أفادت شبكة 'سي بي إس' الأميركية أن المعلومات التي كشفها الرئيس دونالد ترامب، لوزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، حيال نشاط ووضعية تنظيم 'داعش'، قد تتسبب بتهديد حياة الجاسوس الإسرائيلي الناشط في صفوف التنظيم، علما أن إسرائيل هي الدولة التي أبلغت الولايات المتحدة بتفاصيل حيال تهديدات 'داعش' تنفيذ عمليات إرهابية جديدة.
ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن شبكة 'سي بي إس' معلومات مفادها بأن حياة الجاسوس الناشط في صفوف 'داعش' لصالح إسرائيل موجودة في خطر، وذلك بسبب المعلومات التي سربها ترامب إلى لافروف، بحيث نقلت الشبكة على لسان مصدر أمني مطلع في واشنطن قوله إن ' المعلومات التي حولتها إسرائيل إلى الإدارة الأميركية تتعلق بتهديدات داعش تنفيذ عمليات إرهابية جديدة على متن طائرات من خلال استعمال حواسيب ملغومة'.
وبحسب المعلومات فقد اشترطت إسرائيل على الإدارة الأميركية أن يحول لها هذه المعلومات الاستخباراتية شرطية ألا يتم تناقلها وتحويلها إلى طرف ثالث، علما أن المعلومات تعلقت بتهديدات خاصة بأميركا، بحيث أن 'داعش' خطط استعمال حاسوب ملغوم وإدخاله لطائرة ركاب وتفجيرها.
ويرى المدير السابق لمركز مكافحة الإرهاب، ماط اولسين، بأن المخاطر الحقيقية لا تتعلق بمصدر المعلومات فحسب، بل على إمكانية استمرار التعاون الاستخباراتي وتبادل المعلومات في المستقبل حيال أي تهديدات أو عمليات قد ينفذها التنظيم.
من جانبه، دافع المستشار للأمن القومي الأميركي، هربرت مكماستر، عما قام به الرئيس ترامب وقال لمراسل الشبكة: ' يجب أن يعي الجميع الظروف والدوافع لتبادل المعلومات بين ترامب ولافروف، فكون المعلومات محددة وتتعلق بالتهديد بتفجير طائرة، الأمر الذي قام بتنفيذ 'داعش' في السابق بتفجير طائرة ركاب روسية في سيناء، فالمعلومات التي كشفها ترامب أمام المسؤولين الروس لم تمس بأمن الدولة'.
وخلفا لموقف البيت الأبيض المعلن والمدافع عن ترامب، بيد أن مصادر رفيعة المستوى في أجهزة الاستخبارات الأميركية، تعتقد أن الرئيس الأميركي أخطأ بتبادل المعلومات حيال نشاط 'داعش' ونقلها إلى روسيا التي لا تعتبر شريكة في التحالف الدولي المشاركة في مكافحة التنظيم.
ذات الموقف عبر عنه السفير الأميركي السابق في تل أبيب، دان شابيرو، الذي وصف نهج ترامب وما قام به من نقل معلومات استخباراتية بـ'غير مسؤول'، وقال إن ' تصرف ترامب يعكس ضحل معلوماته بكل ما يتعلق بضرورة الحفاظ على معلومات استخباراتية بالغة الحساسية'.
بالمقابل، التزمت إسرائيل الصمت ولم يصدر عنها أي تعقيب رسمي حيال القضية، لكن موقع 'بازفليد' نقل على لسان ضابط كبير في هيئة الاستخبارات الإسرائيلية بإن إسرائيل هي الدولة التي نقلت المعلومات إلى الإدارة الأميركية والتي سربها ترامب إلى روسيا.
وبحسب ضابط الاستخبارات فإن إسرائيل نقلت معلومات استخباراتية حساسة وصلتها عبر الجاسوس الذي تشغل في صفوف 'داعش'، بحيث تمحورت المعلومات حول تخطيط التنظيم إلى وضع عبوة ناسفة بحواسيب متنقلة وإدخالها إلى طائرات أميركية لتفجيرها.
ونقل الموقع عن ضابط الاستخبارات الإسرائيلي الذي رفض الكشف عن هويته القول: ' هناك تفاهمات خاصة بكل ما يتعلق التنسيق والتعاون الأمني، إلا أن نقل معلومات سرية لطرف ثالث دون تنسيق مسبق، فهذا يشكل مخاوف لدينا'.
إلى ذلك، رجح مراسل موقع 'بازفليد'، بإن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، قد يستغل ذلك من أجل ممارسة الضغوطات على ترامب لتحقيق إنجازات سياسية ودبلوماسية.