يعتبر الإضراب عن الطعام الذي علقه الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال فجر اليوم السبت، بعدما استمر لمدة 41 يومًا؛ ثالث أكبر إضراب يخوضه الأسرى بعد إضراب سجن عسقلان عام 1976 (45 يومًا) وإضراب المعتقلين الإداريين عام 2014 (63 يومًا).
وقال الباحث والمختص بشؤون الأسرى، عبد الناصر فروانة، إن الأسرى يلجؤون للإضراب بعد الإدراك أنه لا يمكن الحصول على أي انجاز دون مقاومة، وهو وسيلة لانتزاع حقوقهم.
وأشار في حديث لـ "قدس برس" اليوم السبت، إلى أن "الاحتجاجات والتمرد والعصيانات المتفرقة والإضرابات عن الطعام، كلها شكل من أشكل النضال السلمي ضد السجان للذود عن كرامة الأسرى من أجل الدفاع عن حقوقهم ووضع حد للإجراءات القمعية بحقهم".
وأضاف: "لقد خاض الأسرى منذ أواخر ستينيات القرن الماضي عشرات الإضرابات عن الطعام وقدموا خلالها تضحيات جسام وسقط فيها من بينهم شهداء، ونجحوا في تغيير ظروف احتجازهم وانتزاع العديد من الحقوق الإنسانية التي كفلها لهم القانون الدولي".
وشدد فروانة على أن الإضراب عن الطعام كان "تعبيرًا عن قيم وأخلاق المقاومة وفرض الذات وتأكيد حق الحركة الأسيرة في الوجود وتنظيم ذاتها".
ورأى أنه أصبح لدى الأسرى وقيادتهم "قناعة راسخة" بأنه لم يعد لديهم ما يخسرنه، في ظل القمع المتواصل والإجراءات التعسفية التي تستهدف مكانتهم وهويتهم وكرامتهم.
واستعرض الحقوقي الفلسطيني أبرز الإضرابات الجماعية التي خاضها الأسرى منذ ستة عقود، وجاءت على النحو التالي؛
إضراب سجني الرملة و"كفار يونا" بتاريخ 18 شباط/ فبراير 1969 واستمر 11 يومًا بسجن الرملة و8 في كفار يونا. إضراب الأسيرات الفلسطينيات في سجن "نفي تريسنا" بتاريخ 28 نيسان/ أبريل 1970 واستمر 9 أيام.
إضراب سجن عسقلان 5 تموز/ يوليو 1970 (7 أيام)، واستشهد خلاله الأسير عبد القادر أبو الفحم. إضراب سجن عسقلان بتاريخ 13 أيلول/ سبتمبر1973، والذي استمر لمدة 24 يومًا.
إضراب في عدة سجون انطلق من سجن عسقلان بتاريخ 11 كانون أول/ ديسمبر1976 واستمر لمدة 45 يومًا، وبعدها تم تعليق الإضراب، وبتاريخ 24 شباط/ فبراير 1977 استأنف الأسرى في سجن عسقلان إضرابهم واستمر لمدة 20 يومًا، كامتداد للإضراب السابق، بعدما تنصلت إدارة السجون من التزاماتها وتراجعت عن الوعود التي قطعتها للأسرى.
إضراب سجن نفحة بتاريخ 14 تموز/ يوليو1980 واستمر لمدة 32 يومًا. وقد شاركت باقي السجون بإضراب إسنادي، واستشهد خلاله الأسيران؛ علي الجعفري وراسم حلاوة، ثم التحق بهما في تشرين ثاني/ نوفمبر1983 الأسير اسحاق مراغة، واستشهد جراء "التغذية القسرية"، ويعتبر هذا الإضراب "الأشهر والأعنف".
إضراب سجن جنيد في شهر أيلول/ سبتمبر 1984 واستمر 13 يومًا، وذلك بعد افتتاح السجن المذكور في مدينة نابلس في شهر تموز/ يوليو 1984.
إضراب سجن جنيد بتاريخ 25 آذار/ مارس1987 وشارك فيه 3000 أسير فلسطيني من معظم السجون، واستمر لمدة 20 يومًا، وكان له إسهام فعال في اندلاع انتفاضة الحجارة الكبرى في كانون أول عام 1987.
إضراب سجن نفحة بتاريخ 23 حزيران/ يونيو 1991 واستمر لمدة 17 يومًا.
إضراب شامل في كافة السجون والمعتقلات بتاريخ 27 أيلول/ سبتمبر 1992، واستمر 19 يومًا، وأصطلح على تسميته بـ "أم المعارك" كونه شكّل مرحلة مهمة في الذود عن كرامة الأسير. وقد شارك فيه نحو 7 آلاف أسير، وحظي بمساندة جماهيرية واسعة في الوطن والشتات، وحقق العديد من الإنجازات والتحسينات، واستشهد خلاله الأسير المقدسي حسين عبيدات.
إضراب الأسرى بتاريخ 18 حزيران / يونيو1995 تحت شعار "إطلاق سراح جميع الأسرى والأسيرات دون استثناء"، وجاء بغرض "تحريك" قضيتهم السياسية قبل مفاوضات طابا، واستمر 18 يومًا.
إضراب الأسرى عن الطعام بتاريخ 5 كانون أول/ ديسمبر 1998 إثر قيام "إسرائيل" بالإفراج عن 150 سجينًا جنائيًا، ضمن صفقة الإفراج التي شملت 750 أسيرًا وفق اتفاقية "واي ريفر" وعشية زيارة الرئيس الأمريكي آنذاك بيل كلنتون للمنطقة، والذي استمر 16 يومًا.
إضراب 2 أيار/ مايو 2000 احتجاجًا على سياسة العزل، والقيود والشروط المذلة على زيارات أهالي المعتقلين الفلسطينيين، وقد استمر هذا الإضراب ما يقارب الشهر.
إضراب سجن "نيفي تريستا" بتاريخ 26 حزيران/ يونيو2001 حيث خاضته الأسيرات واستمر لمدة 8 أيام متواصلة احتجاجًا على أوضاعهن السيئة.
إضراب شامل في كافة السجون بتاريخ 15 آب/ أغسطس 2004 واستمر 19 يومًا. إضراب أسرى سجن "شطة" بتاريخ 10 تموز/ يوليو 2006 واستمر 6 أيام، احتجاجًا على تفتيش الأهل المذل خلال الزيارات، وكذلك لتحسين ظروف المعيشة بعد مضايقات على ظروف المعيشة وخصوصًا التفتيش الليلي المفاجئ.
إضراب أسرى الجبهة الشعبية وبعض المعزولين وذلك بتاريخ 27 أيلول/ سبتمبر 2011 والذي استمر 22 يومًا. إضراب مفتوح عن الطعام، لقرابة 1600 أسير، بتاريخ 17 نيسان/ أبريل2012، واستمر 28 يومًا.
إضراب الأسرى الإداريين في سجون الاحتلال وبدأ بتاريخ 24 نيسان/ أبريل 2014، وشارك فيه نحو 120 معتقلًا قبل أن يتوسع ويضم مئات آخرين، احتجاجًا على استمرار سياسية الاعتقال الإداري بدون تهمة أو محاكمة، واستمر 63 يومًا.
في التاسع من كانون أول / ديسمبر 2014 أعلن قرابة 70 أسيرا في سجون: النقب، ريمون، ونفحة، إضرابهم عن الطعام وانضم إليهم لاحقًا عشرات الأسرى وانتهى بعد 9 أيام.
في 17 نيسان/ أبريل الماضي أعلن مئات الأسرى الفلسطينيين في عدة سجون إسرائيلية إضرابًا مفتوحًا عن الطعام؛ تحت عنوان "الحرية والكرامة" وتم تعليقه بعد 41 يومًا. وطالبوا بتحقيق جملة مطالب، أبرزها؛ إنهاء سياسة العزل، وسياسة الاعتقال الإداري، إضافة إلى المطالبة بتركيب تلفون عمومي للأسرى الفلسطينيين، للتواصل مع ذويهم، ومجموعة من المطالب التي تتعلق في زيارات ذويهم، وعدد من المطالب الخاصة في علاجهم ومطالب أخرى، حيث تم تعليقه فجر اليوم السبت بعد 41 يوما من الإضراب.
وتحتجز إسرائيل 6500 معتقل فلسطيني موزعين على 22 سجنًا، ومن بينهم 29 معتقلًا مسجونون منذ ما قبل توقيع اتفاقية أوسلو مع منظمة التحرير الفلسطينية في 1993، و12 نائبًا، ونحو 50 فلسطينية، ومن ضمنهن 14 فتاة قاصر، ويخضع للاعتقال الإداري من بينهم 500 معتقل.