قالت صحيفة هارتس العبرية ان جلسة "لجنة التخطيط العليا" التابعة لما تسمى "الإدارة المدنية" الاسرائيلية، والتي كان يفترض أن تعقد هذا الأسبوع للمصادقة على مخططات بناء في المستوطنات تم تاجيلها بناء على طلب رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو.
وقال مسؤول إسرائيلي إن مكتب نتنياهو طلب تأجيل عقد الجلسة إلى ما بعد زيارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لإسرائيل، والتي يتوقع أن تكون في الثاني والعشرين من الشهر الجاري.
ونقلت "هآرتس"، اليوم الخميس، عن المسؤول نفسه، الذي رفض ذكر اسمه، قوله إن التأجيل جاء بهدف منع حصول توتر بين إسرائيل والولايات المتحدة قبيل زيارة ترامب بوقت قصير حول قضية البناء في المستوطنات، الأمر الذي من شأنه أن يلقي بظله على زيارة ترامب كلها، ويجب قضية المستوطنات قضية مركزية في المحادثات، بما يعزز ادعاءات الفلسطينيين ويعزز موقفهم في زيارة ترامب إلى بيت لحم ولقائه مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
وجاء أن إسرائيل سعت إلى تجنب تكرار الأزمة التي حصلت مع الإدارة الأميركية السابق، حيث تمت المصادقة على بناء 1600 وحدة سكنية في مستوطنة "رمات شلومو"، خلال زيارة نائب الرئيس الأميركي، جوزيف بايدن، في آذار/مارس من العام 2010.
وأضاف المسؤول الإسرائيلي أن جلسة اللجنة تأجلت لبضعة أسابيع، وسوف تعقد في مطلع حزيران/يونيو. وقال "لم نرغب بإجراء مباحثات عن الاستيطان مع اقتراب زيارة ترامب"، وأضاف أن التأجيل فرضه الواقع.
يشار إلى أن قضية البناء في المستوطنات كانت ضمن أول المواضيع التي طرحت للنقاش بين البيت الأبيض وبين مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، لدى دخول ترامب إلى البيت الأبيض. وفي المؤتمر الصحفي الذي عقده ترامب ونتنياهو في لقائهما في الخامس عشر من شباط/فبراير، طلب الرئيس الأميركي من رئيس الحكومة الإسرائيلية لجم البناء في المستوطنات.
وفي مقابلة مع صحيفة "يسرائيل هيوم"، قبل أيام من زيارة نتنياهو إلى البيت الأبيض، قال ترامب إن البناء في المستوطنات لا يفيد في تحقيق تقدم في "عملية السلام" لأن ذلك يقلص المساحة التي يجري التفاوض بشأنها بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.
وأشارت الصحيفة إلى أن تصريحات ترامب فاجأت نتنياهو الذي كان يعتقد أنه حتى إذا طرح هذه القضية بين الحين والآخر في محادثات هادئة بين الرئيس ومساعديه، فإنها لن تصل وسائل الإعلام.
وكتبت الصحيفة أنه في الأسابيع التي تلت زيارة نتنياهو إلى واشنطن عقدت عدة جلسات مفاوضات بين المبعوث الأميركي، جيسون غرينبلات، وبين نتنياهو ومستشاريه بشأن البناء في المستوطنات. وفوجئ نتنياهو خلال هذه الجلسات من الموقف الأميركي المتصلب تجاه البناء في المستوطنات. وبعد أسابيع من المحادثات لم يتوصل الطرفان إلى تفاهم ، وقرر نتنياهو من جانبه البناء في داخل المستوطنات.
يشار الى أنه في نهاية آذار/مارس الماضي، وضع المجلس الوزاري الاسرائيلي المصغر سياسة بناء تقضي على أن تكون غالبية البناء الاستيطاني ضمن خط نفوذ السلطات المحلية للمستوطنات أو محاذيا له. وتقرر في حينه أن تجتمع لجنة التخطيط العليا للإدارة المدنية، التي تصادق على مخططات البناء في المستوطنات، مرة كل ثلاثة شهور، بدلا من مرة كل أسبوع.