كيف يخطط ترامب لإعادة بناء العلاقات مع الدول العربية بعد ان أهملها أوباما ؟

الأربعاء 10 مايو 2017 09:52 م / بتوقيت القدس +2GMT
كيف يخطط ترامب لإعادة بناء العلاقات مع الدول العربية بعد ان أهملها أوباما ؟



ترجمة اطلس للدراسات

كتب يوني بن مناحيم في " نيوز ون " العبري : - اختار الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب أن يبدأ زيارته في الشرق الأوسط نهاية الشهر بالسعودية، التي تعتبر زعيمة العالم السني والخصم اللدود لإيران الشيعية. الرئيس الأمريكي يصل للشرق الأوسط من أجل بناء "الشراكة الاستراتيجية" من جديد مع المحور السني المعتدل، نفس المحور الذي قرر الرئيس السابق باراك أوباما إهماله وتفضيل إيران عليه، والتي وقع معها اتفاق النووي رغم معارضة المعسكر العربي السني، وكذلك حكومة إسرائيل.

الرئيس ترامب وصف زيارته المنتظرة للسعودية بأنها زيارة "تاريخية"، وكذلك وزير الخارجية السعودي عادل الجبير استخدم نفس الكلمة حين تطرق لأمر الزيارة.

العلاقات بين السعودية وإدارة أوباما قبيل انتهاء فترة ولايته كانت متوترة جدًا، ويبدو الآن ان العلاقات ذاهبة نحو الازدهار من جديد، حيث ان الإدارة الأمريكية الجديدة مكسب للقيادة السعودية، لأنها تركز معها في المخاطر التي تحيط بالشرق الأوسط، التي على رأسها إيران ومشكلة إرهاب "داعش".

فعليًا من كان الأساس لزيارة الرئيس ترامب إلى السعودية هو وزير الدفاع محمد بن سلمان، الذي زار واشنطن ونجح بخلق كيمياء ممتازة مع الرئيس ترامب، وتوصل معه لتفاهمات استراتيجية أولية قبيل الزيارة للسعودية.

بعد ان اختار الرئيس السابق أوباما ان يزور مصر كمحطته الأولى في الشرق الأوسط قبل ثماني سنوات؛ يبدو أن مستشاري الرئيس ترامب توصلوا لنتيجة أن السعودية هي الحليف العربي الأهم بالنسبة للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، ليس فقط بسبب أنها تسيطر على احتياطي النفط الأكبر في العالم؛ بل أيضًا بسبب موقفها الإقليمي والديني.

ترامب اختار السعودية أيضًا كونها تضم الأماكن المقدسة للإسلام، وذلك لدحض المزاعم التي تظهر انه يكره المسلمين، وليظهر ان الولايات المتحدة عازمة على تعزيز الحوار بين الثقافات والأديان. السعوديون - في الواقع - يجهزون الرأي العام في العالم العربي والإسلامي قبيل زيارة الرئيس ترامب، الذي يُنظر إليه في دول كثيرة على أنه متطرف وعدو للإسلام، هم يعتقدون بأن هذه الصورة "أُلصقت به" على يد خصومه في الحملة الانتخابية، وهو في الواقع ليس هكذا. وزير الخارجية السعودي الجبير قال الأسبوع الماضي ان زيارة الرئيس ترامب هي "رسالة واضحة وقوية، تبرز أنه ليس لواشنطن أي نوايا سيئة تجاه العالم العربي والإسلامي"، كما أعلن في الـ 9 من مايو أن بلاده تنوي دعوة 17 زعيمًا من دول عربية وإسلامية للاجتماع بالرئيس ترامب خلال زيارته للسعودية. دعواته وصلت بالفعل لملك المغرب والرئيس العراقي، وباقي الدعوات سترسل خلال الأيام المقبلة.

التقديرات في العالم العربي انه خلال زيارة ترامب سيتم الاتفاق على صفقات سلاح كبيرة تقدر بعشرات الملايين من الدولارات، من بينها منظومات أسلحة حديثة للجيش السعودي، وسيحتل التهديد الإيراني المركز الأساسي خلال اللقاء، حيث المصلحة مشتركة بين الولايات المتحدة والسعودية.

هذا ومن المفترض ان يناقش ترامب مع مستضيفيه بالسعودية الوضع في سوريا، لبنان، واليمن في ظل التدخل الإيراني المكثف في تلك الدول، الرئيس ترامب يرى في إيران الداعم الأول للإرهاب، ليس فقط بالشرق الأوسط، بل في العالم أجمع، وهناك ضرورة فورية لكبح جماحها. قضايا أخرى مُتوقع ان يتم رفعها خلال زيارة الرئيس للسعودية هي حرب الإرهاب ضد "داعش" وتجديد المفاوضات الإسرائيلية - الفلسطينية تحت "مظلة عربية".

تصريحات المستضيفين السعوديين بهذا الخصوص كانت إيجابية، الجبير قال ان فرص التوصل لاتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين "جيدة"، حيث ان الرئيس ترامب يتبع أسلوبًا "جيدًا". هل ينوي الرئيس ترامب ان يقنع السعودية باتفاق لعقد مؤتمر إقليمي يحرك المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين؟ علينا أن ننتظر ونرى.

زيارة الرئيس ترامب للسعودية هدفها وضع حجر الأساس لمحور الدول العربية المعتدلة لردع إيران ولحرب ضد "الإرهاب الإسلامي". الرئيس ترامب سيحاول أيضًا استغلال الوضع لخلق إطار معتدل من الدول العربية التي ستدعم المفاوضات الإسرائيلية - الفلسطينية، وستساعد بتعزيز "الصفقة" الأكبر التي يطمح لتحقيقها.