق الثاني لدور مصر هو مقتضيات الأمن القومي والمصري، فلا يستطيع أحد لوم مصر على أي دور، وهي تريد أن تهدأ ساحة قطاع غزة وتستقر؛ لأن هذه الخاصرة الموجعة لمصر.
 
متى الاجتماع القادم بينكم وبين حماس؟
 
إن شاء الله يكون في غزة، واتمنى أن يكون الاجتماع في قطاع غزة قريبًا جدًا، فنحن عقدنا أمس الاجتماع الرابع وأخر الاجتماعات، وكان جزء منه وداعًا للاخوة المسافرين وكان برفقته الأخ ماجد أبو شمالة و سامي ابو سمهدانة و سلمان أبو مطلق، وفي اللقاءات السابقة كان مع أخرين وكان دائمًا على رأسنا الأخ محمد حلان.
 
لماذا أخذ لقاء دحلان والسينوار  أكثر من حجمه؟
 
عندما تريد أن تتحدث عن تجاوز مرحلة غاية في التعقيد وهناك دم فلسطيني سال وهناك حجم من الأحقاد أحيانًا وهناك حجم من المغرضين والصغار الذين يتربصوا شرًا بكل شيء، ولا يتمنون أن تسير المركب أو يدعوا لها بالصلاح. فنحن بدأنها طريقًا ليس سهلًا بل صعبًا، وهناك مزاديني لكننا عاقدي العزم على أن نمضي ونعطي أمل لشعبنا. وأعتقد أن وفد حركة حماس الذي التقيناه 4 مرات لديه من الاستعداد والاريحية والجو الإيجابي باتجاه وطن واحد يغتصب، وبإن الله سنسوي هذه المسألة.
 
هل مستمرين في هذه المباحثات مع حماس وحدكم أم يمكن أن ينضم إليكم من يريد؟
 
هذا الأمر مفتوح للكل الفلسطيني، فنحن لا نعمل "دكاكيني" مع أحد على الإطلاق، وحوالنا أن نحرك هذه المياه الراكدة، طالما هذا الصخب أثير حول هذا الاتفاق فنحن مبسوطين، وإذا شعر أحد بالخوف، فنحن نطمئنه وندعوه إلى سباقنا إلى هذا الاتفاق. فنحن في أواخر عام 1995 أجرينا اتفاق مع قيادة القسام حتى تنضم للسلطة أسوة بمطاري حركة فتح، وسارعت إسرائيل باغتيال يحيى عياش لنسف هذا الاتفاق، وحديث عمليات 1996 كرد فعل. نحن بادرنا في 2004 إلى اللقاء مع الدكتور عبد العزيز الرنتيسي، وإسماعيل هنية، والشهدي سعيد صيام، في منزل الشهيد إسماعيل أبو شنب، وبمبادرة من محمد دحلان، لطرح الشراكة وتشكيل جيش وطني، ووافق الشهيد الرنتيسي، فسارعت إسرائيل إلى اغتياله.  أقول هذا الكلام لان تصريحات "ليبرمان" ذكرتني في هذا الشان، فإسرائيل تعلم أن قوتنا تكمن في وحدتنا، ومن يريد أن يكون في جانب إسرائيل فليقف في الصف المعادي لشعبنا.

المصدر :" قناة الغد